قبل ايام حدثت في زملكا مجزرة اثناء تشييع أحد قتلى السلطة , وأثناء حمل القتيل الى مثواه الأخير زمجرت المروحيات والمدافع وأطلقت القنابل على المشيعين , مما حول التشييع الى مجزرة اضافية , عشرات القتلى سقطوا , وتبعثرت أعضائهم ..هنا ساق وهناك رأس , وبين الاثنين انسان متفحم , ,انسان يحال النهوض ثم يهوي ويفارق الحياة , وانطباعي عندما رأيت الشريط المسجل , هو ان عدد القتلى بالمئات , لقد كان المنظر مأساويا , ولا أظن على أن العالم يعرف سلطة بتوحش السلطة السورية , وحتى في راواندا لم يحدث ماحدث في زملكا , في راواند قتتل الناس بعضهم البعض , أما في سوريا فتقوم السلطة بتقتيل البشر دون أي ذنب مباشر , أين هي الجريمة في تشييع أحد قتلى النظام ؟ , ولم يسبق ان قامت سلطة في هذا العالم بقصف مظاهرة تهتف بسقوط النظام بالطيران والمدفعية , وحشية لامثيل لها وغيرمسبوقة .
ما يحدث كل يوم في سوريا هو ادانة دامغة للسلطة ورأسهابالاجرام بحق الانسانية , واذا كان لأوباما أن يأخذ السلطة السورية كقدوة , فعليه ارسال اسراب الطيران الأمريكي والمدفعية الأمريكية لقصف من ينادي بسقوطه , وأمريكا لاتختلف عن فرنسا والمانيا وغيرهم من الدول البالغ عددهم المئات , نحن لسنا في دولة , وانما في غابة الأسد .
في لقائه مع القناة الرابعة للتلفيزيون الايراني قال الرئيس متطرقا الى الوضع الداخلي ..ان الأمور يجب أن لاتصل الى مستوى أن يقتل سوري سوري آخر ..ثم قال متهما الشعب السوري ..الخارج استغل الوضع السوري ليحول بعض السوريين من الجاهلين أو الذين لايمتلون مبادئ الى مرتزقة يعملون ضد بلدهم من أجل الأموال !!
ولما كنت ياسيادة الرئيس تقتل الشعب السوري , فأنت لست سوري ! , فالسوري لايقتل سوريا آخر ! وعن الجهل وعدم امتلاك المبادئ !, فأي مبادئ تقصد يافخامة الرئيس ؟, وهل أنت شخصيا في مقدمة من يعمل ضد بلده ؟؟ ومن أجل ماذا ؟؟ اذا لم يكن من أجل المال !
عودة الى التجاهل , فبعد حدوث فاجعة المجزرة في زملكا , وتناقلها من قبل المئات من وسائل الاعلام العربية والأجنبية , انتقلت الى وكالة الانباء السورية “سانا” قاصدا معرفة المزيد عن وجهة نظر الحكومة وعن سياسة “الاصلاح” التي اعتمدها حكومة الشبيحة الجيدة ووزير اعلامها الشبيح الأكبر عمران الزعبي , ولم أجد في نشرة سانا أي تلميح أو ذكر لمجزرة زملكا , عدت بعد ساعة , ثم ساعتين ثم ثلاثة سلعات وبعد يوم , وأكثر من يوم , حيث لم أجد لحد الآن في نشرة سانا أي ذكر لمجزرة زملكا , حتى فقدت الأمل في الحصول على أي معلومات عن زملكا المنكوبة بأشلاء أبنائها , وفي اليوم التالي حدث مايمكن توقعه , اذ سقط عشرات القتلى في دير الزور نتيجة للقصف المدفعي , وها أنا أعود الى سانا والى خيبة الأمل مرة أخرى , فلا ذكر لمجزرة دير الزور اطلاقا , تجاهل مطلق .
ماذا علىي أن أفعل الآن ؟ لم يبق لي الا البحث في الانترنت عن مجزرة دير الزور , وقد قمت بذلك , وهنا كانت الصدمة العظمى …حيث لايخلوا يوما واحدا من المجازر في دير الزور , ومن لايصدق عليه القيام بما قمت به ..البحث !, حقيقة أستطيع فهم مسلكية وزارة الاعلام بعض الشيئ , فهي أصلا ليست وزارة اعلام , وانما وزارة تجاهل وتشبيح , وقد تألمت جدا عندما قرأت ماقاله الرئيس في مقابلته التشبيحية مع القناة الرابعة للتلفيزيون الايراني ..من يمارس القتل بحق الشعب السوري هم الخارجون عن القانون , فهل أنت يابشار الأسد خارج عن القانون؟ , وما هي احكام الخروج عن القانون في الدستور الذي تمت صياغته قبل شهور ؟؟؟
كيف يمكننا فهم هذا التجاهل ؟ وما هي وظيفة وزارة الاعلام ؟
لا اريد بحث الآلية النفسية والاخلاقية والسياسية الاجتماعية , التي تدفع شبيحا اسمه وزير اعلام لممارسة من هذا النوع , أقول ا باختصار انه الجهل المطبق ,وعند الجاهل القبلي القابلية لأن يتحول الى وحش مفترس , أي باللغة السورية الى شبيح , أما عن وظيفة وزارة الاعلام فلا يمكن الجواب على ذلك , لأن مؤسسة الشبيحة ليست “وزارة” بالمعنى السياسي للكلمة , والوحش لايعلم ولا يتعلم ولا يقوم بوظيفة الاعلام , انه وحش في الغابة الأسدية