مقاوم وممانع ومحرر بالثرثرة

 “ايها السوريون , الشمس تشرق من الجنوب , هلموا الى الحرب !”

انضم المحارب  نارام سرجون  الى فيلق المحاربين , الذين ضاق صبرهم  باسرائيل  , وساعة تلقين اسرائيل الدرس  أتت ,  وموقع  التلقين معروف ,حيث يمكن القول على أن موجبات المكان والزمان تحققت عند الفارس سرجون , وليس له الا  الانقضاض على اسرائيل , التي تمادت  وتوقحنت   ,ترسل طائراتها للتحليق فوق القصور الجمهورية ..يالها من مهانة !.

المحارب الصنديد سرجون  يريد المعركة الفاصلة اليوم قبل غد , وذلك  على الرغم من انشغال السلطة   بملاحقة العصابات المسلحة  , التي تفرقع وتفجر  وتقتل  وتمثل بالجثث   في طول وعرض الجمهورية , وعلى الرغم من ذلك لايرى  الصنديد سرجون أي مشكلة في تلقين الدرس لاسرائيل  , فالجيش السوري  عنده من الفائض  مايكفي  لمجابهة  حرب “كونية ” على سوريا  ,  وكلي أمل أن لايكون  الفارس سرجون قد أخطأ في حساباته , كما حدث عام  عام 1967 , أو أن الملعون سرجون  يريد من هذه الحرب  تحقيق أهداف أخرى ؟ هل يريد لفت الانتباه عن الحرب الداخلية   بافتعال حرب خارجية ؟ كما تفعل الديكتاتوريات  عادة ؟.

من حيث المبدأ فان تحرير الجولان ممكن  عند تحقق العديد من الشروط , ومن أهم هذه الشروط  تفوق سوريا  على اسرائيل عسكريا , وكيف يحدث التفوق ؟

التفوق يحدث عندما  تصبح الدولة ديموقراطية  , لأن ذلك  يوحد الشعب مع السلطة  , وبذلك تزداد قوة الدولة بشكل  مطلق , وأين  سوريا من الديموقراطية ؟ , كما أن التفوق يحدث عندما  تحافظ السلطة على   ثروة الشعب  وتمنع  سرقتها  , وتوظف هذه الثروة  في تقوية  الدولة بشكل عام , وأين نحن من  المحافظة على ثروة الشعب ؟ , عندما نجد على أن السرقات  الممنهجة تأكل الأخضر واليابس , كل سنة يسرق الفساد حوالي 50 مليار دولار , بينما ميزانية الحكومة لاتتجاوز 16 مليار دولار ,  والتفوق يحدث  عند وجود حد مقبول من الحرية , التي تدفع المواطن الى  توظيف قدراته في خدمة الدولة  , وأين نحن من  هذه الحرية  التي كلف قمعها في الأشهر السابقة 40 مليار طلقة رصاص  , بينما لم تطلق طلقة واحدة على أرض المعركة في الجولان وفلسطين  منذ حوالي أربعين عاما , ثم يحدث التفوق  العسكري  اذا سبقه تفوق علمي ..أي أن سوريا تصنع  الصواريخ والطائرات والدبابات  وبها تتوطن الابحاث العلمية , وأين نحن من كل هذا ؟؟ , ثم ان التفوق يحدث  عندما  يتفوق المواطن السوري  ماديا  على غيره , وأين نحن من هذا التفوق  عندما يتدنى دخل الفرد  الى أقل من ألف دولار سنويا  , و70% من الشعب السوري يعيش تحت خط الفقر,  أصبح من واجبات الأمم المتحدة نقديم الغذاء الى أكثر من مليون سوري جائع ..أين أنت أيها المغوار سرجون من الحرب ومن المقدرة على خوضها , عليك أولا بانهاء الحرب الداخلية   ثم تحقيق كل ماقيل ,  وبعدها تستطيع  التحرير ,فالتحرير ليس “ثرثرة ” , ولم أكن يوما ما من اتباع  الشعر والشعراء  , الا أن وجدت ماقاله الشاعر  أحمد مطر  , الهارب من  جمهورية الخوف,  في مناسبة  معينة ينطبق تماما على الفارس المغوار سرجون  , عليك أيها  المقاوم الممانع أن تقرأ ماقاله أحمد مطر  , وبآخر كلمة عن الحرية استودعك الله   طالبامنه  أن يكبر عقلك  ويعطيك ما أنت بحاجة ماسة له من البصر والبصيرة , اليك القصيدة :

 

مقاومٌ بالثرثرة

ممانعٌ بالثرثرة

له لسانُ مُدَّعٍ..

يصولُ في شوارعِ الشَّامِ كسيفِ عنترة

يكادُ يلتَّفُ على الجولانِ والقنيطرة

مقاومٌ لم يرفعِ السِّلاحَ

لمْ يرسل إلى جولانهِ دبابةً أو طائرةْ

لم يطلقِ النّار على العدوِ

لكنْ حينما تكلَّمَ الشّعبُ

صحا من نومهِ

و صاحَ في رجالهِ..

مؤامرة !

مؤامرة !

و أعلنَ الحربَ على الشَّعبِ

و كانَ ردُّهُ على الكلامِ..

مَجزرةْ

مقاومٌ يفهمُ في الطبِّ كما يفهمُ في السّياسةْ

استقال مِن عيادةِ العيونِ

كي يعملَ في ” عيادةِ الرئاسة “

فشرَّحَ الشّعبَ..

و باعَ لحمهُ وعظمهُ

و قدَّمَ اعتذارهُ لشعبهِ ببالغِ الكياسةْ

عذراً لكمْ..

يا أيَّها الشَّعبُ

الذي جعلتُ من عظامهِ مداسا

عذراً لكم..

يا أيَّها الشَّعبُ

الذي سرقتهُ في نوبةِ الحراسةْ

عذراً لكم..

يا أيَّها الشَّعبُ الذي طعنتهُ في ظهرهِ

في نوبةِ الحراسةْ

عذراً..

فإنْ كنتُ أنا ” الدكتورَ ” في الدِّراسةْ

فإنني القصَّابُ و السَّفاحُ..

و القاتلُ بالوراثةْ !

دكتورنا ” الفهمانْ “

يستعملُ السّاطورَ في جراحةِ اللسانْ

مَنْ قالَ : ” لا ” مِنْ شعبهِ

في غفلةٍ عنْ أعينِ الزَّمانْ

يرحمهُ الرحمنْ

بلادهُ سجنٌ..

و كلُّ شعبهِ إما سجينٌ عندهُ

أو أنَّهُ سجَّانْ

بلادهُ مقبرةٌ..

أشجارها لا تلبسُ الأخضرَ

لكنْ تلبسُ السَّوادَ و الأكفانْ

حزناً على الإنسانْ

أحاكمٌ لدولةٍ..

مَنْ يطلقُ النَّارَ على الشَّعبِ الذي يحكمهُ

أمْ أنَّهُ قرصانْ ؟

لا تبكِ يا سوريّةْ

لا تعلني الحدادَ

فوقَ جسدِ الضحيَّة

لا تلثمي الجرحَ

و لا تنتزعي الشّظيّةْ

القطرةُ الأولى مِنَ الدَّمِ الذي نزفتهِ

ستحسمُ القضيّةْ

قفي على رجليكِ يا ميسونَ..

يا بنتَ بني أميّةْ

قفي كسنديانةٍ..

في وجهِ كلِّ طلقةٍ و كلِّ بندقية

قفي كأي وردةٍ حزينةٍ..

تطلعُ فوقَ شرفةٍ شاميّةْ

و أعلني الصرَّخةَ في وجوههمْ

حريّة

و أعلني الصَّرخةَ في وجوههمْ

حريّةْ

 

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *