الأسد يحارب بكل وسيلة قاتلة , ان كان بالطائرة أو بالدبابة ..ومعيارالنصر هو عد القتلى وكم الخراب ..كلما ازداد عدد القتلى وازداد الخراب ,ظن الأسد على أنه اقترب أكثر من الانتصار .وللأسف فان هذا بالواقع ما يلاحظه المراقب للحدث , اعلام السلطة يتبختر ويفخر بتقديمه ارقاما عالية عن القتلى , مثلا ان يقوم موقع فينكس ذات يوم بنشر خبر مقتل 1500 معارض , وهم مايطلق عليهم عصابات مسلحة , بالتأكيد لم يبلغ عددالقتلى يوميا هذا الحد في سوريا , الا أن الموقع قدم رقما يحلم به ويريده , شعوريا أو لاشعوريا , واذا طورنا الأمر حسابيا فيمكن القول على أن النصر النهائي للأسد يعني القضاء النهائي على معارضيه , أي ان انتصار الأسد يفرض قتل من يعارضه , هناك من يقول ان 90% من الشعب السوري يعارض الأسد , أي ان االنصر يستلزم قتل 90% من الشعب السوري , ومن يقول على أن 10 % من الشعب السوري يعارض الأسد , وهذا يعني ان النصر الأسدي يستلزم قتل 10% من الشعب السوري , وهذه العملية الحسابية تنطبق على 30% أو 40% أو 70 % الخ .
لنفترض ان الأسد انتصر بعد قتل 10% من الشعب السوري فقط , فكيف سيستمر مع مابقي من الشعب السوري ؟
سيستمر اما بشكله القديم , أو بشكل جديد , وعلى الأرجح بالشكل القديم المتطور الى أقدم , وذلك لأسباب عدة , فالشكل القديم الذي اعتمد على مايسمى وصفة 82 , هو الشكل الذي قاد الاأسد الى النصر, وكيف للأسد أن يبتعد عن طريقة علاج قادته الى النصر ؟ , ومن أجل ماذا سيتنازل الأسد عن طريقة أثبتت فعاليتها , ومن المتوقع أن يطور الأسد هذه الطريقة باتجاهها الأساسي نحو مزيد من الحلول الأمنية التي نجحت, وبالتالي الى المزيد من الديكتاتورية , حيث ان اتباعه يتحسرون ليلا نهارا على أيام الأسد الأب , الذي انهى الاشكالية دفعة واحدة , وليس بالتقسيط كما يفعل وريثه , هذه اللحظة تسمح باجراء مقارنة رقمية ..الأب قتل خلال أيام تقريبا 25000 سوري , والأبن قتل خلال أكثر من 500 يوما تقريبا نفس العدد , وهنا هو الفرق بين الأب والابن , على يافطة قرأت مايلي “عم يحاربوك , مابيعرفوا من هو أبوك !!, وللتعريف بالأب اوردت هذه المعلومات المبسط عن حال العيال في جملوكية الاقتتال .
بشكل مختصر يجب على المواطن السوري في حال نجاح الاسد في حروبه ان ينتظر تطورا في اسلوب الحكم يعتمد على تطوير الأساليب باتجاه ماثبتت فعاليته وجدواه في الحفاظ على السلطة تحت الكرسي الأسدي , ولا يمكن لعاقل أن ينتظر تحول الأسد بعد انتصاره المبين الى ديموقراطي , ولماذا عليه التحول الى ديموقراطي ؟ وكيف يمكنه التحول الى ديموقراطي ويبقى حاكما مطلقا , والديموقراطية لاتسمح بالمطلق من الحكام , وكيف يمكن للأسد أن يريد ممارسة شكل جديد للحكم , شكل يعتمد على الحرية والانتخابات ,وهو الذي طيف المجتمع وحول نفسه الى ممثل لأقلية طائفية تمثل طائفيا حوالي 10% من الشعب السوري ,كيف له ان يتعامل مع شعب لايخل بيت فيه من فاجعة مقتل أحد افراده برصاصة أسدية , كيف ستنتخب الأرملة الأسد , وكيف سينتخب من فقد طفله الأسد ؟ وكيف سينتخب سني الأسد ؟ ولماذا ؟,ثم هل يمكن انتصار الأسد أن يعني اصلاح العلاقات مع المجتمع الدولي؟ وهل انتصار الأسد يمكن أن يعني انتهاء فاعلية العقوبات الدولية ؟, وهل سيرحب المجتمع الدولي المعارض للأسد بالأسد المنتصر ؟ ,كل مايمكن تصوره يوحي بأن الأسد سيزداد أسدية بعد انتصاره الافتراضي .
انتصار الأسد والحقبة التي ستأتي ,تستحق مع الأسد تسميتها حقبة مابعد أسد اليوم , ستكون حقبة أخرى , وبعكس مايتصور البعض , فان حقبة مابعد أسد اليوم ستكون مع أسد المستقبل أقل انفراجا وأكثر تشنجا واستبدادا واستغلالا , وسوف لن يكن للحرية أو الديموقراطية مكان , نجاح الأسد هو نجاح نظام الأسد المبني على القواعد المعروفة , والأسد سوف لن يخون نظام الأسد .