لاتكف شبيحة السلطة عن المزايدة والكذب والتحريض , هاهو شبيح يدعى نضال نعيسة يتحدث عن الحرب والتفوق العربي ويدعي على أن اسرائيل نمر من ورق , وبشكل غير مباشر يقول على أن رئيسه أسدا بقوة أقوى الأسود , وهنا يتوقف نعيسة عن متابعة الثرثرة ,حيث لايقول لنا,على سبيل المثال ,لماذا لاينقض أسد الأسود على النمر الورقي ويريحنا ثم يريح العالم من هذا النمر الورقي , علما بأن النمر الورقي قام مرارا وتكرارا باهانة أسد الأسود في عرينه, لقد أرسل أرسل طائراته الورقية للتحويم فوق قصور الأسود وتحديها . كل ذلك اضافة الى الهزائم المرة والكارثية عام 67 وعام 73 وقبل ذلك وبعد ذلك واحتلال بيروت وحرب حزب الله عام 2006 والنصر المبين في هذه الحرب ! , الذي وجد تصويرا وشرحا له في اتفاقية الهدنة مع اسرائيل , حيث ان بنود هذه الاتفاقية لاتدل على نصر حزب الله , وانما على هزيمة حزب الله , فمن بنود هذه الاتفاقية على سبيل المثال تعهد حزب الله بالبقاء شمال الليطاني ومنها أيضا التزام الجميع بنشر الجيش اللبناني في الجنوب , ثم قبول حزب الله بمنع تسليحه , لذا تراقب البحرية الألملنية السواحل اللبنانية لكي لاتصل الأسلحة الى حزب الله (نص الاتفاقية برعاية الأمم المتحدة ) , وما يصل الى حزب الله من أسلحة هو برسم التهريب عبر الحدود السورية , واتفاقية الهدنة بشكل عام لم توفر لحزب الله أي مكسب , وبالرغم من ذلك يغرد حزب الله وأمينه العام منذ سنوات بالنصر وبتحرير فلسطين وبالمقاومة والممانعة مع شريكه الأسد , ياللحسرة !يحولون الهزيمة الى نصر بالثرثرة !
كم ستكون فرحتي كبيرة , لو صدق كلام الدجل حول ورقية اسرائيل عسكريا , الا ان هذا الكلام المنتفخ حول ضعف العدو وورقية جيشه , وحول قوة الأسود ليس بتلك السذاجة , ولا يمكن اعتباره ثرثرة لاتضر ولا تنفع , فترداد كلام من هذا النوع من فم أحمد سعيد ومن قبل الشقيري جعل عبد الناصر والأسد وغيرهم يعتقدون فعلا على أن اسرائيل نمرا من ورق , وهذا الاعتقاد شجعهم على القيام بالمغامرات , التي كانت نتائجها وخيمة جدا , فسوريا خسرت الجولان , والسلطة السورية كانت مرغمة(اتفاقيات الهدنة) على ضمان الهدوء على الحدود لأربعين عاما , وبدلا من أن تسعى السلطة لتحديث البلاد ورفع مستوى الحياة واحترام المواطن وتقويته عن طريق تحريره من الخوف والفقر والمرض , أرهبت السلطة المواطن وأفقرته وشرشحته وسجنته واذلته واستبدته وظلمته وحولته الى واحد من قطيع المصفقين , ثم انتفخت بوهم القوة والجبروت , وظنت على أن القوة التي تستطيع من خلالها قهر المواطن , هي القوة التي تستطيع من خلالها الانتصار على اسرائيل , كامل الموضوع كان ثرثرة ضارة جدا ,مقاومة بالثرثرة وممانعة بالثرثرة (أحمد مطر ), وفي سياق الادمان على الثرثرة وممارستها خسرنا الكثير , وسنخسر الكثير تباعا .
ماذا يريد مدع كالشبيح نضال نعيسة ؟, للشبيح عدة أهداف , منها مثلا توظيف القضايا الوطنية في خدمة مذهبية سياسية معينة دعائيا , فهو لايريد اطلاقا تحرير فلسطين ولا يقوى على تحرير شبر واحد من فلسطين وهو ليس بالمقاوم وليس بالممانع , وانما سمسار لسلطة معينة ,هدفه بقاء السلطة , وهذا يعني بقاءامتيازاته المادية والمعنوية , ومن أجل بقاء السلطة يرحب الشبيح حتى بحرق البلد ..الأسد أو نحرق البلد , فمن يريد تحرير فلسطين لايدمر سوريا , وهنا لا أقصد الدمار الذي لحق بسوريا بعد 15-3-2011, وانما الدمار الذي لحق بها قبل ذلك أيضا , فقتل الحريات ونهب الوطن وانعدام ادنى أشكال الديموقراطية وانتشار الفساد ليس الا تدميرا للوطن , والدمار الحالي ليس الا نتيجة منطقية للدمار السابق .
