روسيا والصين والرئيس الأسد يرفضون أي حل يفرض من الخارج , والرئيس يريد أولا اجتثاث الارهاب ,وبعدها يتحول الى الحل , وهذا الوضع يطرح العديد من الأسئلة :
ما الذي يمنع الأسد من حل المشكلة التي كلفت لحد الآن الآن دمار سوريا اقتصاديا ومعنويا وبشريا واخلاقيا , ولا أحد يعارض سيادة الرئيس عندما يقول على أن الحل يجب أن يكون سوري , الا أن المواطن ينتظر من فخامة الرئيس في هذه الحالة تبرير هذا الكم الهائل من الخراب المادي و المعنوي والأخلاقي , ولماذا هذا الانتظار؟ , الشعب ينتظر الحل ليس منذ ستة عشر شهرا , وانما منتذ أكثر من أربعين عاما , والرئيس الذي لايدرك على أن عمر المشكلة أكثر من أربعين عاما , هو ليس الرئيس الذي يستطيع حل أي مشكلة , لأنه هو المشكلة بأكملها , الشعب السوري يعاني من العنانة السياسية للرئاسة , , وهذه العنانة ليست من أكبر المشاكل , فالعديد من مشاكل الدول تكبر على مقدرات رئاستها , عندها تتنحى هذه الرئاسة وتترك المجال لرئاسة أخرى , لعل الوجه الجديد يستطيع انجاز التجديد , الا في سوريا فان الرئاسة ليست مقامرة ومغامرة فقط , وانما مقابرة ..قالها اتباع الرئيس صراحة ..الأسد الى الأبد ..الأسد أو نحرق البلد , هناك قبر مشترك للبلد والأسد , أو قبر للبلد وحدها , وعلى المواطن أن يختار بين قبر مشترك مع الأسد أو قبر خاص له !.
الصين والروس والرئيس يرفضون حلا خارجيا , معهم حق !, الا أن رفض الحل الخارجي يعني وجود حل داخلي , ومن يسمع هذا الكلام يظن على أن جغرافية سوريا تشمل الصين وروسيا , أليس الحل الروسي -الصيني هو حل خارجي أيضا ؟؟ولا أعرف مواطنا سوريا اسمه لافروف أو بوتين أو هو جين تاو , هل هؤلاء مواطنين سوريين ؟ , أو انهم يقامرون بالوطن السوري من أجل مصالح أوطانهم الجيوسياسية , ومن فتات وفضلات هذه المقامرة يقتات الأسد وسلطته , وتحت أبواط المقامرين يتم رفس الوطن عن طريق اغلاق الطريق امام حل ما ,’ وسيان أي حل كان !, الا أنه الحل الذي يستطيع انقاذ البلاد وحقن الماء ولو جزئيا !.
في هذه الأثناء تحشد تركيا قواتها على الحدود السورية , ومسطول من لايدرك جدية ذلك , وأجدب من يعتقد على أن جيش الأسد يستطيع منازلة تركيا عسكريا , ومجرم بحق سوريا من يدفعها الى مغامرة عسكرية مع تركيا , ومهما كان توازن القوى , فليس من مصلحة الوطن السوري تعريضه الى خسارة لجزء من كيانه الجغرافي , كما حدث عام 1967 ,خسارة أجزاء من الوطن , اضافة الى اسكندرون والجولان هي مصيبة , الا أن المصيبة الأكبر هي خسارة الوطن بكامله , وأتحدى من يستطيع أن يبرهن على أن الوطن السوري لايزال على قيد الحياة , لقد اندثر وبقي الأسد , وهناك من يسأل أين المشكلة باندثار الوطن , لطالما بقي الأسد ..انه الوطن , وبقائه يعادل بقاء الوطن , وحتى انه بقائه أهم من بقاء الوطن ..هذا ماتقوله الشعارات حرفيا .
الرئاسة تدعو الى الحوار مع المعارضة , الا أنها ترفض حكومة وحدة وطنية , وذلك قبل الحديث الجدي عن هذه الحكومة , كما أنها تلاحق الآن لبنان بالنقد والشتيمة بسبب خيانته لمبدأ النأي , الرئاسة السورية غاضبة جدا من لبنان , لأن برهان غليون استطاع القدوم الى لبنان , ومنها تسلل الى حمص , وفي مناسبة أخرى تسلل من الشمال عن طريق تركيا , وكيف لهذا المعارض الذي تحظى منظمته (المجلس الوطني ) على اعتراف أكثر من 85 دولة القدوم الى سوريا لحوار الرئيس , ماذا ستفعل المخابرات به في حال قدومه , وماذا ستفعل المخابرات بفنان تناول طعام العسشاء مع فراس طلاس هو جمال سليمان , وكيف سيأتي جورج صبرا والبينوني وشقفة وياسين الحاج صالح والبني وآلاف غيرهم الى دمشق؟ , وكلهم ليسوا من حملة السلاح , وماذا ينتظرهم في عرين الأسد ؟؟ التذويب بالأسيد , وبعد الاذابة بالأسيد سيتحاور الأسد , مع من ؟ مع نفسه ! أو مع المعارضة التي يعتبرها شريفة , وللعلم فان خالد العبود معارض شريف , اذ أنه ليس بعثي وانما ناصري , وشريف شحادة معارض أشرف , لأنه لاينتمي الى البعث , وانما مستقل تماما وكليا , ووظائف هؤلاء في المخابرات هي أمر آخر , فلا علاقة لممارسة مهنة ما بالتوجه السياسي , أي أن المعارض يستطيع أن يكون مخابراتي , حذار من الاقتراب الى الرئاسة !!, انها مخصصة للجنس الأسمى ..والى الأبد !
لا أريد هنا التوقف عن التعريف بالمعارضين الشرفاء , الذين يستطيعون حوار الرئيس من أجل مستقبل سوريا الحبيبة , منهم اضافة الى العبود وشحادة أيضا الدكتور طالب ابراهيم , الذي سحب ترشيحة للانتخابالت النيابية بسبب اجهاده المهني , فهو طبيب أسنان ناجح , وكذلك موظف في الأمن السياسي , ومن أصحاب القلم نذكر أبي حسن الناطق الغير رسمي باسم الطائفة العلوية , والموظف أيضا في المخابرات (على ذمة البعض ؟) ثم المفكر والمحلل السياسي نضال نعيسة , الذي يقال أيضاعلى انه منهمك في مهماته الاستخبارية , وان نسينا بعض السوريين , فعلينا التذكير بفيلق المغاوير من الاخوة اللبنانيين من أمثال المصارع جوزيف أبي فاضل , وغيرهم , وسابقا ابراهيم الأمين ونقولا ناصيف , والتذكير بسيادة الجنرال عون , والصحفي القرداحي ثم السادة قنديل هو أكثر من واجب .
ملاحظة : بعد الطلاق بين السلطة السورية وجريدة الأخبار , تحاول ابواق السلطة التذكير بأن ابراهيم الأمين ونقولا ناصيف كانوا موظفين في المخابرات السورية , والأبواق تستهجن انشقاقهم عن ولي نعمتهم , وهكذا هو حال جان عزيز مثلا وغيرهم من الذين يبحثون الآن عن ولي نعمة آخر ,بعد شعورهم بأن السلطة ورأسها سوف لن يعمرون طويلا .