تستنجد المواقع المؤيدة للسلطة بكل مايقع تحت يدها من أخبار واشاعات وافتراضات تدعم موقفها الذي يقول على ان الشعب السوري لايثور ضد السلطة , وكل الهجمات التي تحدث في سوريا هي من انتاج القاعدة ,ولا يمكن القول على انه لايوجد احدا من القاعدة على الأرض السورية , القاعدة موجودة في كل مكان , وقد كان للسلطة السورية باع طويل في مساعدة القاعدة على التعشعش في المنطقة , فالسلطة قدمت للقاعدة الكثير من التسهيلات والتمويلات والأسلحة والعتاد وقذفت بها الى العراق .
الا أن الرئيس بشار الأسد يقول على أن عدد هؤلاء حوالي 5000 مقاتل , ومن يأخذ أخبار وكالة سانا الحكومية مأخذ الجد , يصل الى النتيجة التي تقول على أن أضعاف هؤلاء قتلوا من خلال العمليات “النوعية” التي تقوم بها كتائب الأسد , واعذروني عن عدم معرفتي بالمعنى العملي الحقيقي لعبارة “عملية نوعية ” , على أي حال فان سانا تبشر كل يوم بمقتل المئات منهم , وأظن انه “حسابيا” لم يعد لهم أي وجود على الأرض السورية .
سانا وموقع فينكس المؤيد والطائفي أيضا وصلوا في استجداء النجدة للأسد الى بلاد التشيك , حيث قالت سانا ورديفها فينكس على أن موقع “تشيكي” ادعى بأن معظم الهجمات في سوريا هي من صنع القاعدة , وهنا يعجب مراقب الأحداث من حذاقة الموقع “التشيكي” , الذي اراد القول بشكل غير مباشر على أن أشباح قتلى القاعدة تحارب في سوريا وقد استطاعت الأشباح ان تهزم الشبيحة وتسيطر على جزء كبير من الوطن السوري , ولو افترضنا على أن افراد القاعدة تمكنوا من النهوض من القبور , فهل يعقل أن يتمكن 5000 قاعدي ان يهزموا كتائب الأسد بهذا الشكل المشين , وعدد كتائب الأسد يبلغ على الأقل 400000جندي مضافا اليهم الشبيحة وعددهم حوالي 30000 شبيح , ومضافا اليهم اللجان الشعبية وجماعة حزب الله والايرانيين وسلاح الطيران والدبابات والسموم والبراميل واسطوانات الغاز والمدفعية والقنابل العنقودية والمروحيات ,جيش.. يقول الأسد انه سينتصر في حرب “كونية ” على أكثر من نصف جيوش العالم .. هل يمكن تصديق كل ذلك خاصة من قبل من يتبنى منهجية الشك الرشدية الديكارتية , الشك ضروري جدا , الا أن سانا لاتعترف بضرورته , وما تقوله سانا هو بمثابة المنزل من السماء.
الموقع “التشيكي” ( ايه سي 24 )”أكد استحالة أن تكون أي حركة شعبية عفوية عندما تتلقى السلاح والمال من الخارج كي تهاجم وتقتل المواطنين بغض النظر عن الغطاء الذي تتغطى به مشدداً على أن الأزمة في سورية ليست عفوية منذ بدايتها ولم تكن حركة عفوية شعبية خلافا لما تروجه وسائل الإعلام المقربة من حلف الناتو”, وهنا يتعجب المواطن السوري مرة أخرى من حذاقة هذا الموقع الذي اراد نجدة الأسد , ألم ير هذا الموقع التظاهرات واليافطات والمؤتمرات والمدن المدمرة والأطفال القتلى والمجازر وملاين اللاجئين والنازحين والجياع (اربع ملايين ) والمنشقين والهاربين والمفقودين والمساجين ..الخ ,ولايمكن لمن في رأسه عقل ان يصدق على ان كل ذلك من صنع 5000 قاعدي ,واذا لم تكن الحركة شعبية وشاملة لكامل سوريا , فلماذا تدمر طائرات السلطة المدن والأحياء والقرى ولماذا تشرد البشر وتحولهم الى لاجئين أو نازحين أو جياع ؟ وهل الفساد في سوريا ثم الديكتاتورية والظلم وتزوير نتائج الاستفتاء والسرقات واللصوصية والفئوية وقتل الحريات وسجن عشرات الألوف من البشر وتعذيبهم وتذويبهم بالأسيد واغتيالهم واختطافهم من صنع القاعدة ؟ واذا كان ذلك من صنع السلطة , أليس من واجب الشعب أن يثور ؟ وقد ثار حقيقة , وثورته ستنجح لأن الثورات الشعبية تنجح , وهذه حقيقة تاريخية .
نقطة لفتت نظري , وهي النقطة التي اوردها الموقع التشيكي الموقر بخصوص التعارض بين الحركة الشعبية العفوية وبين تلقي المال والسلاح من الخارج , من يتلقى السلاح والمال من الخارج هو لاشعبي !, وماذا عن حماس ؟ .
الموقع التشيكي يسترسل في تحليلاته ويقول على أن الهدف من الثورة والهجمات التي تحمل “بصمة” القاعدة هو اقامة دولة اسلامية في سوريا , وهل يعقل ان يتمكن 5000 جهادي قتلوا جميعا , وحتى لو تقنصوا , اقامة دولة اسلامية ؟, يقال على أن المرحوم حافظ الأسد يحكم سوريا حتى الآن من القبر , وفي هذا التعبير “المجازي” تنويه على “عظمة” الأسد , وهل يمكن القول على أن القاعدة ستحكم سوريا من القبور ؟العظام لاتصنع العظماء ايها الأحباء !.
والموقع الفهيم تطرق الى الجيش الحر , الذي سماه المجموعات الارهابية المسلحة , منكرا كون هذا الجيش مكون من منشقين عن كتائب الأسد , والحقيقة هي ان الجيش الحر يتألف “جزئيا” من المنشقين وقيادة الجيش الحر تتألف بكاملها من المنشقين , وهم معروفين بالاسم والرتبة , الا أن الموقع الفهيم لايصدق كل ذلك والسبب هو التالي : لو كان هؤلاء من المنشقين عن الجيش العربي السوري الباسل لكانو “علمانيين ” لأنهم أتوا من جيش” علماني ” في دولة “علمانية ” !, اذن كتائب الأسد علمانية وسوريا الأسد علمانية ,وهذا الادعاء يستحق بعض التوضيح , اذ أنه من غير الواضح ماذا يقصد الموقع الفهيم بمفردة “علماني” , هل يقصد علماني بفتح العين ؟ أو يقصد علماني بكسر العين ؟ والفرق بيم فتح العين وكسرها كبير جدا , الا أني متأكد على أن كتائب الأسد وسوريا الأسد لاتليق بأي شكل من أشكال” العلمانية ” ان كانت بفتح العين أو بكسرها , ولا يجوز اطلاقا لأي موقع يهتم بالسياسة والتاريخ ان يحرق ويحتقر مفردة “علمانية ” بهذا الشكل .
الموقع الذي احتقر وأحرق العلمانية بنيران الأسد , قال في النهاية على ان ائتلاف قوى المعارضة السورية من صنع الغرب ,واذا كان الأمر كذلك فشكرا للغرب , ألم تشكو السلطة الأسدية بمرارة من تشرذم المعارضة ؟ألم تطلب السلطة الأسدية من المعارضة أن تتوحد لكي يمكن التعامل معها بشكل أفضل ؟ هل تكذب السلطة وتخاتل ؟ وهل الدعوة لتوحيد المعارضة كانت نفاقا ورياء ؟ , الأرجح هو حالة النفاق والرياء للأسف !.
قبل أن اودعم متمنيا لكم اياما سعيدة , أريد اعلامكم على أن البحث عن الموقع التشيكي المزعوم لم يوصلني لأي نتيجة , لاوجود لهذا الموقع في الواقع , انه موقع افتراضي من صنع مخيلة وكالة سانا للأكاذيب , لهذا تنفجر الثورات يا سانا