الحوار الذاتي ,والاتفاقيات الذاتية ..استنماء !

اضافة الى كلمة “الشبيحة ” التي لايسعد الكثير من السوريين دخولها الى سياق التدالى اللغوي  في البلاد , فقد أعطى العصر “الأسدي” بعض الكلمات المعروفة  معاني أخرى , فكلمة “حوار ” تعني عادة  الحوار مع الآخر , والاستماع الى رأيه  , ثم التوصل الى يقين مشترك , اما المضامين الأسدية  لكلمة “حوار ”  فتعني الحوار مع الذات , حيث يمارس الآخر (المحاور) , الاستماع  ثم الانصياع الى بنود   المحاضرة التي  القيت من المحاور  الى نفس المحاور ,  حديث “ذاتي”  شبيه بممارسة “الاستناء” الجنسي , ولا ينطبق على  هذه الحالة  ماسمي قديما  بحوار الطرشان ,  لالزوم هنا للطرش  ,وانما فقط للتنصط   والانصياع .

ولكي يتم الحوار الذاتي  بنجاح  , لابد من تنظيمه  وسقفه  , حتى لايتطور بشكل لاتحمد عقباه  , لذا فان الحوار الذاتي يجب أن يتم تحت سقف  , وقد أفرز العصر الأسدي لهذا السقف عدة اشكال وأسماء , هناك سقف الوطن , هناك أيضا سقف السيادة الوطنية , هناك أيضا سقف القيادة  , وهذا الأخير محبب جدا من القيادة السياسية  وأذيالها ,  هناك  الحوار المسقوف في خيمة الرئيس , ولهذه الخيمة   بعض  النواحي الرومانتيكية  , كخيمة القذافي , فالأصيل يعود الى الأصول , كنا من قديم الزمان في الخيمة , وعلينا أن نعود , بحمده  تعالى , اليها .

هذا عن الحوار , أما عن الاتفاقيات  , فشأنها تقريبا شأن الحوار ,  وليس لي هنا الا أن اقدم مثالا عن الحاضر , حيث  جاء  السيد عنان  الى سوريا موفدا من المجتمع الدولي , وذلك لايجاد حل للخلاف  بين  بعض السوريين ,  وقد وضع السيد عنان تصوراته  في ستة نقاط , كان قد وافق  عليها المجتمع الدولي بشكل جماعي , وقد لاقت هذه النقاط موافقة السلطة السورية , وهذه النقاط  الستة  التي وافق عليها الرئيس الأسد  بدون أي  تعديل , هي غير النقاط  التي وافق عليها الرئيس الأسد بدون أي تعديل , ذلك لأن  موافقة الأسد  كانت على نقاطه , وليس حقيقة على نقاط عنان !.

والبرهان على أن النقاط التي  وافق الأسد عليها هي نقاطه , وليست نقاط الأمم المتحدة  , وجدته في  جريدة المانية اسمها ( die zeit), وقد كتبت الجريدة مايلي :حسب عنان على  كتائب الأسد أن  تغادر المدن وتسحب اسلحتها الثقيلة  أولا   وبعد ذلك تأتمر المعارضة بالنقاط ,  وحسب نقاط الأسد    يجب على المعارضة القاء السلاح  اولا ,   , ثم ان نقاط عنان لم تطالب دول الجوار بأي تعهد   , أما نقاط الأسد فتقول  على  ضرورة تعهد دول الجوار  ومنها السعودية وتركيا وقطر  بعدم تقديم أي مساعدة للمعارضة  …لا مال  ولاسلاح !.

بعد  الأخذ والرد , طلبت الأمم المتحدة  بشكل انذار نهائي  ان تتوقف كتائب  الأسد  فورا عن اطلاق النار  وذلك قبل يوم الخميس , الرئيس وافق على ذلك  أيضا  فورا , الا أنه وافق على نقاطه , التي  تنص على  الاستمرار في اطلاق النار , الذي كانت  كانت حصيلته قتل ما لايقل عن  130 انسان سوري  في يوم السبت   الذي تلا موعد الخميس , وفي يوم الخميس  والجمعة  تراوح عدد القتلى بين  50 الى 100 انسان سوري .

من كل ذلك  يتضح  مدى قوة استقلالية سوريا  وحنكتها في  عقد الاتفاقيات  ,  ومدى حرصها على القرار الوطني  , فهي توافق و توقع على  الاتفاقيات “حنكة” , ثم  تتصرف حسب الاتفاقيات التي عقدتها مع نفسها   ,   باسم الأمم المتحدة  كطرف , والحكومة السورية كطرف آخر  ,  وبذلك يستمر القتل والتقتيل  الى ماشاء الله , وينتصر الحل الأمني بعونه تعالى .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *