في محاولة لفهم تعبير “سوريا الأسد”

تألم احد أفراد الطائفة العلوية   , لأنه افتقد  مساهمة  الاعلام الرسمي  في نقل بعض وقائع  الاحتفلات  الدينية  الخاصة بالطوائف الأخرى ,  أي الطوائف الغير سنية  ومسيحية , ومعه حق ,  وتألم  أكثر لكون وزير الأوقاف  دائما سني , ثم تذكر على أن المرحوم فارس الخوري  , أصبح قبل تسعين عاما وزيرا للأوقاف  , ومعه حق أيضا , اذا يقول المتألم  على  أن الشرط الوحيد لكي يصبخ الانسان وزيرا في سوريا , هو أن يكون حنسي السورية  , ومعه  أكثر من حق !.

يقول الزميل المتألم   ان  احتكار السنة لبعض  المجالات تم بشكل  ملحوظ بعد عام 10982  , وسبب ذلك هو محاولة السلطة  كسب ود السنىة , لذا  اعتمد الاعلام الرسمي نقل وقائع احتفالات سنية  ومسيحية , وأهمل ماتبقى  , لا نقل   لاحتفال ديني شيعي أو درزي أو  اسماعيلي , وانما دائما سني-مسيحي ,  واحتكار هؤلاء  لنقل الاحتفالات يمثل اجحافا بحق الطوائف الأخرى ومن يستطيع القول , ان الحق ليس الى جانبه ؟

لقد لمح الزميل الى نوع من المقايضة  , الذي تم بعد عام 1982 ,  حيث    أغدقت  السلطة  على الطائفة السنية والمسيحية  بالمكارم !!!!, وأهملت الطوائف الأخرى  , وذلك لكسب الود المفقود بين السلطة والسنة .لقد فكرت بالموضوع مليا  , وتعجبت في آخر مطاف التفكير  من الكثير من الأمور !

يمكن القول  حقا  بوجود مقايضة , الود مقابل  الاغداق على السنة بالمكتسبا ت (المعنوية ) , الا أن مجالات المقايضة  لاتتوقف عن الود  ونقل احتفالات الطائفة السنية والمسيحية    تلفيزيونيا , وانما توجد مجالات عديدة حدث بها الاغداق السخي على بعض الآخرين  واذا سلمنا في تقسيم البلاد طائفيا , وهذا هو المرض المستعصي , نجد  تقسيمات  لمغانم السلطة باتجاه آخر  ,واذا  أخذنا الجيش مثلا , حيث يملك هذا الجيش السلاح وأكثر المغانم المادية , فحوالي  83 ضابط من  أصل  أهم تسعين  ضابطا في الجيش السوري  ينتمون الى الطائفة العلوية , ونصف هؤلاء الضباط العلويين  ينحدرون من عائلة الأسد ,  فرئيس الجمهورية علوي    وأخ رئيس الجمهورية هو قائد  لأاهم قطع الجيش , ثم صهر رئيس الجمهورية هو علوي و نائب  لوزير الدفاع  , وكلنا نعرف على  أنه ليس لوزير الدفاع أهمية كبرى , لأن الرئيس هو القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة, وليس من الضروري  التنويه الى مجالات  أخرى , الأمر أوضح من الشمس ,  اذ يوجد احتكار  شبه مطبق   ومطلق لأهم مراكز الدولة من قبل عائلة الرئيس   أولا ثم بعض أفراد الطائفة العلوية ثانيا  , وما تبقى من الشعب السوري يأتي في المرتبة العشرين أو الثلاثين  أو حتى  أكثر من ذلك ..ان كانت بعثات الى الخارج أووظيفة “دسمة ” في الجمارك أو مدير بنك أو مدرسة  أو غير ذلك , كل شيئ  في يد العائلة  أولا وثانيا وثالثا , وأعجب من الزميل المتألم   لعدم ادراكه لهذه الناحية ,  حيث لايوجد تقسيم  للغنائم في البلاد  بحسب النسبة المئوية لكل طائفة , فلا السنة حصلت على 70% من المراكز والمسؤوليات , ولم يحصل المسيحييون على 8% من المراكز والمسؤوليات , ولم  تحصل  الطائفة العلوية فقط على حوالي  10 % من المراكز والامتيازات ,  ولا الأكراد على حوالي 10% من المراكز والمسؤوليات ,  أولا العائلة  وبعض  الفتات  لبعض أفراد الطائفة العلوية  ,والأمر انتهى عمليا عند هذا الحد , واذا أرجع الزميل  المتألم الأزمة الحالية الى تمادي السلطة في تدليل الطائفة السنية واعطائها الامتيازات , فيجب تصحيحه , لقد تمادت السلطة في تذليل  الطائفة السنية  , وبشكل عام  كامل الطوائف الأخرى  , حتى الطائفة العلوية , والطائفة الوحيدة  التي   احتكرت  كل شيئ في الوطن , خاصة الغنائم , هي طائفة الرئيس , ولا أقصد هنا  الطائفة العلوية ’ الرئيس وعائلته هم  بحد ذاتهم طائفة , هي الطائفة الأسدية .

لا أعرف  ماذا أقول للزميل المتألم ,  ولا استطيع القول ان الطائفة العلوية  احتكرت  كل شيئ  , انما كان لها  من المغانم نسبيا أكثر من غيرها   ,وبالرغم من ذلك فقد اجحف بحقها  , وقد اجحف بحق الوطن  أولا  عنما ادخلت العائلة الفرز الطائفي  في المجنمع , وغنائم العائلة , حسب , شعوري تافه , ولا يمكن  للمليارات أن  تمنع  تسجيل التاريخ  للحقبة الأسدية بحروف سوداء  , وقد خسر من ربح المال    وخسر  نفسه  وكرامته وسمعته , تطويب سوريا على اسم العائلة ..سوريا الأسد ..سوف لن يلحق بالعائلة الا اللعنة , ومهما  سرق الشيطان من مال  , فلن يصبح  ابن حلال !.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *