مقابر مزرعة القبير , والفرق البسيط !

بعد أسبوعين من مجزرة الحولة  شهدت قرية مزرعة القبير مجزرة أسفرت قبل أيام  عن مقتل عشرات المواطنين بينهم أطفال ونساء، واحتراق منازل القرية بمن فيها من سكان معظمهم من عائلة واحدة ومن آل اليتيم  ,  وحول المجزرة  توجد عدة روايات من أقربها الى التصديق  , الرواية التي تقول ان  هناك حوالي  78 قتيل على يد الشبيحة , التي دخلت الى المزرعة بعد  هجوم بالدبابات  على القرية تلاه   قدوم الشبيحة بالسكاكين  والأسلحة النارية  حيث تم القتل والحرق  والذبح , وحسب ادعاء رئيس فريق المراقبين  الدوليين , لم يتمكن فريقه من الوصول الى القرية , بسبب عوامل عدة عرقلت وفد المراقبين الدوليين من الوصول الى مزرعة القبير من اجل التحقق من تقارير عن عمليات قتل واسعة النطاق في القرية»، مشيراً الى ان «المراقبين لم يتمكنوا حتى الآن من الوصول إلى القرية ويجري توقيفهم عند حواجز تابعة للجيش السوري وفي بعض الأحيان يعادون أدراجهم. ويجري توقيف بعض دورياتنا من قبل المدنيين في المنطقة», السلطة السورية تقول ان فريق الجنرال مود تمكن من الوصول الى القرية  , فمن نصدق ياترى ؟؟
هناك شهود , من أهمهم أحد الناجين من مجزرة القبير , حيث قال هذا  على  إنه عاد إلى القرية الصغيرة ليجد فيها الجثث المتفحّمة بين ركام المنازل. وأوضح الرجل الذي قال إنه اختبأ بين أشجار الزيتون القريبة من القرية، أنه شاهد القوات النظامية ومسلحي «الشبيحة» يهاجمون قريته. وتابع قائلاً إن «دبابات الجيش حاصرت القرية وبدأت بقصفها بعد الظهر، قبل الدخول إليها بصحبة الشبيحة المسلحين بالسكاكين والعصي والبنادق»,وأوضح المزارع السوري أنه «كلما أطلق الجيش النيران على منطقة ما، تدخل قوات الامن والشبيحة إلى المنازل. سمعت طلقات نارية داخل 3 منازل، ثم رأيتهم يخرجون منها ويحرقونها… في باقي الحالات لم أتمكن من سماع شيء بسبب قصف الدبابات… بحلول الساعة الثامنة مساء كانوا قد انتهوا من كل شيء».من رواية هذا المزارع، وقد عزز عدد من الناشطين مصداقية المزارع .
ماقاله الجنرال مود  أكدته  المتحدثة باسم الأمم المتحدة , ففريق الجنرال لم يتمكن من الدخول الى القرية في اليوم الأول  , وهذ يكذب بشكل صارخ ادعاء السلطة وادعاء سانا  , التي تروي قصة المجزرة بشكل آخر “مجموعة مسلحة قامت قبل أيانم  بارتكاب جريمة مروعة في مزرعة القبير ذهب ضحيتها تسعة مواطنين من النساء والأطفال». وأضافت  إنه «بعد وقوع الجريمة ناشد أهالي المزرعة السلطات المعنية في المحافظة التدخل لحمايتهم ووقف جرائم الإرهابيين فتوجهت الجهات المختصة إلى المزرعة المذكورة وداهمت وكر المجموعة المسلحة واشتبكت معها مما أدى إلى مقتل أفراد المجموعة ومصادرة أسلحتهم وشملت قواذف آر بي جي ورشاشات وقنابل يدوية».
وأضاف المصدر الرسمي أن «الاشتباك أسفر عن استشهاد عنصرين من الجهات المختصة وإصابة خمسة آخرين. وأنه لدى الكشف من قبل الطبيب الشرعي في المحافظة تبين أن عملية القتل تمت في الساعة العاشرة من صباح يو م الأربعاء  الفائت  خلال وجود وتمركز المجموعة المسلحة في المزرعة». وربط المصدر بين «هذه الجريمة التي نفذها الإرهابيون» و«اجتماع مجلس الأمن واجتماعات دولية أخرى لاستغلالها بالضغط على سوريا والمتاجرة بدم الشعب السوري».
مهما اختلفت القصص والروايات ,تبقى  هناك قصة لاخلاف حولها , وهذه القصة تقول  على أنه في دولة ما تحدث مجازر من نوع المجزرة التي  نحن بصددها الآن , والمسؤولية الأولى والأخيرة  بشكل عام  وفي كل دول العالم هي مسؤولية السلطة  التي تحكم وتريد ان تبقى حاكمة , والغريب في الأمر  على أن مجازر من هذا النوع  لاتؤرق كثيرا  القييمين  على الأمن  وهم مثلا وزير الداخلية أو الدفاع أو غيرهم أو رئاسة الوزراء أو رئاسة الجمهورية ,  السلطة تكتفي  بقصة اخرى ,وتكتفي   بالاعلان عن طريق ممثلها في الأمم المتحدة  السيد الجعفري , على انها توافق على لجنة تحقيق دولية   , من الدول التي تحترم الأمم المتحدة ؟؟؟, في حين تقول الأمم المتحدة   والجنرال مود , على أن السلطة منعت , بشكل ما,  فريق المراقبين الدوليين من الوصول الى القرية  المنكوبة .
من هذا  الاستعراض السريع للواقعة يجب الشك بعافية الدولة السورية , ولو حدث  في” دولة ” كفرنسا أو المانيا أو سويسرا  عشر مايحدث يوميا في سوريا  لاستقالت السلطة والوزارة  والرئاسة   وكل الجهاز الحكومي , الا أننا في سوريا ولسنا في سويسرا  , وهذا هو الفرق  البسيط ..!

مقابر مزرعة القبير , والفرق البسيط !” comments for

  1. بخصوص لجنة تحقيق دولية لايحمل كلام السفير الجعفري المصداقية الكافية وذلك لأن الحكومة السورية رفضت لجنة تحقيق بخصوص الجولة هذا اولا , وثانيا منعت الحكومة عن طريق الجيش فريق المراقبة من الوصول الى قرية القبير, وهذا ماأكده رئيس الفريق مود , وأكدته الأمم المتحدة , أي انه أصبح “حقيقة”سياسية , ولا يمكن لسانا تغيير هذه الحقيقة , حتى ولو كررت تكذيبها لما قاله مود 10000 مرة , سانا تكذب , لذا فانها فقدت مصداقيتها أيضا
    لاشك على ان وضع الجعفري صعب للغاية , وصعوبة وضعه لاتعادل 1% من صعوبة وضع الحكومة وذلك حسب المعايير المعروفة للحكومات , الا ان الحكومة السورية لاتحكم وانما تنفذ ماتريده رئاسة الجمهورية التي تتحمل المسؤولية عن كل شيئ في سوريا وحتى عن اكاذيب سانا التي يمكن تفهمها ,لايمكن لسانا مهما تعقد موضوع الكذب أن تعترف على أن الشبيحة المنطوية تحت راية الجيش النظامي (متطوعون )قامت بالمجزرة , لهذا للاعتراف عواقب تعرفها سانا بشكل جيد , يبقى الكذب أقل ضررا للنظام من قول الحقيقة

  2. في موقع الجمرة السورية اعجبتي هذه الأبيات ..أظن للشاعر أحمد مطر :
    ثورة؟
    ماذا تقول؟
    وهل هناك غير ثورة الرئيس؟
    مدسوس أنت أم عميل؟
    أمريكا دفعت لك أم اسرائيل؟
    ألم تتعلم في مدارس الرئيس؟
    ألم تعمل في مؤسسات الرئيس؟
    ألم تتكلم بواسطة هواتف الرئيس؟
    ألم تتابع قنوات الرئيس؟
    ألم تعالج في مشافي الرئيس؟
    ألم تصلي في مساجد الرئيس؟
    يوم الجمعة ويوم الخميس؟
    ماذا تريد بعد؟
    أم أن وراءك إبليس؟
    حرية؟
    لك ما تشاء منها يا خسيس
    سر أمامي فبانتظارك سجن الرئيس

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *