شرعية الثورة

116imaيقال ان  نظام حكم   شرعي  أو غير شرعي !, وهل  يجب  أن تكون الثورة شرعية , أوهل يمكن للثورة أن تكون لاشرعية ؟وهل يمكن تسمية الحراك في سوريا ثورة ؟.

السلطة تقول لاتوجد ثورة  , وانما عصابات مسلحة  لاتمت للثورات بصلة ,  حيث أن المسلحون يتصرفون كالعصابات , اذن هم عصابات مسلحة  بنظر السلطة  والنظرة للوضع السوري  تحتلف حسب موقف الناظر   , الا أن الأقلية المطلقة في هذا العالم تشارك السلطة نظرتها  , وداخليا يمكن القول على الأكثرية  تعتبر السلطة فاقدة للشرعية  , وعلم الثورات يقول  ان الثورة تستمد شرعيتها من لاشرعية الوضع أو النظام أو  السلطة التي تثور عليها وتحاول ازاحتها .

شرعيىة السلطة مفقودة قبل كل شيئ  ولاديا , حيث لايمكن  أن يكون انقلاب عسكري  مصدرا لأي شرعية, بل بالعكس  يجب اعتبار تدخل العسكر  في  تنصيب  سلطة ما  على أنه برهان عن لاشرعية هذه السلطة , الشعب هو مصدر السلطات , وليس ضياط الجيش .

ولاديا لم تكن هناك شرعية  , وهذا ليس دائما بالأمر القاتل  , فهناك من  يولد  بدون شرعية  , الا أنه يطور وضعه  الى وضع شرعي  , فرانكو ولد عسكريا   وتطور ديموقراطيا , أما في سوريا  فلم يعرف تطور  خكم بني الأسد  الا التطور الى مزيد من الديكتاتورية, وقد اعترف  المرحوم الأب  بالمنهج الديكتاتوري  , وأكد ذلك الابن  الوارث ..قالوها بصراحة  لاتوجد في سوريا ديموقراطية  ,  وقالوا   ان سبب ذلك هو انشغالهم بأمور أخرى  كمشكلة الحريري وثم المقاومة والممانعة  , ولا أدري  ماهي علاقة مقتل الحريري  بضرورة الديكتاتورية  , بل بالعكس  , فالتطور الديموقراطي  يزيد من الثقة بالسلطة الحاكمة  ويحسن من موقفها أمام  الجهات  القضائية الدولية , والمقاومة ..انها تنحصر بحزب الله وجنوب لبنان  , وعجبا أين هي ضرورة المقاومة والممانعة  في الجنوب اللبناني  , مع العلم بأن  اسرائيل  لم تحتل من الجنوب اللبناني الا مزارع شعبا  , التي هي أصلا ملك سوري , والحكطومة السورية تنصلت من ملكيتها ىللمزارع   لسبب  غير معروف  ,الا أنه من المرجح أن يكون السبب تفادي الصدام مع اسرائيل .

حال لبنان لايشبه حالة سوريا  كميا , اسرائيل تحتل  ثقريبا كل الجولان  وتدمجه ضمن اسرائيل  ولا نر هنا مقاومة أو ممانعة  , انه الجنوب السوري , كالجنوب اللبناني , ولماذا  الجنوب اللبناني عزيز على قلب السلطة أكثر من الجنتوب السوري ؟؟؟

عودة الى فقدان الشرعية عند السلطة السورية , الذي يعبر عن شرعية الثورة  ضدها , لقد قال الفنان جمال سليمان  أنه قبل بمضض عملية التوريث المشينة  , انطلاقا من  كون الرئيس الجديد شاب  ومنفتح  , الا أن الشك  بكون الرئيس الجديد نسخة طبق الأصل عن الرئيس القديم  بدأ  مباشرة بعد تسلم الرئيس الجديد السلطة , وذلك بسبب اعتقال  رياض سيف  وتجريده من حصانته  النيابية  لأنه  طالب  بفحص وضع  رامي مخلوف المادي ,  والأصح القول  على أن الرئيس الجديد  كان من  أول ساعة بعد وفاة والده كالوالد تماما , لقد  اغتصب الدستور بسبب  عمره  , وبعد ذلك  نال 100% من أصوات مجلس الشعب , وخلال ستة ساعات أصبح مارشال   , ثم  ان الشاب الذي يقال على أنه  نهل من الديموقراطية  الانكليزية  لم يشك اطلاقا بنتائج   الاستفتاء الأول والثاني  , حيث   تراوحت نتائجه حول 99% لصالحه ..انها البيعة  ..انها الولاية  , وفي انكلترا لاتوجد بيعة ولا ولاية  ولاتوجد نتائج  من هذا النوع ..الرئيس الجديد كان فخورا جدا بنتائج التزوير , التي أعتبرها  شخصيا  وصمة عار في جبين الوطن .

لم يكسب النظام الشرعية خلال  أكثر من أربعين عاما من حكمه , لذا  كانت كل  حركة  معارضة شرعية منذ أكثر من أربعين عاما, السلطة فقدت مؤخرا  كل  البقية الباقية من شرعيتها  , وذلك عن طريق  قصفها العشوائي للمدن والقرى بالمدفعية والطيران , ثم فقدت  اعتراف معظم دول العالم بشرعيتها , ومؤخرا  صنف الصليب الأحمر الدولي  الحالة السورية بأنها  حالة حرب أهلية   , وهذا يعني  على أن السلطة  تحولت الى مجموعات مسلحة  كالمجموعات المسلحة من المعارضة  ,  وهذا يعني  انتزاع  صفة تمثيل الدولة السورية من قبل السلطة  , أي أن السلطة فقدت شرعيتها  لأسباب ملموسة , واكتساب المعارضة لهذه الشرعية , حتى بدون انتخابات مبدئيا ,  يقوم على أساس معاكسة المعارضة لسلطة لاشرعية لها  , أي أنه  من المتوقع  أن تحظى هذه المعارضة  على الشرعية بجدارة , واعطاء الشرعية لها  هو أمر مؤقت  وليس بالأمر النهائي, وتطور الثورة  هو الذي يحدد كل هذه الأمور.

الثورة على حق  , لأن النظام ليس على حق , والثورة التي  هي على حق ,  لاتستطيع الزام أي كل ثائر  بالالتزام بالحق  , وما هوم هذا الحق   أو القانون ؟ , الذي يرفضه الثائر  جملة وتفصيلا  , ويرفض السلطة التي  سنته  جملة وتفصيلا ..الثورة شيئ , والثوار شيئ  آخر  , ولا يعرف  التاريخ  هؤلاء الثوار الملائكة  , ولم يحترم  دانتون أو أو مارا أو روبسبيير  كثيرا مفكر الثورة الفرنسية روسو , والثورة الشيوعية لم تكن غير ذلك , وحتى  كاسترو   وغيفارة  لم يكونوا ملائكة وماو أيضا ,  لايجوز تشويه  الصورة  عن طريق تشويه بعض أو حتى   الكثير من الثوار , فظروف   كفاحهم  وانتصارهم هو  أمر شائك جدا , والكثير من تصرفاتهم   هو ارتكاس لتصرفات السلطة التي تحاربهم  ويحاربوها .