ليس من جديد في الأخبار الجديدة , مقتل أكثر من 600 معتقل سياسي في حرستا !!!!

يقول البعض خاصة في أوروبا , على أن اخبار سوريا أصبحت نادرة في  وسائل الاعلام هناك , وذلك على الرغم   واقعيا من تزايد حدة الأحداث  وضراوتها , والتناسب العكسي بين  قلة االأخبار  في وسائل الاعلام , وبين كثرة الأحداث على الأرض, يوحي بعدم وجود  الجديد فيها , وبأن القارئ مل من تتبعها  , وخاصة وان المفرح منها معدوم تقريبا .

حقيقة  لقد  أصبحت الأحداث أكثر صبغة طائفية , علوية السلطة ازدادت ,   ومع ازديادها  ازدادت   سنية  المعارضة المسلحة  بشكل طردي , ازداد الفرز الطائفي , وتبين على أن أكثر  ضحايا السلطة هم من منطقة الساحل , وأكثر ضحايا المعارضة المسلحة هم من سنة الداخل , وارتكاب الأخطاء  من قبل كافة الأطراف لم يتوقف , بل  ازداد  خاصة من قبل   الفريق المؤيد , الذي  يريد نشر  تقافة  الفرز الطائفي الآن في تركيا   وحصرا في لواء اسكندرون, مؤيدوا السلطة السورية من العلويين  يريدون نصرة اخوان العلوية في اسكندرون  من ظلم السنة ! ,  وبفهم  بدائي  لوسائل  “النصرة “, فالفرز الطائفي التي قامت به السلطة في سوريا  , وتمارسه الآن  المعارضة المسلحة  كارتكاس على  مسلكية السلطة , لايقودالى   “نصرة ” أو انتصار أحد , خاصة الأقليات , عموما  يجب التنويه على أن “انتصار” فئة على أخرى في مجتمع واحد ,  هو  برهان  على “هزيمة”  الوطن..هو برهان على وجود استعمار داخلي , والوطن لاينتصر عندما يصبح مستعمرة .

من يريد مساعدة العلويين في تركيا  , عليه  بأن ينصح بالابتعاد عن تقليد سياسة  الفرز الطائفي  التي تمارسها  السلطة السورية   , سلطة استغلت  كل الطوائف   , خاصة الطائفة العلوية ,   وقادت بالتالي عملية تخريب الوطن الممنهجة ,  ومعظم نتائج التخريب  الاجتماعي  والمادي  على الأرض ستكون من نصيب الطائفة العلوية  , التي لايريد النظام  حمايتها  , وانما استغلالها  , وبالتالي أوقعها في مطب العزلة  والعداء مع الآخر , حيث عليها الآن  أن تنهض منه  وتحرر نفسها من  المصير المشترك مع نظام نهايته حتمية , وغبي من يربط مصيره بمصير البائد , وهذا مايدركه الآن الكثير من أبناء الطائفة العلوية  ..في القرداحة مثلا.

من يريد حماية العلويين  في اللواء , عليه حثهم على الانخراط في  التطور الديموقراطي  , الذي تسير تركيا به , وقطعت أشواط  كبيرة في هذا الخصوص , حيث انها  وصلت  في تطورها تقريبا الى المعايير الأوروبية , التي ستسمح لها مستقبلا  بالالتحاق بالسوق الأوروبية المشتركة , الديموقراطية التركية هي التي تحمي التركي ان  كان سني أو علوي  أو مسيحي , وتأليب العلويين في اللواء لحمل راية  الفرز الطائفي  ضار جدا بقضية الانسان العلوي , ومن يحمل لواء هذا التأليب من السوريين , انما يلحق الأضرار بالعلويين  في اللواء ,لم يتعلم هؤلاء من الملحمة السورية شيئا  بدليل امعانهم  في مؤازرة السلطة  السورية في  تدنيها الحضاري السياسي  الذي يخضع الى معادلة   ..اما قاتل أو مقتول !

تزايد علوية السلطة  قاد الى تزايد  سنية المعارضة المسلحة , ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد  , بل تطور الأمر الى  أفغنة بعضأطياف   المعارضة  المسلحة , حيث تتصدر مثلا  جبهة “النصرة ” الأحداث , وليس لذلك من سبب الا  أخطاء السلطة , التي  تريد الغاء  كل معارضة  ان كانت سلمية أو عسكرية  ,  وقد ظنت السلطة على أن اختطافها   لعبد العزيز الخير ورفاقه واعتقالها لعشرات الألوف من المواطنين  , واحتفاظها بالألوف من معتقلي الرأي في  اقبية مخابراتها  , كفيل بانقاذها من  الهزيمة , أفرغت  الساحة السياسية  من  مضامينها السياسية  والفكرية  , وبالتالي   أحدثت فراغا على المسرح السياسي , حيث  قفذت على خشبة هذا المسرح جبهة “النصرة” وما يشبهها من  الحركات المتأفغنة , أليس من الخطأ  تفضيل  ممارسة التعامل السياسي  مع جبهة النصرة , على  ممارسة التعامل السياسي  مع  عبد العزيز الخير  وأشباهه , السلطة هي ألتي أفسحت المسرح لجبهة النصرة  , وهي التي قضت  على  اللاعبين  من أمثال عبد العزيز الخير , والذين يمثلون حقا   معظم البنية  السياسية والاجتماعية السورية  , التي لاتمثلها اطلاقا  جبهة النصرة وغيرها من المتأفغنون , ناهيكم عن عدم تمثيل السلطة لها , السلطة  المتفسخة لم تمثل يوما ما الا نفسها ..لقيطة .. ولدت بشكل غير شرعي , ولم تقتدر  , على الرغم من تحكمها بكافة مفاتيح البلاد , أن تصبح شرعية ,والمخلوق الذي يحصل  رسميا في انتخاب أو استفتاء  على 100% من الأصوات , هو  المخلوق الذي برهن  بهذه النتيجة على أنه مزور , والشرعية  لاتأتي عن طريق التزوير, التزوير هو  وسيلة القضاء  المؤكد على أي شرعية .

عودة الى ندرة اخبار سوريا في الاعلام الأوروبي ,   وماي فائدة  نشر  خبر  تفجير  مركز المخابرات الجوية في حرستا  قبل أيام  ؟, لا شيئ جديد !, وبعد مركز المخابرات   انفجر مركز الشرطة , قبله مركز ؟ ..ومركز  ..الخ ..ولا يخلو يوما دون اخبار مماثلة  , عموما  لا  جديد في الأحداث الجديدة  ,الا  أنه قد يكون في تفجير حرستا بعض الجديد    , اذ يقال  (موقع الحقيقة السورية)على أن أكثر من 600 معتقل سياسي  في  أقبية هذه المخابرات لاقوا حتفهم تحت أنقاض المركز, ولحد الآن لايوجد  أي نفي أو تأكيد لهذ النبأ .

زجت الأصولية   الأسدية  بمن له رأي آخر  في السجن  ,  وأطلقت على هذا  الانسان بدون خجل اسم  “معتقل رأي ” ,عذبت معتقلي الرأي , ثم قتلت بعضهم  ..آخر من مات تعذيبا كان الكاتب واالباحث السوري محمد  المدني مواليد عام 1963 , حيث  أكملت  الأصولية الأفغانية   المتمثلة بجبهة النصرة عمل الأصولية الأسدية ..قتلت معتقلي الرأي ؟ , وبذلك  نجحت  جهود الأصوليات  في عملية اعدام الفكر  بشكل عام والسياسي  بشكل خاص , وهذا العمل المشترك ليس الا صورة عن  المشاركة الحقيقية والفعالة بين الأصوليات  في انجاز مشروع أضخم , هو مشروع  القضاء على البلاد ..لقد فعلوا فعلتهم  الشنيعة  , ولهم أقول  ويلكم منا ومن التاريخ !.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *