الشبيح لافروف مخلوف !

بعد لقائه مع وزير الخارجية الفرنسية  قال وزير الخارجية الروسية “إذا أصر شركاؤنا على طلب رحيل هذا القائد (الأسد) الذي لا يحبونه، فإن حمام الدم في سوريا “سيستمر». وعبارة  لافروف لها ترجمة حرفية لشعار في  الداخل السوري , وهذا الشعار هو    “الأسد أو نحرق البلد ” , والتنويه  ضروري على  أن الشعار الروسي  الذي  يستخدم   استمرار حمام الدم  كبديل أو رديف  لحرق البلد , هو أشد  ضراوة ووقاحة من الشعار السوري,واذاكان الشعار السوري هو من  انتاج  الشبيحة السورية, فان الشعار الروسي   الأشد ضراوة من الشعار السوري , هودليل على أن لافروف أشد تشبيحا من الشبيحة السورية .

الواقعية توحي بأن لافروف  لايملك الا امكانية واحدة  للتعامل مع القضية السورية , وهذه الامكانية تتلخص  بالتالي ,  لافروف لايستطيع تقديم اي حل  للمشكلة السورية ,لأن الحل يتضمن على أي حال  “التغيير” والسلطة غير قادرة على  القيام بأي تغيير  أساسي , لأن أول  نتائج أي تغيير أساسي ستكون  زعزعة السلطة بشكل  لايسمح لها بالبقاء , الا أن لافروف يستطيع تعطيل أي حل أممي  من خلال عدة طرق  , منها الفيتو  وغير ذلك , بالحصيلة فان لافروف  لايستطيع الا أن  يريد الأسد كما هو , وسوريا الأسد كما هي , ولا فروف لايزال  يعطي شخص الأسد  المكانة الأعلى مقارنة  باحتراق البلد أو  استمرار حمام الدم .

الموقف الروسي واضح جدا , الموقف الروسي هو موقف يستمد  معالمه من عقلية “الكازينو” , مقامرة  بالدم السوري أو حرق البلد  لكسب الأسد  أو خسارة كل شيئ  أي خسارة البلد والأسد معا ,وماهي قيمة الأسد بدون البلد ؟وقد لايريد لافروف خسارة البلد  ولا يريد حمامات الدم  , انما يريد الجمع بين البلد ووجود الأسد , أي  انه يريد الجمع بين  المجرم والضحية ,بين السارق والمسروق  ويريد  من السارق والمسروق ممارسة الشراكة  في الحياة  , وحتى المؤمن بالعجائب  لايستطيع تصور  حياة من هذا النوع .

لايوجد أي شك على أن لافروف  يفكر “روسيا”  والتاريخ الروسي له أثر كبير على  طريقة تفكيره , وهناك بعض الدلالات  التي تشير  الى  شيئ من الستالينية في ادراكه  , وحتى المفردات التي يستخدمها ستالينية بعض الشيئ, واستطاعة ستالين  من تثبيت سلطته يعود الى عوامل عدة , منها وجود حزب قوي وراءه (بينما لم يبق من البعث الا الشظايا) , ومنها عوامل دولية لها علاقة بوجود من هو أسوء من ستالين , فالزعيم الألماني كان أسوء من ستالين , أما الأسد السوري فهو مزيج من الاثنين, بطشه الداخلي  هو هتلري – ستاليني , عزلته الدولية  هتلرية , حيث ناصب هتلر معظم دول العالم العداء كما يفعل الأسد الآن , أما  النهاية فهي بالنسبة لجميع هؤلاء مضافا اليهم القذافي  وغيره  فستكون, كما هو منطقي ومتوقع ,  على مزبلة التاريخ.

لم يكتف لافروف بممارسة التشبيح من خلال الترجمة الروسية لشعار  الأسد أو نحرق البلد , وانما تحول الى اللغة التافهة الخشبية بقوله على أن من يعارض الأسد هم من المرتزقة , وان عمليات الأسد  ضد هذه المرتزقة مبررة , ويا سبحان الخالق , وكأن  لسان سانا يلعق في فم لافروف .

من وجهة نظر سياسية دولية  يعتبر  التصرف الروسي  تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية السورية , وهذا الأمر  ليس بالمشكلة  , لأن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة حيث العولمة , وبشكمل طبيعي لايرحب المجتمع الدولي بالمتفرجين , وانما يريد مساهمين  في الحياة السياسية الدولية , والمساهمة تعني التدخل , ومن يقدم للنظام السوري  العتاد   ومن ينقذ النظام السوري ثلاثة مرات بالفيتو  يتدخل  , والغرب يتدخل أيضا  , وهنا لايجوز لأي طرف أخلاقيا  أن  يشجب تدخل الآخر , روسيا  أكبر من تدخل و يتدخل في سوريا , ومن يراقب الحدث الدولي يشعر  وكأن لافروف مخلوف  هو  وزير للخارجية في سوريا , وهذا الوزير يقف  ويقول ” أن الأسد لن يرحل عن الحكم في سوريا”, ولا أعرف من أين للسيد لافروف  أن يجزم على أن الأسد لن يرحل عن الحكم في سوريا ,وبهذه المقولة  أكد لافروف  بعده عن الفكر الديموقراطي  وقربه من الفكر الشمولي  , اضافة الى  قربه من الفكر  الاستعماري , هذا الكلام لايصدر الا  من استعمار  عين مفوضا ساميا  على مستعمرته  , وفي هذه الحالة فان الأسد هو المفوض السامي الروسي في المستعمرة السورية .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *