أيهم صالح يرد على سموم الطاغوت أسعد أبو خليل.. وموقع الحقيقة يرفض نشر الرد: التوقيت القذر لأسعد أبو خليل،أهم من فحوى المقال
راسلت مسؤول التحرير الذي يتّضح من ردوده أنه نزار نيّوف، فـ”بصمته الأدبية” و “الأديبة” لا يمكن أن يخطيء المرء في كشفها.
رد السيد نيّوف كان متوقعاً، رفض رفضاً قاطعاً نشر ردّي قائلاً “شو إنت جاي تتهبّل علينا؟” و “تضحك علينا؟” فأجبته أنني لست في وارد مناقشة فحوى الرد هنا –اي عبر البريد الإلكتروني- أنا فقط أطالب بمنحي مساحة للرد.
طبعاً رفض بسخريته المعروفة و إنتقد دفاعي عن أولاد حافظ الأسد، و محاولتي إظهارهم “أوادم”، و أنكر أن تكون المعلومات التي ذكرتها صحيحة.
على كل حال هذه المعلومات صحيحة بالكامل، فهي إما من شهادات علنيّة لأشخاص، أو من وثائق، أو من تجربة شخصيّة، و لكن اللافت أن يأتي إتهامي بالفبركة،من نزار نيّوف و موقع “الحقيقة” الخاص به… “كبيرة شوي”.
أعيد نشر الرد، علما أنه منشور على موقع عرب تايمز، و لكن ما تأكده تجربتي القصيرة السريعة هذه، هي أن لكل شخص أو كيان ممّن يحاولون تشويه بشّار الأسد و نظامه لإسقاطه، لكل من هؤلاء دور يلعبه، دور رسم له، على قياسه،و توقيت يلتزم به لكل تحرّك تخريبي أو تضليلي، هم عبارة عن شبكة كبيرة أسّس لها و عمل عليها لسنين طويلة، منهم من يفبرك، و منهم من ينشر الأكاذيب، و منهم من يقلب الحقائق، إنهم عصابة عملاء برتب دنيا، مع العلم أن في وجدان كل منهم طاغية، و من أسوأ نوع، الطاغية العميل، الطاغيّة الرخيص.نص الرد على مقال أسعد ابو خليل مرة أخرىأسعد أبو خليل القيء الممتزج في مكوّنات طبق طعاميصف أسعد أبو خليل الرئيس الأسد، و قبله والده الراحل الأسد الأب بالطواغيت، حسناً لا غضاضة، هذا حقّه في التعبير عن رأيه في الرجلين، كما يراهما، أو كما يطلب منه أن يراهما، و في الحاليتن المشكلة كبيرة، مشكلتنا نحن مع “المثقفين”، الذين كان من المفترض أن يكونوا خط دفاعنا الأوّل في أخطر أزمة نمر بها، أزمة تهدّد كياننا، شخصيتنا، هويتنا، و مستقبل أطفالنا.
التوقيت القذر لأسعد أبو خليل، أهم من فحوى المقال، الأمم تتكاتف في الأزمات الكبرى، و تلتف حول القيادات، لنقل الأفضل، أو الأقل سوءاً، يصطف الجميع خلف قائد أو حزب حماية لمكتسبات الأمّة على مدى عشرات السنين، يتعاون الجميع في سبيل حماية الوطن، الأمة أو الكيان، و يتناسون كل الخلافات، مهما كبرت، فالوطن أهم من الأشخاص، و أغلى من السلطة.
لا يمكن أن أصدّق أن كل هؤلاء المثقفين، يحرفوننا نحن البسطاء عن معركتنا الحقيقيّة دون أن يعلموا أي جريمة يرتكبون، لا يمكن أن أتفهّم أي مساهمة تؤدي لإضعاف الشعور بالمسؤولية عند العامة، لا يمكنني تفهّم ذلك أبداً.
كما أن عقوبة الجندي الهارب من مسؤولياته وقت الحرب تكون مشدّدة، أيضاً مسؤوليّة المثقّف يجب أن تكون الإعدام ثقافيًا و فكرياً –إن صحّ التعبير- لو حاول التلاعب بعقول العامة زمن الحرب، فهو –أي المثقّف- قد بنى مجده، و لمّع إسمه بسبب إلتفاف الناس البسطاء حوله, قرّاء كتاباته التي أحسوا –في وقت السّلم- أنها تلبي طموحاتهم، و بالتالي فإن إستغلال هذا المثقّف أو ذاك لإسمه، في حرف أنظار جمهوره زمن الحرب هو دور يلعبه، دور أقل ما يقال، أنه دور قذر، و أفضل عقاب للمفكّر الخائن هو الإعدام، بنبذه، و إسقاطه كمرجعيّة.
تعالوا لنتكلّم بصراحة
هو يعتبر أن حافظ الأسد كان طاغية، أنا لا أريد أن أدخل في التسميات، لكن أسأل ألم يكن حافظ الأسد مضطراً لأن يكون قاسياً؟ و هل كان مطلوباً منه و هو القادم بأفكار علمانيّة لبناء فكر جامع لكل السوريين؟ السوريون الذين كانوا يضطهدون بعضهم البعض على أسس من الجهل و الطائفيّة.
هل كان مطلوباً منه عندما بدأت تخرج المظاهرات و تهتف : لا إله إلا الله، و العلوي عدو الله”، هل كان مطلوباً منه أمام هذا و أمام الجرائم الكبرى المروّعة التي حصلت ضد العلويين تحديداً، و الأقليّات بشكل عام، أن يرميهم بالورود؟ يتغاضى و يتناسى من لا يريد أن يرى الحقيقة كاملة، أن في سورية من لا يعترف بحقوق الأقليّات، بالمواطنة الكاملة لأفراد هذه الأقليات، المكوّنات الأصيلة لسورية، و للأسف يدعم الكثير من المثقفين، هذا التوجّه إما بالتستّر عليه، أو بتبريره بالتلاعب بالألفاظ، و الأحداث.
عندما أتى حافظ الأسد إلى السلطة، لم يكن في سورية هذا الكم الكبير من الأجهزة الأمنيّة، و لم تستحدث هذه الأجهزة حال وصول نظام الأسد للسلطة، بدأت الحاجة لها بعد وصول جرائم الإخوان المسلمين لدرجة غير مسبوقة، و كان إنشاء أجهزة أمنيّة رد فعل لا فعل أبداً، و بالطبع أمام تلك الجرائم، و أمام كل ذاك التوحّش، كان من الطبيعي أن تتوحّش تلك الأجهزة أيضاً، و لكن لم تصل يوماً لمستوى توحّش عصابات الإجرام الإخواني، لم يكن ممكناً حينها –و كما نرى اليوم أيضاً- إيقاف كل ذاك المد الإرهابي إلا بالقمع، و الضرب بيد من حديد، شاء المثقفون و الحقوقيّون أم لم يشاؤوا، إستوعبوا الأمر أم لم يستوعبوا.
وصل الأسد الإبن إلى السلطة، حسناً سمّ وصوله ما شئت، غير ديمقراطي، صدفة، ولكن هل وصل المجتمع لدرجة من الوعي حتى يقرّ رئيساً و يبنى دولة حقيقيّة لكل السوريين؟هل عندما حانت الساعة لتسمية رئيس لسورية، هل كان الشعب قادراً على إنتاج شخصيّة قادرة على حكم سورية؟ شخصيّة وطنيّة محل ثقة؟ لا …. و هذا ما أثبتته “الثّورة” السوريّة العظيمة، فأوّل الشعارات كانت “العلوي عالتابوت و المسيحي عبيروت”، لم تبدأ بالمطالبة الحرية مطلقاً، شعار الحرية أتى مستورداُ مع “عدّة الشغل” الخاصّة بالمؤامرة التي أحد أهم أعمدتها ثلّة من المثقفين المقبولين لدى الجمهور، للأسف منهم أسعد أبو خليل.
