البيانات بمناسبة يوم الجلاء متشابهة , والتعرف على بيان واحد يكفي , وهاهو بيان التنسيقيات الشيوعية , كنموزج لبيان معارض للسلطة , هناك نموزج آخر , هو نموزج البيانات الموالية للسلطة , ايضا صورة طبق الأصل عن بعضها البعض , ولا أعرف بيانا تضمن شيئا من النقد أو تذكيرا بتقصير الشعب السوري في الحفاظ على استقلاله وفي بناء مستقبل أفضل الاستقلال ليس مناسبة واحدة , وانما حياة كاملة , لقد كانت هناك “وقفة ” استقلالية قبل 66 عاما , وانجزت ماهو مفصلي في حياة هذاالشعب , الا أن الاستقلال اندثر عندما استسلم الشعب الى الفقر واستسلم للديكتاتوريات , واستسلم للاستبداد ومارس الخنوع وقمعته مخابراته وأجهزة أمنه , وسكت عن تحويل البلاد الى مزرعة , وتحويل الجيش الى فرقة خاصة , وصبر صبر الأموات على عنصرية المادة الثامنة , التي خربت العباد , وخربت أول ماخربت حزب البعث , الذي كان له أن يلعب دورا أفضل , لا أن يستسلم للانتهازية ويكتفي بالامتيازات المادية, ثم يسمح للشخص ان يدمره ويحوله الى فريق للتصفيق , ثم الى عشيرة وطائفة وأخيرا الى فرقة خاصة تأتمر بأمرالشخص ,فريق للتبجيل والتبخير.
ومع توطد ركائز وممارسات الديكتاتورية والاستبداد فقد الوطن استقلاله ,اقتصاديا من جراء سوء الادارة والسرقات , وسياسيا من جراء الوقوع في مطب الوصاية الدولية (ايران وروسيا) , وعسكريا من جراء عدم فاعليته في مجابهة العدو في صيانة أرض وسماء الوطن من الانتهاكات الاسرائيلية , ثم اخلاقيا من خلال نشر ثقافة العنف , التي تتوجت في حروب الجيش السوري على الشعب السوري , وقانونيا في انتهاك السلطة لحرمة النظام الجمهوري وتحويله الى نظام شبه وراثي وشبه ملكي , ثم في ابتلاع السلطة للنظام والدولة معا , وأخيرا في ابتلاع العائلة لكل شيئ , ابتلعت السماء والأرض وما عليها وحولت الشعب الى قطيع مطيع ,صبر نصف قرن من الزمن , وعندما انفجر , انفجر بغوغائية وشرذمة وعدم معرفة , الشعب وصل الى حالة شبه الميئوس منها , فلا هو قادر على تحمل السلطة , ولا هو قادر لحمل السلطة على الرحيل .
سبب كل ذلك هو تحول الاستقلال الى “وهم” ,فالاستقلال الذي ولد يوم 17-4 , مات في طفولته أو في عز شبابه بسبب عدم صيانته وترميمه , ولا اريد القول على ان عام الوفاة كان 1963 , وانما عام 1958 على يد عبد الناصر .
كانت هذه قراءة “بكائية”لاشكالية الاستقلال , اما القراءة “المدائحية ” فاليكم نموزجا عنها , انها مدائحية التنسيقات الشيوعية :
عاشت الذكرى ال66لعيد الجلاء ــ عيد الاستقلال
الشعب السوري العظيم
يا أبناء شعبنا الأبي !
تصادف في يوم السابع عشر من نيسان من هذا العام , الذكرى السادسة والستون للجلاء ال, عيد الأستقلال الوطني . حيث تم طُرد آخر جندي فرنسي من أرض وطننا سوريا الحبيبة , وكان ذلك بعد نضال ومقاومة وتضحيات شعبنا السوري منذاللحظة التي وطأت فيها اقدام الغزاة فوق تراب الوطن وكانت فاتحتها معركة ميسلون حيث استشهد القائد الوطني الرمز يوسف العظمة وحتى اليوم الأخير لوجودالمستعمر على أرض الوطن .
انها ملحمة نضال طويل , لثورات وإضرابات وانتفاضات دامت أكثر من ربع قرن لشعب يأبى الذل والخنوع .. شعب يرفض الظلم والطغيان , وسطّرها أبطال خالدين في ذاكرتنا وذاكرة شعبنا على مر الزمان: يوسف العظمة وقائد الثورة سلطان باشا وصالح العلي وإبراهيم هنانو وحسن الخراط وأحمد مريود ومحمد الأشمر ورمضان شلاش وسعيد العاص وطيب شربك وغيرهم وغيرهم من ابطال الاستقلال .
الشعب السوري العظيم
يا ابناء سوريا الاباة
يأتي عيد الجلاء في ظروف تمر بها بلادنا حيث فجر احفاد ثورة الاستقلال ثورة الحرية متمسكين بثوابتنا الوطنية في الدفاع عن مصالح الشعب والوطن وملتزمينن بثورة شعبنا وخياره في الحرية واسقاط النظام وبناء الدولة الديمقراطية المدنية وانجاز الاستقلال الوطني وتحرير كامل تراب الوطن وفي مقدمته الجولان المحتل مؤمنين بان لا حرية لوطن ابنائه مستعبدين ولا سيادة في ظل نظام قاتل مستبد معتمدين في خيارنا على قوة شعبنا وعزيمة شبابنا وارادته الحرة التي يسطر من خلال ثورته اسطع ايات التضحية والبطولة رافضين اي تدخل عسكري خارجي متمسكين بوحدة سوريا ارضا وشعبا ومتطلعين نحو بناء سوريا الجديدة المنيعة والتي تحقق الكرامة والعيش الكريم لكل ابنائها بمختلف اتجاهاتهم واعراقهم واطيافهم في الوقت الذي نؤكد فيه على اسقاط النظام المستبد بكل رموزه وادواته نؤكد ايضا على رفض كل سياسات اللبرلة التي انتهجها النظام السابق التي افقرت العبادوالتمسك بالخيارات الاقتصادية التي تحقق التنمية وتلبي مطالب الجماهير الشعبية من العمال والفلاحين وصغار الكسبة وسواد الموظفين والذين يشكلون الدعامة الجماهيرية للموقف الوطني السوري . و مكافحة الفساد بشكل اشكاله ومحاسبة اللصوص الذين نهبوا قوت الشعب , .
الشعب السوري العظيم !
يا ابناء شعبنا الابي
إن النظام الحالي الذي واجه ثورة الشعب المظفرة بالقتل والعنف وزج الجيش في مواجهة الشعب فاحرق المدن وشرد واعتقل وقتل عشرات الالاف من خيرة ابناء الوطن رافضا الرضوخ لارادة الشعب متعللا بالمؤامرة الكونية مختزلا الوطن بوجوده ممارسا كل انواع التضليل عبر ابواقه من شخصيات اعلامية وسياسية كرتونية مرتبطة بالطغمة الحاكمة وياتي في مقدمتهم قادة احزاب الجبهة المتعفنة ان معرفتنا بتاريخ النظام واساليبه وممارساته نؤكد ان لامجال للوثوق بهكذا نظام وقد اصبح عائقا امام اي محاولة لبناء دولة عصرية مدنية اذ ثبت قطعا بانه لامجال لاصلاح نظام منخور عماده الفساد والاستبداد معتمدا القتل اسلوب لمواجهة غضب الشعب الثائر على الظلم والقهر والفقر ولقد ثبت ان اسقاط النظام اسهل من اصلاحه معتمدين على قوة الشعب وارادته بالتغيير
ان شعبنا الذي خاض ثورة الاستقلال معتمدا على قوة ابنائه وارادتهم ووحدتهم وانتصر هو قادر على ان يخوض معركة الحرية وسينتصر ان شعبنا يعلم تماما ان النظام الحالي محمي من الخارج ولكنه ماضي في سبيل تحقيق اهدافه في ثورته ثورة الحرية
في ذكرى الجلاء المجيد
تحية لذكرى ابطالنا واجدادنا رمز عزتنا وشموخنا
تحية لشهداء الوطن في ثورة الاستقلال وثورة الحرية
الحرية لمعتقلين الثورة في سجون النظام
الحرية للجولا ن المحتل والحرية لابنائه المعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي
الحرية للشعب السوري العظيم
تنسيقيات الشيوعيين السوريين
اواسط نيسان 2012