هيمنة أبدية!

 

هيمنة أبدية! 

صحيفة الديار الأردنية

مروان سوداح

لم يكن اختياري عنواناً واضحاً لهذه المقالة ينبع من فراغ أو فذلكة، ولا من استخدام أو توظيف لأوصاف أو مصطلحات سياسية “عفا عليها الزمن”، بحسب إدعاءات أشباه وأنصاف الكتّاب الاردنيين والعرب الذين شنّوا علي حملة شعواء ومسعورة بكل المقاييس، إتصالاً بمواقفي المبدئية والمُعلنة إتجاه أردوغان الجبان، وحلفائه وراء المحيط وعلى ضفة المتوسط الشمالية، وإتجاه الدفاع عن سورية والأُمة والمصير العربي برمته.

الى ماذا يرمي الحلف المعادي، والى ماذا يَسعى، وما الذي يريد أن يتوصل إليه وأن يُحققه من خلال حملته المسعورة على سورية الرئيس والنظام والدولة والشعب، حين يتحدث بإسم الشعب السوري والمعارضة التي صنعها على شاكلته ومنواله ومنطقه، وحين يضع هذا الشعب عنوة وقسراً ورغماً عنه في مواجهة نظامه الوطني ودولته المستقلة وتاريخه ودوره الأوسطي والأممي البارز المُعترف بتميّزه عبر الأزمان.

مرد إختيار العنوان كان تلكُم التوافق المذهل بين أطقم الحلف المعادي لسورية والأمة جمعاء ووحدة أهداف حِرابهم. فها هو نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية (سلفان شالوم)، يدعو الى حملة عسكرية على دمشق، لإعتقاده بأنه “لا يوجد حلول أخرى غير الحل العسكري”، أي إحتلال سورية، كما هو الأمر ذاته بالنسبة لوزير الحرب الأمريكي (ليون بانيتا)، الذي كشف هو الأخر وبتناغم وفي وقت واحد مع مطالب الإحتلال الشالومية، أن لدى البنتاغون، وزارة الدفاع الأمريكية، “خططاً جاهزة للتعامل العسكري مع سورية إذا ما طلب الرئيس أوباما ذلك!”، قائلاً بأن “نظام الرئيس بشار الأسد سيسقط في نهاية المطاف”، على حد إدعائه المشروخ، ومستطرداً بأن “الولايات المتحدة قادرة على توفير ما يسميه “ممرات إنسانية”، وأعرب في صياغة دبلوماسية خبيثة عن أن “الخطة العربية”، عفواً الغربية، المزعومة للتعامل مع “الأزمة السورية”، سـتفضي الى ما يسميه دون خجل “الإنتقال السلمي للسلطة”، أو بترجمة أخرى أدق، القضاء على النظام السوري القائم.

هذه التصريحات الإحتلالية الشمطاء والفالتة من عقالها، وغيرها من التصريحات الإستعمارية وهي تصريحات تعدُ بالمئات، سبق وأطلقها أوباما، وهيلاري كلنتون، وزعماء الغرب السياسي، ومجلس استنبول الأردوغاني، وأقطاب المعارضات المختلفة، الساعين الى السلطة في دمشق، على دماء السوريين وأشلائهم ومستقبل سورية والمنطقة العربية برمتها، إنما تعني في صورة جلية أن الرأسمالية المعاصرة التي أنتج تطورها الصناعي وأفضى فائضها السلعي عن نظام إمبريالي بائس، تعبر اليوم في حقيقتها وواقعها عن أزمة إقتصادية عميقة وسياسية مستفحلة تعانيها الرأسمالية المعاصرة وقائدتها الولايات المتحدة.

لماذا يريدون الإستحواذ على سورية؟ أَمِن أجل تكحيل عيون الفتيات السوريات الجميلات أصلاً أباً عن جد(!)؛ وتطوير سورية وجعلها دولة صناعية وزراعية متقدمة، وفتح صنابير المياة التركية المغلقة لتتدفق عليهم فتعود أنهار سورية كما يحكي التاريخ غزيرة وعريضة؟؛ وهل إحتلالهم سيكون مؤدّباً وجنتلمانياً بياقات بيضاء يفضي الى توزيع المَن والسلوى بالمجان على السوريين، وإقامة إشتراكية سماوية هناك؛ أم أنه بهدف إعادة الجولان المُحتل إسرائيلياً الى الوطن السوري الأم “وعلى وجه السرعة”(!)، بعد أكثر من ستين فيتو أمريكي مانع في مجلس الأمن الدولي؛ أم أنه بغرض تقييد نفوذ تل أبيب النووي والحد من نهمها لإحتلال المزيد من الأراضي العربية، وللجم مطالبات نتنياهو لبريطانيا بضرورة الوفاء بالتزاماتها التاريخية للحركة الصهيونية وإعادة شرقي الاردن لكيانٍ اسرائيليٍ غاصبٍ؟.

لا. إن إحتلال سورية إنما يرمي الى الإستحواذ على المنطقة العربية والإسلامية المحاذية لها برمتها، ومن أجل وضع يدهم على ما تبقى من احتياطيات النفط والغاز العربيين لمئة وخمسين سنة قادمة كما كشف شالوم بعظمة لسانه، مؤكداً، أيضاً، وبِفِيِهِ هو، أن “سقوط النظام السوري أنما يعني سقوط النظام اللبناني، وسيتبعهما “طبعاً!” الإيراني.. وعندها سيهمين الغرب على المتنفس الإقتصادي للعالم بأكلمه” على حد تعبيره الحرفي!.

 

إذن هذا هو بالذات ما تريده وتسعى إليه وتتمناه ما يُسمّى بالمعارضة السورية والمعارضات العربية لأوطانها وأمتها، وما يتمناه أشباه وأنصاف الكتّاب والصحفيين والإعلاميين، وأطفال الكتابة وزغب السياسة والسياسيين.. بيع الأقلام الأوطان بأبخس الأثمان.

 

هيمنة أبدية!” comments for

  1. ولماذا أنت منزعج من الذي يقول انك كذاب كبير يا سيد مروان سوداح ؟”فالمغالطة “الصحفية هي بمثابة كذب ودجل .
    جهودك في اختراع عنوان لمقالتك لاتهم أحد , ووصف زملائك بأنهم أشباه وأنصاف كتبة , هو كذبة لأنها مغالطة , وليس من المهم بالنسبة لأي قضية قومية ممارسةهجاء اردوغان “الجبان ” أو غيره , الهجاء هو ممارسة بدوية , وانت لاتدافع عن سوريا وعن العروبة , وانما تدافع عن الأسد وسلطته , ولا علاقة اخلاقية ايجابية بين سلطة الأسد وسوريا , ناهيك عن العلاقة القانونية , التي دمرها تزوير الاستفتاء واغتصاب السلطة انقلابيا ثم تقتيل الشعب السوري .
    الحملة التي تقول عنها انها مسعورة , وهذا شأنك في تعريف “المسعور” , ليست على الدولة السورية والشعب السوري ,انما على السلطة السورية والنظام الأسدي , والفرق كبير بين السلطةوالدولة , الفرق كبير بين النظام والشعب , ولا أظن انك تدري ذلك .
    أين هي الغرابة في القول , ان بشار الأسد سيسقط ؟ وهل من قال ذلك فقط الاسرائيلي والأمريكي , انك تكذب يا أستاذ مروان سوداح , لأنك تعتم على الحقيقة , معظم أطياف الشعب السوري تتمنى سقوط الأسد , ولو لم يكن الأمر كذلك , لما كانت هناك حاجة الى التزوير وممارسة الديكتاتورية , ومعظم دول العالم تريد ذلك , ولو لم تكن تريد اسقاط الأسد ,لما اعترفت بالمجلس الوطني على انه الممثل الشرعي للشعب السوري ..هذا ناهيك عن الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمات حقوق الانسان ومحكمة الجنايات الدولية وغيرهم .
    هل انشاء ممرات “انسانية” هو لنصرة الشعب السوري ؟أو أنه مؤامرة على السلطة ,فأهلا وسهلا بالممرات ,وذلك بالرغم من فرضية المؤامرة , وهل القائل بالانتقال السلمي هو عديم الخجل أيها الذيل الذي لايخجل .
    هل السعي للسلطة من قبل فئات من الشعب هو أمر يجب أن يتم على دماء السوريين وأشلائهم ؟؟ الا تعرف الجهة التي هدرت وتهدر دم السوريين وتحولهم الى أشلاء ؟ وبعد كلمة “اشلاء ” تنتقل فورا الى انشودتك السوفييتية التي لاتزال تعيش بها حيث تتحدث بلغة السوفييت عن الامبريالي البائس , وليس من بائس الا مروان سوداح , أما كان من الأفضل لو نشرت اناشيدك السوفييتية في جريدتك الناطقة باللغة الروسية, والتي تمثل مستحاثة من العصر السوفييتي , انك مسطول ومعتوه في آن واحد .
    من يريد استحواذ سوريا هو الشعب السوري ياسيد مروان سوداح , ومن يريد تحرير الجولان هو الشعب السوري ,ومن أعطى الجولان لاسرائيل لم يكن الشعب السوري , وانما وزير الدفاع الجنرال حافظ الأسد , انك تستهزء بالشعب السوري وبمقدرته على تحويل سوريا الى دولة راقية , اما كان من الأشرف لك ان تستهزء بالسلطة السورية التي صحرت الوطن وأخرته وبهدلته وأوقعته في غياهب الحرب الأهلية ؟ من ليس عنده شرف , لايستطيع القيام بعمل مشرف ! وعدم الشرف واضح من استجدائك للاسلام بقولك ,المنطقة الاسلامية, تنتقل من الشيوعية الى الاسلام بدون حرج , ثم تلمح الى ان المعارضة السورية “افتراضية ” وذلك بقولك “مايسمى المعارضة السورية” المعارضة السورية ليست فقط “مسمى” , وانما واقع , وليس من المستغرب , أن تنكر الديكتاتورية وجود أي معارضة ..انها ديكتاتورلاية أيها الغبي , ومن فند أكاذيبك ليس “طفل ” وانما انت “الطفيلي” الذي يبع الأوطان بأبخس الأثمان !
    لاضيم من رمد العين والعور , اذا كان الرأس خال من الفكر
    سيرسل هذا التعليق الى جريد الديار الأردنية

    • تلبية لرغبة السيدة نبيهة حنا , ارسلنا التعليق الى جريدة الديار الأردنية بالبريد الالكتروني

Leave a Reply to nabiha hanna Cancel reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *