طرحت جريدة الوطن السورية عن على لسان كاتبها غسان يوسف السؤال التالي : ماذا يريد المواطن “العادي “من الحكومة السورية الجديد , تلطف الكاتب بالاجابة نيابة عن ماسماه المواطن العادي , وقال , المواطن العادي يريد ارساء الأمن وتوفير الغذاء بأسعار مناسبة , ثم ان المواطن العدي يريد اعلاما قويا يواجه الحرب الاعلامية على سوريا ,والمواطن العادي يريد ديبلوماسية تاشطة لاتسكت عن الاهانات والاستفزازات اليومية التي تطلق من هذه الدولة أو تلك ضد القيادة السورية والمواطنين السورين , ثم أردف بالقول , ان أهم الوزارت هي وزارة الدفاع والداخلية (الأمن ) ثم وزارة الاعلام من أجل صد الاهانات التي توجه للسلطة , ثم وزارة الاقتصاد من أجل سد رمق المواطن بأسعار مقبولة .
لفت انتباهي تعبير المواطن “العادي ” , واذا كان القصد من هذا التعبير هو المواطن “االوسط ” ماديا , أي الطبقة الوسطى بشكل عام , فلي هنا ملاحظة :
يقال انه لاتوجد في سوريا طبقة وسطى , هناك الطبقة المعدمة وطبقة اثرياء الاقتصاد الريعي , و 97% من انتاج سوريا يسيل في جيوب 3% من الشعب , وكلمة المواطن العادي لاتنطبق على قوافل المعدمين , حيث يعيش 66% من الشعب السوري تحت خط الفقر , وحيث تدنى دخل الفرد السوري الى تحت الف دولار سنويا , والأمم المتحدة تحاول تقديم الغذاء الى مليون ونصف المليون من السوريين , حيث يحاول ضباع السلطة نهب مساعدات الأمم المتحدة المخصصة للجياع , ثم ملاحظة أخرى بشكل سؤال : هل يوجد مواطن غير “عادي”
القائمة التي اوردها الكاتب بخصوص مايريده المواطن العادي من الحكومة الجديدة , توحي على أن الشعب السوري هو قطيع من الحيوانات , الأمن , الغذاء , وحماية الراعي , هم متطلبات القطيع المطيع ومتطلبات حياة الحيوانات , وقد غاب عن نباهة كاتب جريدةالوطن السورية , على أن الانسان بشكل عام لايريد حياة البهائم , ولم ينتبه كاتب الجريدة الغراء الى أمور ذات أهمية كبيرة , منها موضوع الحريات , وموضوع العدالة الاجتماعية , ثم موضوع الديموقراطية , وموضوع الفساد , حيث تتمركز سوريا الأسد في الموقع 147 من قائمة مؤشر الفساد , حقيقة اني أشعر بالعار عندما أرى من هو أقل فسادا من دول العالم مقارنة بسوريا , ومن هو فاسد كسوريا , وأشعر بالعار عندما أرى على الفساد ازداد بين سنة 2002 وسنة 2010 بمعدل الضعف و ففي عام 202 نالت سوريا علامة 3,4 , ولكي نعرف ماذا يعني ذلك علي أن أقول ان العلامة القصوى هي علامة 10 , وهذه هي علامة الدول الاسكندينافية تقريبا , وقبل عامين تدنت علامة سوريا الى 2,1, حيث لم تعد سوريا تبتعد كثيرا عن صوماليا ,العراق يحتل المركز قبل الأخير في العالم أي قبل صوماليا , ..على هذا المنوال سنصل خلال عام تقريبا الى المستوى الصومالي -العراقي وذلك تحت القيادة الحكيمة .
بعد ذلك تطرق الكاتب الى وزارة الاعلام , التي برهنت في الأيام الأخيرة عن مناقب وممارسات جديدة , لاتستقيم مع مطالب المواطن العادي , اذ أنها تعتمد التجاهل اضافة الى الكذب والدجل منهجا ,وكما ذكر في هذا الموقع , فقد تجاهلت هذه الوزارة العتيدة مجزرة زملكا قبل يومين , ثم مجزرة دير الزور قبل يوم واحد , حيث قتل الأمن مئات من ابناء الوطن , ووكالة سانا لم تتطرق الى هذه المجاذر بكلمة واحدة , أهذا هو مايرده المواطن العادي من وزارة الاعلام ؟؟ حيث يقول الكاتب نيابة عن المواطن العادي , يجب على الوزارة بناء الثقة مع المواطنين من خلال الصدق , ويجب نقل صورة الواقع كما هي , ويجب مراقبة مواقع النت بسبب الاشاعات التي تؤثر في نفسية المواطن السوري , وموضوع “نفسية المواطن السوري” هو موضوع تلفيقي , وبأسلوبه كوري شمالي , والحرص هنا ليس على “تنفسية ” المواطن السوري , وانما الخوف على السلطة الفاشية الديكتاتورية , وكل سلطة فاشية ديكتاتورية تمارس الحجب الفكري الاعلامي وتمارس قتل العقل وقتل السياسية , والسنين الأربعين الماضية لاتعرف الا هذه الممارسات , وحول مطلب المواطن العادي بخصوص الأمن , هل قتل المواطنين بيد وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والشبيحة هومطلب المواطن العادي من هذه الوزارات ؟ وهل تجاهل هذه المجازر هو مطلب المواطن العادي من وزارة الاعلام؟.
توجد في العالم دول كثيرة علامتها 10/10 في الشفافية وحدودها الاعلامية مفتوحة , ولم يدمر هذا الانفتاح نفسية الانسان السويدي أو الألماني , بينما نفسية الانسان السوري مدمرةعلى يد السلطة الديكتاتورية , التي تزداد ديكتاتوريةة واجراما يوما بعد يوم .
الكاتب يزور ارادة المواطن العادي , كما تزورها السلطة يوميا عن طريق وزارة الاعلام , فقد تمنى الكاتب أن يحارب الاعلام بعض التسميات , على الاعلام اعلان الحرب الاعلامية على على من يلفظ عبارة الجيش الحر , اذا لايوجد جيش حر الا الجيش السوري , وهذه نقطة تتناسب مع الفكر القممعي , وحتى الأسماء يجب أن تكون من انتاج الاعلام الرسمي , ثم يحتج الكاتب (المواطن العادي ) على عبارة “كتائب الأسد” , هنا أسأل من اطلق اسم كتائب الأسد على الجيش السوري ؟ , من أطلق على الجيش هذا الاسم هو الاعلام السوري , ولا يزال كل جندي سوري يحمل على صدره وبالقرب من قلبه صورة الأسد ابا وابنا , ولم ار شبيها لهذه الفضيحة في أي دولة أخرى, فهل يعلق الجندي الأمريكي صورة أوباما على لباسه العسكري وعلى صدره , وهل يفعل جندي فرنسي أو حتى الصيني ذلك ؟ على الجندي السوري القيام بذلك , كما هو حال الجندي الكوري , وهذه هي سمة الأنظمة العائلية الشمولية , انظمة لاينفع الترقيع بها , وانما الاسئصال من الجذور .
الكاتب أي المواطن” العادي” يستنكر اعطاء التراخيص لوكالات الأنباء العالمية للعمل في سوريا , وأستغرب هنا مسألة اعطاء التراخيص والسماح للصحافة العالمية بالعمل في سوريا , لقد كان ذلك أحد نقاط مشروع عنان الستة , والتي لم تنفذ السلطة أيا منها , وفي آخر سطر طالب الكاتب (أي المواطن العادي) بوضع ضوابط للمتسللين من المراسلين الأجانب , وهذا المطلب مثير للدهشة , فلماذا يتسلل المراسل عندما يكون وجوده شرعي , أليس هذا تناقض فاضح , والفضيحة الكبرى ارتكبها المتلطي خلف المواطن السوري ” العادي ” بقوله على أنه يجب محاكمة هؤلاء المراسلين المتسللين كجواسيس .. أي بتطبيق حكم الاعدام عليهم , ولو فعلت السلطة ذلك لحققت قفزة كبيرة في تاريخ الاعلام السوري , حسب تعبيره!
لايبخل الكاتب المتلطي خلف المواطن “العادي ” بتعريف قارئه بدلالات تطبيق حكم الاعدام بحق المتسللين من المراسلين , والذي يعتبره قفزة اعلامية سورية عملاقة , اذ يقول في مسك الختام . وبذلك تتحقق مقولة الرئيس بشار الأسد بأننا سنكسب الأرض والفضاء*!, هنيئا للشعب السوري وللمواطن “العادي” بهذا الرئيس وبالمتلطي الكاتب غسان يوسف وبغنائم الأرض والفضاء !.
*لقد نقلت هذه العبارة عن الكاتب حرفيا , عبارة الرئيس تختلف قليلا عن هذه العبارة , الا أن المعنى والمضمون واحد .