العنوان معبر! وعن ماذا يعبر العنوان الذي تشرف بعناية الكاتب الكريم , والذي نشر في هذا الموقع قبل أيام تحت عنوان في زمن الكلاب النباحة….الخ حيث يمكن من العنوان ومن النص الملحق به استنتاج مايريد الكاتب أن يقوله , وهو أنه لايوجد في هذا الكون الا صنفين من المخلوقات , من جهة كلاب نباحة وشيوخ سفاحة .طبعا باستثناء البوطي, ومعارضة رداحة قداحة ثم عاهرات رماحة في كل مضمار ومطمار , ومن حهة أخرى الرئيس الأسد السوري بشار صاحب الكلام الفصل , وملحقه صاحب بلاغة تقزز النفس , والتي لايعتز بها الا القاصر تهذيبا , لغة الشتائم بامتيار , حيث لايمكن توقع كلام من هذا النوع الا من منفلت لسانيا وعقليا , لارادع من استعمال مفردات لايستخدمها الا الزعران .
على الرغم من “زعرنة ” العنوان , يبقى هذا أكثر مضمونا من النص , الذي يعتني بقضية الكلام “الفصل” للأسد السوري بشار , ولا أحد يشك بأهمية كلام رئيس للجمهورية , الا أن مصدر الكلام “الفصل” يجب أن يكون من رئيس “شرعي” للجمهورية , ولا أظن ان ممتهن النقل واللصق والقص قادر على استيعاب موضوع “الشرعية” المدني , على الرعم من قدرته المبهرة على استيعاب موضوع شرعية الغاب , وشرعية ملك الغابة راكب الدبابة , والحديث مع رجل الغابة أو رجال الغابة قليل الفائدة , لأن من تربى في الغابة لا يفهم الا قوانينها , ومن أين له أن يفهم غير ذلك ؟؟
على ان هناك حروب حول مصادر الطاقة وغير ذلك , فهذا أمر مؤكد , وما علاقة سوريا بالحروب من أجل الطاقة؟ , وهل بقي شيئ يمكن سرقته في سوريا , ولم تسرقه العائلة ؟, لذا فان الدول التي تريد سرقة سوريا سوف لن تجد الا الأنقاض ,التي تركتها دبابة رجل الغابة , ثم أن وزيرخارجية رجل الغابة أعلن مطمئنا الشعب , على أنه لايوجد أي خطر من تدخل خارجي , لأن سوريا لاتملك من الثروات الطبيعية مايمكن نهبه ..بترول ..غاز ..الخ , وكأن الفقر هو الذي يحمي سوريا من الغزو الخارجي وليست السياسة الجيدة ,وتناحر الدول المستعمرة على البترول والغاز وغير ذلك لايمكن نتيجة لذلك ان يستهدف سوريا , وبالكاد يستطيع المواطن السوري شراء قنينة غاز أو مازوت , حيث عليه هنا أن يدفع الأسعار التي تضاعفت رسميا , ثم تضاعفت مرة أخرى حسب دساتير السوق السوداء التي يسترزق عن طريقها الحزب الذي لايزال قائدا للدولة والمجتمع , الدولة تنهب رسميا , والرفاق اعضاء الحزب القائد ينهبون بشكل غير رسمي ..أي من خلال الدساتير السوداء , الرفاق أصبحوا في دولة الاصلاح سماسرة مازوت وغاز وغير ذلك , فالمواطن الذي لايريد الوقوف في طابور الانتظار , عليه أن “يدبر” أمر الرفيق , والرفيق لايفهم الا ” بالحلوان” من أجل الحصول على القنينة ,هناك سعر الدولة وهناك سعر الرفيق قدس الله سره ..فالرفيق وقت الضيق , وخزانات المازوت مليئة عند الرفيق ومن يرفق به ..معك فرنك ..تساوي فرنك !!, اننا في مرحلة الاصلاح ,الذي يأتي حزما ورزما تحت قيادة القائد , وبذلك ستكون سوريا قدوة (حسب قول السيد وزير الخارجية ) لكل دولة تريد أن تصبح حطاما وأنقاضا !!
قول السيد الرئيس , على أن الأحداث في سوريا هي جزء من الحرب من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية , هو قول غريب عجيب , اذ اني أفترض على أن الرئيس يتحدث عن سوريا , وليس عن الكويت أو قطر أو أزربيجان أو الشيشان , ومصدر العجب هو ان الرئيس يتنكر في هذه المقولة للأسباب الحقيقية التي قادت الى الأحداث , فالأسباب الحقيقية , هي الأسباب , التي من أجلها يريد الرئيس القيام بالاصلاح , ولماذا الاصلاح عندما تكون أسباب الأحداث هي الصراعات الدولية من أجل الموارد الطبيعية , اضافة الى ذلك أريد التعرف على هذه الموارد الطبيعية التي تتخاصم الدول من أجل سرقتها من سوريا ؟؟حيث لايوجد في سوريا الآن الا فائض واحد هو الاضطهاد والاستبداد , وما يلزم ذلك من سجون ومخابرات , ثم القتلى والمهجرين داخليا وخارجيا , والجياع التي تتكفل الأمم المتحدة باطعامهم , ثم المسروقات التي اقتنصتها السلطة وخاصة العائلة , وليس لدي علم بما يمكن سرقته بعد ان افرغت العائلة جيوب البشر من كل قرش سوري ووضعت لعشرات السنين البترول خارج الميزانية العامة ..انه من ضمن ميزانية القصر ..يأخذ الرئيس مايريد ويترك ما يريد حسب نزواته وميوله ..انه ملك له , وليس فقط االبترول , وانما كامل الدولة أصبحت مزرعة للعائلة
الأحداث في سوريا هي نتيجة للفساد السياسي والاجتماعي والقضائي ..الخ , ولا يوجد فساد أفسد من الفساد السوري في العالم , وهذه هي نتيجة لكلام ” الفصل ” , الذي انعم الرئيس السوري به على العباد, كلام الفصل هو كلام الديكتاتوريات , وما أوقعنا في الهاوية هو التفكير والمسلكية الديكتاتورية , التي بيدها “الفصل”..بيدها الحل والرط , الدولة هي مؤسسة الشخص , وليست دولة المؤسسات , والانفراد بالقرار قاد الى الانفراد بالثروة والسلطة , فالانفراد بالثروة قاد الى افقار الدولة وتسريب ممتلكات الشعب الى جيوب الزبانية , حيث بلغ حجم المسروقات أضعاف حجم الميزانية السورية , والانفراد بالسلطة قتل الحريات وأثبط كل تطور باتجاه الديموقراطية , ليس للشعب ثروات ولا حريات , والدولة آلت الى مرحلة الخراب والتفتت الاجتماعي والسياسي , الذي سيتلوه التفتت الجغرافي , أي التقسيم من خلال الحرب الأهلية , التي سببها “كلام الفصل” , لقد كان لكلام “الفصل”أن يكون كلام الشعب , وليبس كلام الأسد السوري فقط