واجبات المجموعات

المجتمع مكون من مجموعات   , وهذه المجموعات  اًصبحت في سوريا للأسف طائفية الانتماء  , والطائفية لم تسقط من السماء  ولم تنبت في الأرض  , لقد صنعها  وشجعها  ورعاها الانسان  , والانساان الذي قام  بذلك هو الأنسان المستفيد منها , والمستفيد منها  هو انسان السلطة  أي الأسد  , ولا أظن على أنه توجد شكوك حول استفادة الاٍسد  من  التفرقة الطائفية  , التي  ضمن عن طريقها ولاء  البعض عن طريق الترغيب والترهيب والتخويف  , وأكبر  فئة جندها الأسد  في خدمته  كانت من الطائفة العلوية  , وقد دمج الأسد هؤلاء في طائفة جديدة مستقلة  ومنغلقة  على ذاتها هي الطائفة الأسدية , حيث استقطبت هذه الطائفة الأسدية  عن طريق الترغيب والترهيب  والتخويف  أيضا  البعض من   السنة والمسيحيين والدروز  وحتى الأكراد , والطائفة الاسدية  هي المتسلطة الأساسية على مقادير الوطن  وهي التي تستغل  بجشع  لانظير له الطائفة العلوية أولا ,  التي استفاد بعض افرادها من الوضع الذي  ضمن لهم  بعض الامتيازات , وأصبحوا شركاء في النهب والسرقة  كغيرهم من الطوائف الأخرى , في حين بقي القسم الأعظم من هذه الطائفة  فقيرا , وهذا القسم الأعظم  بدأ الآن  بتعداد قتلاه  , وبدأ بالسؤال عن  سبب تقتيلهم  على جبهات  الصراع  الداخلي  , ولماذا يجب على  الكثير من افراد هذه الطافة  ان يمارسوا تقتيل  غيرهم من المواطنين أيضا  ؟ ولماذا عليهم   يلقوا حتفهم على يد غيرهم بالمقابل  ؟ ولماذا على قرى الساحل السوري أن تتحول الى مقابر  , ومن أجل ماذا  وصل عدد الذين قتلوا الى عشرين ألفا من الأبرياء العلويين ؟ (فؤاد حميري ),وهل الأسد قضية قومية ؟ وهل الأسد  صاحب مشروع ؟ كما يقول  شريف شحادة ,حيث لاحاجة لأن يفصح شريف شحادة عن مشروع الأسد  ويشرحه ,  اننا نرى بالعين المجردة  مشاريع الأسد الدموية ,نرى  كيف أوقع البلاد في  أزمة حرب أهلية  على أسس طائفية , حرب لايعرف التاريخ  أقذر منها .. ولا يعرف التاريخ  حربا يقوم جيش البلاد   بفصف مدن البلاد من الشمال الى الجنوب  ومن الشرق الى الغرب  وتهديمها على رؤوس سكانها   , لا في أفريقيا  ولا في  غيرها من القارات والدول ..حالة فريدة من نوعها  ..هذا هو مشروع الأسد   ياسيد شريف شحادة .

 حسب التقسيم الحديث للمجتمع السوري  هناك طائفة علوية  , ولهذه الطائفة واجبات  تجاه  اعضائها , عليها حمايتهم  , وعليها السعي لرفع الظلم عنهم , وعليها الحرص  على عملية اندماجهم في المجتمع المكون للوطن ,  وعليها اضافة الى ذلك معاارضة أي تطور يقود الى  افراز الكره والحقد  والانتقام  من قبل الطائفة ومن قبل الطوائف الأخرى , أي عليها  السعي لتأسيس عقد اجتماعي  للأسف على قاعدة الطوائف الآن والسعي  لاستبدال الطائفة  بالتنظيم السياسي  , الذي  يتماشى بشكل أفضل بكثير مع أي تطور ديموقراطي , التواضع في هذه الأيام  أمر يفرضه الواقع  الذي وقعنا به   ,  لقد انزلق المجتمع السووري في مطب طائفية الوعي  , وعليه تنظيم ذلك  أولا عن طريق  وعي  طائفي , الوعي الطائفي اللبناني مثلا   .. لقد سخرنا من الوعي الطائفي  اللبناني  ومن المحاصصة وغيرها   والآن  نتمنى شيئا من هذا القبيل  , لقد أرجعنا النظام الأسدي مئة سنة الى الوراء  , والآن نحن خلف لبنان بسنين , وخلف مصر مبارك بخمسين سنة  ,هل يمكن أن يكون هذا التأخر  جزءا من مشروع الأسد الضبابي , الذي لاينفك شريف شحادة عن الحديث عنه ,  دون الافصاح عن اهداف هذا المشروع  وسبل تنفيذه  ومضامينه وأين وصل الأسد في تحقيقه !!

للطائفة واجبات كما ذكرت ,ومحاولة التحرر من  استغلال الأسد للطائفة  لايمثل “تصدعا” في الطائفة , كما  يقول البعض , ان  محاولة بعض  افراد هذه الطائفة التحرر من قبضة الأسد   ..ان كان في حمص أو القرداحة  أو حي الورور في دمشق ..الخ  , يمثل افضل الطرق من أجل الحفاظ على الوطن موحدا , كما أنه يمثل أنبل الطرق من أجل حماية الطائفة العلوية والطوائف الأخر ,  لقد أصبح لكل طائفة تحت القيادة الحكيمة مشاكلها مع الذات ومع الغير.  السوري يخاف  على كل طائفة  , وفي نفس الوقت يخاف  من كل طائفة , وهذا الخوف يجب أن يزول  , ليس ليستعاض عنه  بانفلات القتل ..اما قاتل أو مقتول !, وانما ليستعاض  عنه  بأسرع مايمكن   ببنية اجتماعية  تضع الانتماء االمدني  السياسي في  المقدمة  , ليصبح  خاصا بالمجتمع  , بينما يعود عندها الانتماء الطائفي الديني الى الحيز الشخصي .

لاتختلف الطائفة العلوية عن غيرها من الطوائف , ولا توجد طائفة ملائكة  وطائفة شياطين  , لذا فانه ليس من الموضوعي اطلاقا شيطنة طائفة بشكل جماعي , لكل طائفة شياطينها  وملائكتها , ولا يجوز الحديث  عن طائفة الشياطين ولا عن طائفة الملائكة , حديث ان  هذا النوع من الادراك هو نوع هدام   ,لايحل أي مشكلة اطلاقا  , لأن  هذا الادراك هو  أساس المشكلة .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *