يقول المؤيدون للرئيس الأسد نقلا عن ابناء اللواء السليب اسكندرون !, ان ابناء اللواء السليب يشكرون الأسد لأنه بسط اجنحة حمايته عليهم , ابناء اللواء في حماية الرئيس !, ولا لزوم هنا للسؤال كيف يقوم الرئيس بحماية ابناء اللواء ؟؟ أمر عجيب جدا , ومن يظلم ابناء اللواء ؟؟ولو فرضنا على أن هناك ظلم لأبناء اللواء من أي جهة كانت , فأين هي مقدرة الرئيس على حمايتهم ؟.
القصد من هذا القصيد ليس ابناء اللواء , وانما ابناء منطقة الساحل , ولتقال بلغةعارية , ابناء الطائفة العلوية … كلام للجارة لكي تفهم الكنة ! ولطالما يقوم الرئيس بحمايةالعلويين في اسكندرون فمن المنطقي أن يكون الرئيس من حماة العلويين في سوريا , هذه هي الدلاتلة الايجابية ,اما الدلالة السلبية فهي التالية ,لطالما حماية الرئيس لأهل اسكندرون ضرورية , لذا فانه من المنطقي الاعتراف بوجود خطر محدق بهم , والأمر ينطبق على قسم من ابناء الساحل السوري , انهم في خطر !ولماذا في خطر , ومن أين يأتي الخطر ..أسئلة لايتطرق اليها الطبول المطبلون والمزمرون .
كل شعوب العالم تعرف الاستقطابات السياسية والمجتماعاتية وحتى المذهبية , والشعب السوري كغيره من شعوب العالم , الا أن وضعه خاص بعض الشيئ , وذلك بسبب طول مدة حكم فئة أو عائلة معينة الى مايقارب الخمسين سنة , وهذا الازمان في الحكم يتطلب جهودا اضافية عند محاولة ازالة هذا الحكم , ذلك لأن السلطة أخطبوطية ومتعشعشة في كل زوايا الحياة السورية , ومن الطبيعي عند الأعراب أن تحاول السلطة بكل الوسائل أن تبقى حاكمة متسلطة , حتى ولو كان أمل نجاحها يعادل الصفر , انه ليس من الطبيعي عند من يفكر موضوعيا الشروع بأي محاولة في الحياة , عندما تعادل امكانية النجاح بها الصفر, هناك معايير عدة للتأخر , ومن هذه المعايير معيار البعد عن الموضوعية والواقعية , وكلما ازداد البعد عن الواقعية ازداد التأخر بنفس النسبة , والمثال على ذلك مسلكية الأخ العقيد معمر , رحمات الله عليه , ومسلكية الرفيق بشار ,قدس الله سره …مسلكيات عدمية مبنية على غريزة عدمية لاعلاقة لها بالفكر والتفكير اطلاقا .
لقد استقطب البعض من ابناء الساحل الى جهة والبعض من ابناء الداخل الى جهة اخرى وتداخلت الاستقطابات , ليس كل ساحلي هو اسدي , وليس كل داخلي هو ثوري …تعاظم الكلام وكبرت التهديدات المتبادلة وخشنت اللغة وتعرت الكلمات من رداء اللطف وقتل من قتل, ولا تزال الحرب قائمة , وكثرت المظالم , وتم القتل على الهوية ..الى آخر الشنائع , التي تعرفها الحروب الأهلية والتي لاينتصر بها الا الموت , انتهى كل شيئ ورحل الرئيس أوقتل , وعادت الحياة تدريجيا الى مسارها الطبيعي , وأصبح آخر رئيسا للجمهورية وحدثت تظاهرات حبا بالتظاهر بعد عشرات العقود من الصيام القسري عن التظاهر , تظاهر البعض لأسباب واقعية والآخرون للتخريب , وسقطت الحكومة وجاء رئيس وزراء جديد ..الخ وحدثت قلاقل وتحديات ..وأكثر من ذلك أيضا , الا أن كل ذلك هو من ضمن المتوقع الطبيعي ,,امراض الطفولة والمراهقة !, وهل سمحت الأسدية للشعب السوري أن يكون عنده خبرة في الممارسات الديموقراطية ؟ وهل حولت الأسدية الانسان السوري الى مخلوق أرقى ؟؟ أو الى مايشبه الحيوان ؟؟.
بالرغم من كل ذلك لا أرى حاجة لأن ينهمك الأسود بحماية أي مخلوق سوري ولا أي طائفة سورية , ان كانت علوية أو مسيحية أو سنية أو غير ذلك , فالديموقراطية هي التي تحمي , وليس ديكتاتورية الأسود , وقد برهن الأسود بمالايقبل الشك , على انهم الخطر الحقيقي على الشعب السوري , ورحيلهم يبشر بزوال الخطر والمخاطر , وبعد الرحيل سنرى على أن الشعب السوري سيكون أكثر اعتدالا في ممارسته للتعددية التي يمارسها للمرة الأولى منذ نصف قرن من الزمن ..عديم وقع في سلة التين , والشعب السوري سيجمع الخبرات الايجابية وينمو ويتطور كباقي شعوب العالم وستخلى تدريجيا عن ثقافة الاقصاء والغاء الغير , التي تعلمها مرغما من الأسدية , والأمر سهل جدا بهذا الخصوص ..الاسدية كلها وما فيها وما لها وما عليها كرزمة أو كتلة هي من القمامة , التي يجب وضعها على مزبلة التاريخ , ومنها يمكن للانسان ان يتعلم شيئا واحدا , وهو كيف لي أن لا أكون ؟
سوف لن يستمر التقتيل والتخريب أكثر من ساعات بعد رحيل الأسد , وسينتهي كل شيئ وتبدأ سوريا حياة جديدة ..سيكون هناك خبز ومازوت وسكر .., وسيعود الشعب الى البناء وكل شيئ سيكون أفضل من الماضي , الا أنه سوف لن يكون للأموات من سوريا الجديدة , الا من يتذكرهم من الأحياء , سيكون لهم النصب التذكارية ..نصب التحرر من الظالم بدلا من نصب الظالم