يتكلّم أسعد أبو خليل، عن اللجنة العسكرية السرية التي شكلها حافظ الأسد و رفاقه، طبعا الأخطاء التاريخية التي تدل إما على ضحالة في المعلومات، أو تقصّد تشويه التاريخ لن ندخل بها لكثرتها، نحن هنا نحاول إنصاف الثلاثة الأسدين الأب و الإبن، و أسعد أبو خليل.
يقول أن الأسد الأب “عرف أنه سيكون في تضاد مع كل قطاعات الشعب”، حسناً لنقل في البداية مع بعض قطاعات الشعب، و في أحسن الأحوال قسماً لا يستهان به منها، و لكن بالتأكيد ليس كلها، فقد كان البعث بأفكاره مخيفاً بالعموم للأكثريّة في البداية و خصوصاً الطبقة البرجوازيّة منها، و لم يكن مخيفا البتّ’ للطبقة الكادحة، العمّال الفلاحين، و الأقليّات، لقد كان بالنسبة لهم مخلّصاً، و كان لتحالف الأسد الأب مع البرجوازيّة “الأكثرية” الأثر الأكبر في تهدئة النفوس و إزالة الخوف من القلوب من هذا “النظام العلوي” القادم.
تهرّب أسعد أبو خليل، من فكرة أن ما قام به حافظ الأسد ثورة، لم يذكر اي لفظ يوحي بثورة، ربما لو قال أنها ثورة و إنحرفت عن مسارها لاحقاً، كنت لأقتنع بحسن نيّته، فهو يسمي ما يحصل في سورية من قتل و إغتصاب، و تقطيع للرقاب ثورة، يسمّي من يسعوا لتدمير النسيج الإجتماعي السوري و تفتيت سورية، و تسليمها للصهاينة “ثوّاراً”، و لم تستطع نفسه إطلاق أي وصف على حركة حافظ الأسد الثورية.يقول “تمرّس حافظ الأسد و رفاقه في التآمر من داخل و خارج السلطة”، و هنا أتساءل ما معنى التأمر؟ ربما يقصد الحنكة السياسية لحافظ الأسد و التي إعترف له بها ألد أعداء الراحل، إسمها حنكة و يسمّها أسعد أبو خليل تآمراً، إلى ما آلت؟ صحيح أن النظام أخطأ كثيراً لكنه لم يرتكب الخطايا يوماً، فرق كبير بين الخطأ و الخطيئة، كان على حافظ الأسد العلوي القادم من خلفيّة مهمّشة لمئات السنين، فقط بسبب المعتقد المذهبي، كان عليه أن يكون ثعلباً و إلا لما بقي شهراً في السلطة،كان عليه أن يكون ثعلباً بين كل تلك الذئاب المسعورة التي كانت و مازالت تحاول نهش سورية الوطن لأسباب كثيرة، كان حافظ الاسد ماكراً، نعم كان ماكراً، و مكره أحبط المؤامرات الكبرى التي حيكت ضد سورية و لبنان و فلسطين، مكره جنّب سورية و شعبها الويلات على مدى عشرات السنين، لم يتآمر يوماً حافظ الأسد على شعبه، حاول أن يرضي الجميع، و أحياناً على حساب الطائفة العلوية، التي ينتمي لها، و هو أكثر من يعلم وجعها، فقد عاشه، و تعايش معه.
حاول حافظ الأسد طوال عهده، بناء مجتمع موحّد، حاول دائماً وصل ما قطع بين أطياف الشعب السوري على مدى مئات السنين، بالتسامح و العفو مراراً و تكراراً، و بالتقرّب من كافة المرجعيّات الدينية، و السماح لها بأداء كل الشعائر الدينيّة بكل حريّة، و لم يكن تدخّل الدولة بقسوة، إلا عندما إضطرت لذلك تحت وطأة جرائم الوحوش الوهابيّة كما ذكرنا.