الشبيح غير مهتم جديا بمستقبل سوريا , فمن يهتم عمليا بمستقبل سوريا لايطبل ويزمر ويروج لحروب لانتيجة لها الآن الا الهزيمة , المهتم بسوريا هو ذاك الذي يعمل على تقوية سوريا اقتصاديا وسياسيا وعلميا وعسكريا وديموقراطيا , تقوية سوريا لاتتم بالثرثرة ولا تتم بالأوهام ولا تتم بالاستبداد وقتل المواطن نفسيا وحتى عضويا , وسوريا ليست الا مجموع مواطنيها , قوية بقوتهم , وضعيفة بضعفهم , وقتيلة بمقتلهم .
خراب سوريا , الذي أصبح اليوم واقعا مؤلما , ليس الا نتيجة لسياسات تشبيحية , سياسات صنعها فاقدو العقول , سياسات تتمركز حول نقطة واحدة هي “العنف ” وهل عرف المواطن السوري في العقود الأخيرة الا ممارسة العنف ضده ,ونتيجة لذلك هل يقوى الانسان السوري على ممارسة شيئا آخر غير العنف ..ممدوح عدوان اطلق على ذلك “حيونة” المجتمع السوري , والقول بأن القيادة الحكيمة طورت المجتمع السوري أولا الى قطيع من البقر وبعد ذلك الى قطيع من الذئاب ليس بعيدا جدا عن الحقيقة المؤلمة
لايتحمل النظام وحده مسؤوليةالتراجع الحضاري من انسان الى مخلوق متحيون او الى مايشبه الحيوان ,وانما تقع المسؤولية الأكبر على المواطن السوري ال1ي رنخ للأسدية عشرات السنين ,تصوروا نظاما كنظام الاسد في دولةأوروبية , لا أظن على أنه يعمر ساعات فكيف الحال مع نصف قرن من الزمن .
قد يقول احد على ان هتلر بقي اكثر من 12 سنة , الا ان هناك فرق شاسع بين الأسد وهتلر ,ليس في مجال الديموقراطية والخريات والمجازر وانما في مجال الايولوجية والعلمية ولا أقصد هنا العلمانية ,كما ان هتلر لم يكن لصا من نوع السلطة السورية ولم يكدس المليارات على حساباته في الصارف ولم يكن عائليا ولم يوزع اقربائه على مختلف الكراسي والمناصب ولو استمر هتلر كما بدأ في سنينه الأولى لما كانت له ولألمانيا تلك النهاية , لقد أخطأ هتلر في تقييم العديد من الأمور منها تقدير قوته العسكرية وتقدير قوة الآخرين , منها المبالغة في تحميل اليهود مسؤولية كل شيئ سيئ وهناك عدد كبير من النقاط التي اخطأ هتلر بها ,والسؤال هنا في أي نقطة نجح الأسد ؟ نعم نجح في نهب البلد ونجح في تدمير البلاد ونجح في تقوية الأصولية الدينية والسياسية , وحول تقوية الأصولية يمكن القول على ان مابعد هتلر اصبح ديموقراطي ومتحرر والتحول الى الديموقراطية تم بدون اي اهتزازات وقلاقل كما ان وحدة مابقي من المانيا كانت مؤكدة ولا أظن على ان الوضع بعد الاسدسيكون بتلك التلقائية والسلاسة وحتى لو رحل الاسد الى الساحل سوف يستمر في احداث المشاكل وليس بتلك السهولة القضاء على نبتة الطائفية التي زرعها الاسد , في حين ان هتلر لم يترك نبتة طائفية ,بشكل عام اظن على ان مرحلة مابعد الاسدستكون صعبة وصعوبة تلك المرحلة تتزايد طردا مع بقاء الأسد ..فكل يوم يكلف شهرا وكل شهر يكلف سنة وكل سنة تكلف غقد وكل عقد قرن وشعوري هو انه يلزمنا قرن من الزمن حتى تستطيع سوريا الوصول الى مايشابه مرحلة الخمسينات من القرن السابق