بعد أن استشاط نعيسة فبي تحطيمه لأهمية الانشقاقات , أبدى شيئا من التأفف من مسلكية وزير الخارجية الفرنسية المفلس حيث ان هذا خرج عن كل الاعراف الديبلوماسية , ومن الطبيعي أن يكون وزير خارجية فرنسا ورئيس وزراء سابق لها بهذا الجهل , لأنه لم يتدرب ويتعلم من المعلم , رائد الديموقراطيات الغير مسبوقة وقدة لكل شعب ودولة على هذا الكوكب , ينتقل نعيسة فورا الى الموضوع المهم , حيث شخص نعيسة بحذر الأطباء وحرص الأباء عند قائد اللواء 105 من الحرس الجمهوري العتيد كون القائد دون جوان ..وفتى عابش ولا يصلح لأن يكون أكثر من محرر لشؤون الجميلات في صحيفة تختص بفضائح النساء , اذ أنه ليس مؤهلا لدور القائد العسكري …
صدمتني أقول نعيسة عن قائد الحرس الجمهوري , ولا أريد محاججة أحد , انما أطرح سؤال بمنتهى البساطة , اذا كان الفتى بهذه الصفات فكيف له أن يمكون بهذا المنصب وهذه الرتبة العسكرية , وهل هو أسوء من غيره مثلا ماهر الأسد أو الفريق بشار الأسد أو حتى الجنرال حافظ الأسد , وهل هذه دولة التي تورث مناف طلاس عن والده عسكريا وتورث بشار الأسد عن والده رئاسيا ..دولة مهلهلة ومهزلة , دولة عصابات ومنافع , والكاتب نعيسة في هجائه للعميد مناف طلاس لايقوم الا بهجاء الأسد .
أول الفواحش التي قام بها نعيسة هو التلميح على أن سوريا دولة مؤسسات , تجعل من وجود أي مسؤول على شأنه أو انخفض سيان , الا أني افترض على أن وجود بشار الأسد الى الأبد كرئيس للمملكة السورية ليس سيان عند الناطق الثاني الغير رسمي باسم الطائفة الكريمة (الناطق الأول هو أبي حسن ) , وفي دولة المؤسسات هذه يقال , الأسد أن نحرق الابلد , أي أن الاسد أهم من دولة مؤسسات البلد , ولي سؤال لو تواضع نعيسة بالاجابة عليه , من هم الذين سيحرقون البلد في حال ترحيل الأسد ..برحمة أبوك جاوبني على هذا السؤال !
تعرج نعيسة بعد ذلكك على الآلية التي يتم بها اختيار الأشخاص للمناصب العامة , من خلال توصيفه لهذه الآلية نستنتج على أن الأسد لايرأس دولة , وحتى ادارة المزرعة تتطلب فنا اداريا , لايرقى عمليا له الفن الاداري المستخدم في ادارة الدولة , حيث يورد نعيسةمثلا عن هذا الفن , اذ يقول , طلب رجل علم مرموق في البلد تقييم فلان من الناس من قبل السلطة و , جاء الجواب , فلان من الناس رجل تافه ولكن يمكن الاستفادة منه , وفعلا أصبح التافه يوما ما وزيرا ..هذه هي سوريا الأسد .
في البدء قال نعيسة علفى أن وجود أو عدم وجود شخص ما ليس ذات أهمية , لأن الدولة دولة مؤسسات , يعود نعيسة بعد أسطر لينقد ماقاله بخصوص أهمية الاشخاص , الشخص ليس مهم لأن الدولة دولة مؤسسات , وانما لأنه لاينتظر من هذه الشخصية الا التملق وعدم الكفاءة , واذا وجد من هو كفؤ , يصار الى “تصريفه ” وعزله على الفور , ليس من المسموح لأحد أن يكون ذو كاريزما , بطبيعة الحال يستثنى الاسد , وهنا أعطى نعيسة مثلا عن عبد الله الأحمر الذي يشغل مركزا حساسا في البعث , وماذا لو انشق الأحمر هذا اليوم ؟ , يسأل نعيسة , والجواب وجوده أو عدم وجوده سيان , وهل ينطبق ذلك على الرئيس ؟ , أو أن الرئيس من مزيج آخر , والقول على أن وجود فلان أو عدم وجوده سيان ليس صحيح , الا اذا اعتبرنا على أن نمو البلاد وتقدجمها سيان , وبالواقع فليس للبلد أهمية تذكر , الأهمية هي للمصفقين والملفقين ولاثرائهم , وبخصوص الاثراء عن طريق السرقة لايوجد اشتثناء ..من أكبر الكبار الى أصغر الصغار ..لصوص !
تعرج نعيسة بعد ذلك على المحافظين , وقال ان مهمتهم شكلية وجاهية نفعهية للمحافظ وشلته من أصدقاء وأقرباء , ولم يستثني من الوجاهة والمنفعية أحد من سفير الى وزيبر الى مدير ..الخ , وكم يكون سروري كبيرا لو قال لنا نعيسة شيئا عن كيفية تسيير أمور البلاد , هل الرئيس هو المؤول عن الزبال وعن الوزير ؟ واذا كان الرئيس مسؤولا , اليس من الواجب محاسبته على سوء ادارته للبلاد , وهل كون الرئيس فوق المحاسبة ليس السيب في فساد الرئيس وافساده ؟؟وماذا يفعل الشعب مع سلطة ونظام وحكومة ورئاسة فاسدة ؟؟ الشعب يثور في هذه الحالة وها هو ثائر , ولثورته شرعية بامتياز , من النادر وجود سلطة لاتستحق أن تحكم دقيقة واحدة , ومن النادر وجود سلطة بتلك العفن والقذارة , ولادارة مزرعة ليست مؤهلة , شكرا يانضال نعيسة , ولو لم تكن الناطق الغير رسمي للطائفة الكريمة ,لكان عليك أن تمكس في السجن عشرة سنوات على الأقل من أجل ماكتبت ..تذكر قول خاتم الأنبياء , الأقرباء والأحباء والأصدقاء أولى بالمعروف !