العنترة خالد العبود ..والتخريس السوقي

التخريس السوقي أصبح بلاغة سياسية  , ومن ينتقده  هو مندس وخائن  , وقد عودنا (القوادين)  على نوع جديد  من البلاغة , وهذا النوع  لاعلاقة له بأخلاق المتحدث , انما بحالة السامع ,  فعندما اتكلم مع “الذوات” استعمل لغة  وعندما  اتحارب في باب التبانة في طرابلس مع  الآخرين  فيجب أن تكون لغتي لغة باب التبانة ,  وعند التكلم  مع موشي دايان  يكون انفلات اللسان   مطلق.
في هذا التفكير نوع من الصحة ,لذلك ابتدعت المجتمعات  مايسمى “كودكس” لغوي بلاغي ,  حيث يرسم   هذا الكودكس الحد الأدنى للتهذيب , والحد الأعلى لانفلات اللسان  , وبين الحدين يوجد فضاء   معترف عليه  ومقبول  من معظم الأطراف.
الزبانية المفلسة  لاتلتزم بأي قواعد  ,ظنا منها على أن الصريخ والتقبيح والمديح  هم مايمثل البلاغة اللغوية , وبسبب الاعتياد على  رفس  حرية الآخرين بنعالهم  لايأبهون بشيئ , ولا تتوقف  حريتهم عندما تبدأ حرية الآخر  ,  ومن الخطأ   التحدث  عن “حريتهم “, وانما عن انفلاتهم , وهم يظنون لحد الآن  على ان تبويلهم في الصحن الذي نأكل منه مقبول  ولا ضيم به ,لقد بولوا في الصحون والعيون  سنين  عديدة  , وأصبح التبويل  عندهم   طبعا  غريزيا , ففي اجساد هؤلاء  وعقولهم  هناك جينات تقول لهم  ,  عنددما تصبحوا حكاما  تنقلبوا الى حكماء  , وهؤلاء    يصابون  بالدهشة عندما  تقول لهم  , لي رأي آخر  أو موقف آخر  أو سياسة أخرى , فمن تربى على الواحدانية والنملقية  , وعلى ممارسة القمع بدلا من الاقناع    يجد  صعوبات كبيرة  في ممارسة الحياة الطبيعية , تشوهوا  وشوهوا .
لقد استرسلوا  في  الانصياع لغرائزهم ” المكتسبة”  وبالغوا في  تدني بلاغة العيارة  , وتنكروا لأول معاييرها,الا وهي الايجاز  , ولم يعد  الاعجاز في الايجاز,   وانما الاعجاز في العجز , حيث  لاتقل مدة خطبة للرئيس عن ساعتين  من الزمن , وحيث يصنع الرئيس التاريخ في  ساعتين  , مقارنة مع خلق الله للكون في سبعة أيام   , ولا تتقيبل الزبانية  القول  على  ان  مقاطع خطابه خاوية  الا من مقاطعة التصفيق لها , والرئيس لايحتاج لقول أي شيئ   حتى ينفجر بركان التصفيق ,وانفجار  قهقهة من فمه كافية  لانفجار موجة من التصفيق  تصدح الأذن  , وتحفز على  القول ..ماشاء الله  !!!,  فعلا  توقفت النساء غن  انجاب من له شأن بعد ولادته ..انه حظ البلاد ,  والقول  انه حتفها  يعني لقاء القائل حتفه , وبالواقع  فانه فريد من نوعه , وما قاله في خطابه التاريخي الأخير في قدح ومدح العروبة في آن واحد  لهو  مقدرة لاتعلوها مقدرة , وبالرغم من أن المقدرة لاتستقيم مع فحشاء التكرار والتناقض , فما يجوز للرئيس لايجوز لأحد غيره, ومدح الذات ليس من  شيم  الذوات , حيث قال ان ماقاله  كلام جميل  , وسبحانه , ألم  ينتبه  الى أن وصف كلامه بالجمال يجب أن يأتي من الآخر , الا أن مهمة الآخر هي التصفيق الحا والمعاد ,  قال …فصفقوا  , ثم قهقه …فصفقوا , نظر الى القطيع ..  صفق القطيع  , وابتسم.. فصفقوا , وأخيرا حسم أحد مساطيل  المجلس الموقر الأمر  , اذ  رفع الرئيس ورقاه  خارقا  حدود القطر السوري  وبلاد العرب   أيضا  حين قال ..الوطن العربي قليل عليك , عليك ـأن تقود العالم  , قائد عالمي  ولم يصبح  كما اقترح النائب  النائم , لأن الرئيس لايحب العولمة .
الرئيس له  محبين  “منحبك”  , ومنهم  خيال المآتي فارس الصحراء  عنترة ابن شداد الملقب خالد العبود   فعن بلاغته  حدث ولا حرج ,  وفي حلقه سبحان من خلقه , مكبر صوت  , وهو بالغ التهذيب عند بداية الحديث  مع فاتنة من الجزيرة أو العربية  ,سيدتي ..اسمحي لي ..سيدتي   هذا المربع والمربع الآخر ..والبداية  دائما  فصيحة , الا انه ينتقل بسرعة الى الفضيحة , الى فضيحة العامية الدرعاوية  حيث يرغي ويبد  وكأنك  أمام  أحمد الشقيري  أو أحمد سعيد ,أسعدهم  الله  في فسيح جناته .
