من شاهد ماحدث أمس في أروقة الأمم المتحدة , وما قاله عنان ثم ماقاله الأمين العام للأمم المتحدة عن الوضع السوري , وعن تباشير الحرب الأهلية وعن المخاطر التي تحيق بالبلاد وعن المستقبل الأسود الذي ينتظر سوريا وعن اصرار الأسد على البقاء مهما كلف الأمر, وعن عقم السياسة السورية , التي اختزلها الرئيس الى شعار المؤامرة والحروب الكونية , التي لايراها لحد الآن أحد , يصاب بالانهيار النفسي , الذي يتطور الى الرغبة بالانتحار بعد سماع انباء مجزرة القبير ثم مجازر الحفة وريف دمشق وريف حلب ودرعها ,وبعد رؤية الطائرات التي تقذف النار على المدن والقرى والأحياء السورية , ثم بعد التعرف على انعدادم أي أفق سياسي لحل الأزمة , والأخبار التي تقول ان الثورة السورية ستكون ثورة المليون شهيد , وها نحدن الآن في البداية بحوالي العشرين ألفا (رسميا), والحس يقول اننا بحوالي المئة ألف , اذ أن الأرقام الرسمية غير صحيحة اطلاقا , وهناك من يقول ان هذه الأرقام يجب أن تضاعف بمعدل خمسة الى عشرة أضعاف , وذلك بناء على خبرات من حروب أهلية أخرى .
يعجب الانسان العادي من مسلكية الرئيس , الذي أوصل بسياسة النزوات التي يمارسها البلاد الى الحرب الأهلية والى خراب لاشبيه له في التاريخ السوري , ويسأل هذا الانسان , بناء على ماهو مألوف في هذا العالم , لماذا لايستقيل ويفسح المجال لشخصية أخرى كي تحاول انقاذ البلاد , والسائل يسمع الجواب فورا ..لايمكن انقاذ البلاد الا تحت قيادة الرئيس الأسد ….الأسد أو لا أحد ..الأسد أو نحرق البلد , وهنا يسأل السائل , لماذا هذا التطرف ففي سوريا مئات الألوف من المواطنين المقتدرين على قيادة البلاد , ولم تصاب النساء السوريات بالعقم بعد ولادة السيد الرئيس قبل أكثر من أربعين عاما , ولم يبرهن الرئيس لحد الآن عن امتلاكه لنوع من العبقرية العجائبية , التي تنفي وجود مثيل له , هنا يصبح الجواب أكثر اعتدالا , حيث يقال , الرئيس هو رمز , وهنا يسأل السائل عنى معنى “الرمز” , فيقال انه الوطن , والوطن هو بشار الأسد , نهاية بشار الأسد هي عبارة عن نهاية الوطن .
لايمكن الاتفاق مه أصحاب نظرية الرموز على هذا الخلط بين الوطن وانسان , ونتيجة لذلك يقال لهم , كل منا هو رمز للوطن , الا أنه ليس أحد منا هو الوطن , ولا شيئ يقف فوق الوطن ومصلحته , الوطن هو الجميع , وليس شخص واحد ..وهنا يتواضع رافع الشعارات ويقول متوسلا ..ان الأسد مظلوم وفقير وضحية ولا يملك حتى حريته الشخصية ..انه رهينة ! أي انه “رمز ورهينة” في ذات الوقت .
السؤال التالي كان ضروري , الا أنه محرج بعض الشيئ , لذا فضلت عدم طرحه , والسؤال هو : الأسد رمز لسوريا !, الا أنه رهينة لمن ؟؟
وهل يحتاج الانسان الى الفائق من الذكاء ليجيب هلى هذه السؤال ؟؟؟ فالوطن بأكمله رهينة عند الفساد .