لايوجد شك بجمال كلمة اصلاح ,والعمل يستحق تسميته بهذه العبارة الجميلة عنما تكون نتائجه جميلة , وعن اصلاحات الرئاسة السورية سألت نفسي عن الجدوى والجمال بها , حيث خيب الواقع المؤلم أملي , لاجدوى ولا جمال , وانما اعمال لاتسحق تسميتها بكلمة اصلاح , وكيف يمكن التحدث عن الاصلاح وفاعلياته ونحن نجلس على أنقاض البلاد ..عمرانيا ..انسانيا ..اخلاقيا .. اقتصاديا ..سياسيا ..اجتماعيا ..الخ , أين هو التحسن ؟ فلا قانون الاحزاب تحسن , انه تلفيقة , ولا انتخابات الادارة المحلية تحسن , وانما تكريس للتزوير , ولا الانتخابات النيابية تحسن , حيث كان نتائجها معروفة قبل القيام بها ,ثم انها حولت هذا المجلس الكريم من مجلس التملق والتصفيق الى مجلس الشبيحة .. هل ترافق تعليق قانون الطوارئ (القانون لم يلغ وانما علق) بتحسن ؟؟ وهل انحسر الفساد ؟؟ ومن هو اللص الذي مثل الفساد وجرت محاكمته , وكيف ينقتل في البلد خلال 16 شهرا أكثر من 20000 ألف مواطن بين مدني وعسكري ,؟ وكيف لنا أن نخرج من فاجعة تذبيح الأطفال ؟؟ وتدمير المدن وتهديم البيوت على رؤوس سكانها ومقتل الطلاب في الحرم الجامعي , وكيف لنا أن نخرج من دوامة العنف الطائفي والقتل على الهوية ؟ وعن التشبيح والشبيحة , فقد كانت اشكالية الشبيحة محدودة بعض الشيئ بالسلطة , الا أن المعارضة أصيبت بمرض التشبيح , وهي تشبح أيضا كما تشبح شبيحة السلطة ..التشبيح أصبح ظاهرة عامة ,
المواطن يزاحم جاره على قنينة الغاز التي أصبح سعرها 1500 ليرة سورية , وسعر المازوت تضاعف , وكيلو البندورة سعره أكثر من 60 ليرة والخيار كذلك وعن المتة فحدث ولا حرج , والبنوك لاتمول , وقد كنت اريد قبل أيام شراء سيارة صغيرة بالتقسيط , قال لي البائع , على ان البنوك لاتقسط أي لاتمول. والعملة خسرت نصف قيمتها , واذا حسبنا المقدرة الشرائية للعملة سنجد ان هذه المقدة انحدرت الى 20% ..اقتصاديا الوضع في الويل , ولا أريد هنا تعداد الكوارث العامة من خسائر في البترول الى انعدام السياحة وانعدام الحريات وتكاثر الاعتقالات وعدم العمل بالقانون أو الدستور , ولا حاجة لسرد المزيد , هذا يكفي !.
الأمن ..انفلات لامثيل له , ففي سوريا يوجد جيشين وحروب ومجازر لاتوصف , ولاتوجد مركزية , أي أن السلطة المركزية لاتسيطر الا على جزء من البلاد , وكل انسان واع يريد أن تكون هناك سلطة مركزية قوية سلطة تحتكر العنف وتسيبطر سيطرة تامة على البلاد , الا ان هذه السلطة المركزية يجب أن تكون أولا شرعية , لأنه بدون الشرعية تصبح هذه السلطة بمثابة عصابة , وعن احتكار العنف , انه العنف الذي يدافع عن القانون الشرعي , وليس عن الأشخاص الغير شرعيين , لا احتكار للعنف من قبل عصابة , شرعية السلطة هي المؤهل الوحيد لاحتكار عامل العنف من قبلها .
نظرا لكل التطورات السلبية والكارثية في ظل مايسمى “مشروع الاصلاح” أرجو من سيادة الرئيس ايقاف هذا “الاصلاح ” فورا , وعن البديل ؟ لا أعرف !, فأنا لست رئيسا لهذه الجمهورية