يعود أسعد أبو خليل لبشار الأسد و يصفه، يتعمّد وصفه بالطاغية, كلما سمحت له الصياغة اللغوية في سياق المقال، و أكاد أجزم أنه غيّر في سير المقال مراراً لتكرار لفظ طاغية مرات أكثر، و يحاول بطريقة حقيرة تشبيهه بباقي الطغاة و السفلة، أمثال ملك الأردن، الحامي لحدود الكيان الصهيوني، طريقة مكشوفة و حقيرة جداً للإيحاء بأن بشار الأسد مثل ملك الأردن في إرتكاب الموبقات، و يعطي أمثلة عن بعض رحلات إبن ملك السفلس للخارج، و البذخ الذي يعيشه على حساب شعبه، و يتهم الأسد الأب بالإثراء على حساب الطائفة و الشعب، و هنا لابد من إسترجاع بعض الحقائق، على سبيل المثال لا الحصر، و منها أن الرئيس الراحل لم يقم بأي رحلة إستجمام خارجيّة طوال حياته، أقصى و أفخم عطلاته كانت مع عائلته الصغيرة، في قصر اللاذقيّة الذي سمّي قصراً جزافاً لأن الرئيس يصطاف فيه، و لأنه يتبع للرئاسة، و لكن حقيقته تبعد كل البعد عن أي وصف يدل على فخامة أو بذخ.
الرئيس الأسد الأب لم يتمتّع يوماً بالسلطة، كان يعمل يومياً أكثر من خمسة عشر ساعة، و كان دائماً مرهقاً، لم يعش بذخ السلطة مطلقاً، كان رجل دولة بالمعنى الكبير للكلمة، و لا يمكن تشبيهه بالحكام العرب قاذورات التاريخ فقط لأننا نحقد عليه لأسباب شخصيّة أو مذهبيّة.
عندما بنت مؤسسة الرئاسة، عدة قصور، بعد وصول الأسد الأب للسلطة بسنين طويلة، قصر الضيافة للزعماء الضيوف، و قصر الشعب للعمل اليومي للرئيس و طاقمه، و القصر الرئاسي للسكن، إنتقلت يومها عائلة الرئيس الراحل، من منزلها المتواضع في المهاجرين الذي كان عبارة عن شقة بسيطة عادية، لا يعرفها أسعد أبو خليل، هذه الشقة التي يقول عنها أن الرئيس بشار كبر فيها على حياة الثراء و البذخ زوراً و بهتاناً، إنتقلت العائلة إلى ذاك القصر الكبير الفاره على أحد سفوح دمشق للإقامة فيه، لكن تلك العائلة البسيطة غير المتعالية، المتواضعة، لم تلبث أن عادت للإقامة في منزل العائلة القديم، لم تجد العائلة البسيطة راحتها في مظاهر البذخ و الترف الرئاسي، لم يكن الرئيس الأسد و عائلته –بحكم الأخلاق التي تميزوا بها- تلك العائلة المحبة لمتع الحياة،…كلهم لم يتأقلموا، أحبوا منزلهم الذي كبروا فيه، ذكرياتهم في ذلك المنزل البسيط، فعادوا و سكنوا شقتهم الصغيرة.
عندما كان المرحوم باسل الأسد ممسكاً قبل وفاته ببعض الملفّات،أ ذكر مثالاً بسيطاً قاله نهاد المشنوق رجل الحريري الأب بلسانه قال :”أن باسل الأسد كان من أوقف ملف سوليدير في وسط بيروت لمدة طويلة، و عندما قابل المشنوق –و دائماً حسب المشنوق- المرحوم باسل الأسد، مستفسراً عن هواجسه التي تدعوه لإعاقة بدأ العمل في سوليدير التي هدمت وسط بيروت بالكامل و طردت السكان البسطاء بلا وجه حق قال المرحوم باسل و أين سيسكن أهل بيروت الذين سيخسرون بيوتهم؟؟ كان هاجسه مصالح الناس والفقراء في بيروت، لم يطلب من المشنوق رشوة كما يفعل حكام العرب الآخرين، لم يطلب أسهماً، كان همّه الناس.
الطالب بشار الأسد الذي درس الإختصاص العلمي في بريطانيا، قال عنه أحد أساتذته البريطانيين بعد إنتخاب الأسد رئيساً لسورية، أنه صدم تماماً، لم يكن يعلم و لم يخطر بباله أبداً أن هذا الشاب الخلوق المتواضع المجتهد هو إبن رئيس من أهم الرؤساء في منطقة الشرق الأوسط و أكثرهم نفوذاً، لم يقل بشار يوماً ذلك لأحد –حسب استاذه-، لم يتفاخر بذلك، كان يتنقّل بالباص، و أحياناً بسيارته القديمة الرخيصة الثمن، لم يعش ترفاً من الذي كان بإستطاعته عيشه لو أراد ذلك.
المرحوم مجد الأسد، الإبن الأصغر للرئيس الراحل، كان يتنقّل بسيارة بيجو 305 ، في عز سلطة حافظ الأسد و سطوته، كان خلوقاً لدرجة لا توصف،لا مرافقين، لم يكن يسمح لأصدقائه بمناداته بأي لقب، كان يقول لهم : مجد…تكفي.
هذه عيّنة من تصرّفات بعض أفراد عائلة الأسد الأب “الطاغية”، “المتآمر”، “الوحش”،الطائفي” ، كما يصفونه، و أرى شخصياً أن الإنسان لا يتجزّأ، فلا يمكن أن تكون قنوعاً و سارقاً في نفس الوقت، متسامحاً و طائفياً ، متواضعاً و متكبراً، لا يمكن أن تكون شجاعاً و بخيلاً، كريماً و جباناً، بعض الصفات لا تتعايش مع ضدّها في روح واحدة… لا يمكن.
يقول أسعد أبو خليل “الكثير من سلوك الطاغية بشّار في فترة الصراع الجاري في سوريا ينمّ عن عقليّة نشأة إبن الطاغية. عزلة الحاكم بادية في كل تعامل بشّار مع الإنتفاضة”
حسناً ….. يكون هذا صحيحاً يا أسعد أبو خليل، عندما نستمع و نصدّق الجزيرة و أخواتها، عندما نصدّق أن بشار الأسد، يقصف المدنيين العزّل وهم يتناولون طعامهم، بشار الأسد يستمع يومياً لأقذع الشتائم، من متظاهرين عنصريين، يلعنون روحه و روح والده، لقد تركهم يشتمون على أنغام قرع الطناجر دون عقاب، و لو كان طاغىة لقصفهم، و صدّقني يا أسعد أبو خليل، لو أن بشار الأسد قصف مظاهرة سلمية واحدة، واحدة فقط في أي مكان من سورية، لما خرجت مظاهرة بعد ذلك أبداً، لكن كون بشار إنسان، و إنسان يستحق كل الإحترام، و كونه حليماً مع رعاع البشر، و همج التاريخ، هو ما زاد في المظاهرات، و هو ما سمح بإمتدادها، لتنفث تلك الجماهير حقدها الدفين منذ مئات السنين في شخص الأسدين الأب و الإبن.
لقد حاول “الطاغية”إستيعاب غضب الجماهير، المقبول، و حاول التكيّف معه، و الحوار معهم، لتجنيب البلاد ما يحصل بها من خراب، و لنقل سورية بأمان إلى مرحلة النضوج الإجتماعي إن صح التعبير، لكن القوى الخارجية، و المال العربي، و كل الأدوات المرافقة و”الإكسسوارات”و منهم أنت حالوا دون ذلك، أرادوا تلويث عهده بالدم، و كان لهم ما أرادوا، أرادوا تشويه صورة الرجل، و نجحوا بذلك.
يتكلّم أسعد أبو خليل،عن البنك الدولي، لا يخجل عندما يذكر أموراً تتعلّق بالبنك الدولي.
لم يسمح “الطاغية” بشّار الأسد، للبنك الدولي بالتدخل في شؤون سورية كما باقي البلدان، رفض مراراً و تكراراً عروض هذا البنك الإمبريالي، واظب منذ وصوله للحكم على تسديد ديون سورية بإنتظام حتى وصلت للصفر قبل الأزمة، حاول بإمكانيات بسيطة و بحالة حصار غير معلن، دعم الدخل الفردي لأقصى حد، و قد نجح في ذلك لدرجة كبيرة، رغم كل الفساد و الأخطاء و التآمر من قبل الكثيرين، و بمثال بسيط و سريع، كان المرتب الشهري لصديق يعمل في مخبز خاص خمسة و سبعون ألف ليرة سورية أي ألف يورو شهرياً و هو مرتّب العامل العادي في إسبانيا مثلا، رغم فروق النفقات، إمتلك أغلب أصدقائي في السنوات الأخيرة سيارات –رغم كل الفساد و القوانين الظالمة التي اعترض عليها- إمتلكوا سيارات جديدة إشتروها من وكالات مبيع السيارات، و هذا غير ممكن للكثيرين حتى في أوروربا، بيوتهم مملوكة لهم، بعد غياب عشر سنوات لاحظت الفرق في نمط حياتهم، و لمست البحبوحة التي يعيشونها في زمن من وصفه أسعد أبو خليل بالطاغية.
يحاول أسعد أبو خليل تشويه صورة الرئيس الأسد بكل طريقة ممكنة فيقول في مقاله : “لا يبدر عن بشّار إشارة تشكيك ذاتيّة. هناك نواحي من غرور الشخصيّة تذكّر بصدّام”. أؤيّد كلام أسعد أبو خليل، في شطره الأوّل، فعلاً لم يبدر عن بشار الأسد، أي إشارة تشكيك ذاتيّة… فعلا صحيح، و لم يشكّك بذاته؟ إن كان واثقاً بنفسه، فاهماً لما يحصل، يتخذ قراراته بناءاً على قراءة موضوعية للأحداث، مراعياً في تحركاته مصالح الوطن و الشعب قبل أي شيء آخر، بالتأكيد بشار الأسد ليس إلهاً، و ربما أخطأ، فهو بشر، و لكنه لم يرتكب لليوم الخطايا التي تسقط صورة الرجل، ما زال محافظاً على إحترامنا له، و يوم يقطع خطوط الشعب الحمراء سأكون أول من ينتقده، و لكن بموضوعيّه، لا غيرة منه، و لا على أي أساس آخر مهما كان، سيكون تقييمي له بناءاً على ما فعله و يفعله من أجل سورية، كل سورية.
يتابع أسعد خليل و يصل إلى قعر العار … يقول:
“دخلت سوريا في أتون حرب أهليّة وإقليميّة-عالميّة أيضاً. المتحاربون باتوا أدوات في معركة لا يدركون دوافعها ومراميها. قد يكون بشّار قد تحوّل إلى أداة هو الآخر، لكن يدرك أن السلالة جزء من إرث الطاغية. والعائلة لا تقبل بالتسليم، مهما كان. الحفاظ على السلالة أهم من الحفاظ على وطن ينزف. قد يكون الرعاة في صفّه مثل الرعاة في صفّ الخصوم: لا يكترثون لما يدري. مصالح الدولة (غير السوريّة) أهم.”
لم يكن بشار الأسد في ظل الأزمة، إلا حاكماً بأمر المنطق، و الشعب، و سورية الوطن، ماذا فعل لكي يوصف بأنه أداة؟ أتساءل….لا أجد جواباً، بل على العكس يوصف الرجل بأنه صلب، و عنيد أحياناً، و من يملك إحدى هاتين الصفتين لا يمكن أن يكون أداة، فكما قلنا لا تجتمع الأضداد في كيان واحد، فكما لا يمكن أن يكون الإنسان شجاعاً و بخيلاً –كما أسلفنا- في آن، كذلك لا يمكن أن يكون بشار الأسد وطنياً، صلباً، شجاعاً، و آداة لأي دولة غير سورية في آن واحد، كما وصفها مثقفنا القنبلة.
عندما سيطر حافظ الأسد على السلطة في سورية، سورية الفسيفساء،حاول جاهداً إفهام الجميع، أن الكل متساوون، فلم يكن من المنطق أن نستمر تحت ثقافة البعض ممّن يعتبرون أن للعلويين أذناباً، في نظرية دونيّة حقيرة لمكوّن قدّم الكثير لسورية، من غير المنطق أن يتعايش الجميع في كنف الدولة بهذه العقلية الإستعلائية، و منطق التكفير، كان عليه مواجهة إرث كبير من الأفكار المسبقة و الكراهية، و الصورة النمطية التي تشكّلت عبر مئات السنين، أفكار تبدأ بنبذ الآخر، و لا تنتهي بتكفيره، هكذا ببساطة و بإستسهال، فممكن أن أكون أنا شخصياً بنظر البعض كافراً، و الأسماء في أسرتي –بعضها- هي صالح، و محمود و محمّد و أحمد و زينب، هل هذه الأسماء مستقاة من البوذيّة؟ أم من الهندوسيّة؟ كان لابد له من محاربة هذه الأفكار عندما إتخذ البعض من السلاح أداة لنبذ الآخر، و بشار الأسد كان أكثر تسامحاً من أبيه بكثير –و هذا ما يأخذه عليه الكثيرون من مؤيديه- هو لم يلجأ للسلاح إلا بعد أن حمله الطرف الآخر، و كم من ضابط ، و بينهم والد المغوار مناف طلاس صاحب الإيمان الغرندايزري، بطل الفتوحات الباريسيّة، الذي نصح الأسد الإبن بقمع درعا قمعاُ وحشياً، فلا تقوم للـ”ثورة” بعدها قائمة، لكن الرجل بأخلاقه و خلفيته، رفض ذلك رفضاً قاطعاً و أراد أن تصل الأمور مداها، مهما كانت النتائج، و كان دائماً متسامحاً في حقوقه الشخصية تجاه كل من أساء إليه.
مشكلة البعض أنهم لم يعرفوا بعد أنهم كُشفوا، و أن إدخار أرباب المؤامرة لهم، لعشرات السنين، لإستعمالهم اليوم في أخطر أزمة تهدّد سوريا ،هي أنهم لم يعرفوا أن أسماءهم قد إستهلكت بتسارع كبير و في زمن قياسي، و أن بريق أعمالهم خفت، لم يعرفوا أننا لم نعد نقرأ لهم كما في السابق، و لو قرأنا، لنحتقرهم أكثر، و لنتعرّف على الخطوة القادمة في المؤامرة على سورية.
بشار الأسد أثبت أنه لم يكن يلعب، سورية تملك أحدث الصواريخ في العالم، بينما كان ملك الأردن يلعب في نواد القمار بأموال المساعدات و يركّب شيخ دبي المتصابي أخته الحسناء، كان بشار الأسد يوفي ديون سورية، و يشتري أسلحة، سعيد أنا به، لا أتعامل معه كإله أو نصف إله، أتعامل معه كرئيس يمثّلني، رئيس غير طائفي، لي الكثير من الإعتراضات على نظامه، لكنني راض عنه بالمجمل، راض لأنه لم يظلم أخي الأكثري في الوطن، راض لأنه لم يكن يوماً أداة لأي جهة، كان دوماً نداً،راض لأنني لم ألحظ الخوف في عينيه حتى في أدق مراحل الهجوم الكوني عليه، راض لأنه بكل ما فعله حتى الآن، يحمي وطني، ذكرياتي و مستقبل الأجيال القادمة، راض عنه أدعمه، و سأنتخبه في الإنتخابات الرئاسيّة المقبلة.
أيهم صالح- اسبانيا