لا يتوقف عنترة العبود  عن  ممارسة قلة  الأدب   مدنيا , وانما قلة العقل عسكريا ,  وفي احدى مقابلاته العديدة  تحدث عنترة  العبود عن القوة العسكرية السورية التي اخرست الكون  شرقا وغربا , اذ قال ان صواريخه ستدك  في واقعة الاعتداء على سوريا  كل مصنع ومرتع في قطر  وغيرها من دول الشرق الأوسط , هنا اندهشت   الآنسة هند  من كلامه سائلة اذا كان ذلك بمناسبة اعلان حرب ,طمأنها  عنترة العبود  قائلا  ان ذلك سيكون درسا تأديبيا لاخوانه العرب  , الذين أوغلوا في ضلالهم , وأعلن استعداده  لتقديم قائمة بأسماء الأهداف التي ستدكها الصاروخية السورية  ,  وهنا نلاحظ عند عنترة التعنتر والتعتر ,  ولو سمع  مونتغمري ماقاله المارشال عنترة العبود  عن قائمة الأهداف التي  ستمحقها الصاروخية السورية , لنهض من قبره  وصفعة  يمينا ويسارا   وشقفه الى  اربعة مربعات  ورماه  على مزبلة التاريخ ,  اذ لايمت  الافصاح عن الأهداف لأي عمل عسكري   , الا أن عسكرية غنترة العبود هي غير عسكرية مونتغنري.
لو أخذنا جهبوذا آخر بالبلاغة  وهو استاذ القانون الدولي في جامعة دمشق  الدكتور  عصام التكروري ,  الذي  ينتمي الى نقس البلدة التي ينتمي اليها   ابن بلدته فايز سارة , الضليع في القانون والبليغ اللغوي  قال  في رده على أحد الاسئلة , لا يوجد في القانون السووري بند يمنع اعتقال فايز سارة ؟ بالواقع لايوجد نص في الدستور  يقول , من الممنوع اعتقال فايز سارة , الا أن القانون لايسمح باعتقال فايز سارة  أحد دون  أمر قضائي ,لم يسمع الحقوقي  بالفرق بين “المنع” وبين “السماح ” , وهومن يدرس  في الجامعة , أهذا تدريس أو تدنيس ؟
اما المفاجأة  العظمى فقد  أتت على لسان  الدكتور طالب ابراهيم    , حيث ادعى طالب ابراهيم على ان الرئيس ينتمي الى  المعارضة , ولا أريد اخذ كلام  طالب ابراهيم حرفيا , فقد يكون قصده  هو  انه  للرئيس افكارا  تتوافق مع أفكار المعارضة  أو بعض أطيافها  , ولم يفصح الدكتور ابراهيم عن الجهة المعنية من تلك المعارضة , اذ توجد معارضات عدة  , وليس غريبا  أن يكون قصده  على ان الرئيس  يشترك  بحله  الأمني مع المعارضة المسلحة في تخريب البلاد , لا أعرف تماما   , ولا أريد التشكيك أو افتراض أي شيئ .
ياسبحان الله ..عندما يصاب  الانسان بداء  الغرور    ويتغلف  بغلاف التيه  ويشارك ربه في التكبر والتكبير والاستعلاء , وهاهو طبيب الأسنان  يقول عن  الحروب  ما لايمكن تصوره  ولم يقوله قبله أحد   , حدثته فاتنة من فضائية  , لا أعرف اسمها الآن !عن الحظر الجوي على  سوريا  , والذي تتحدث عنه دولا عديدة , أجاب مستغربا , أي حظر جوي تقصدين ؟  وعندما أجابت  كما هو متوقع,   صحح الطبيب كلامها بقوله , ان سوريا أو بالأصح سلاح الطيران السوري , هو القادر على حظر الأجواء , وذلك من شرق المتوسط الى غربه , أي من مضيق طارق الى مضيق  هرمز  , حيث سيطير هذا الطيران  في الأجواء بدون انقطاع  قاطعا الطريق على أي طيران آخر  ومحرزا بذلك مايسمى في علم الحرب “السيادة الجوية”  , وبحرا  ستقوم بحرية حزب الله  بحصار اسرائيل ,  يا ماشاء الله !!!الى  هنا وصلت سوريا في قوتها  , ولماذا  لاترمي اسرائيل  في البحر  وترد  الأرض  والجولان والقدس وغزة وقلقيلية  وحيفا ويافا  ؟؟, ولماذا  يسمح المسيطر  على الأرض والسماء  للطائرات الاسرائيلية ان تحلق  فوق القصر الجمهوري ؟ هذا لم يتطرق اليه سيد الأرض والسماء .

أليس  التحدث عن شريف شحادة   عبث , اذ أنه صورة طبق الأصل عن بقية الأذيال  , وغيره أيضا ,الا اني انصح بمشاهدة مقطع  من مقابلة مع  د. أحمد شلاش ,  وهو  الذي يقول عن نفسه  انه زعيم قبائبل دير الزور , مع   انه     لايستطيع    التمنطق    الا    بالعامية     اللبنانية ,كيف هذه الزعامة ؟

وطننا  مسرح  لمسرحية مبكية  ومحزنة , الا أنها ليست مفرحة بتاتا  ..للأسف

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *