البطريرك الكاتوليكي لحام يؤكد ويشدد وينتقد , وكأنه بوق من أبواق السلطة , حيث يعرب عن اعتقاده ,بأن “الفتنة ” دخلت الى سوريا من الخارج , وفي هذا الادعاء تبييضا جاهلا لصفحة النظام , أو أنه يتجاهل جذور المشكلة الدالخلية بين الشعب والسلطة , حيث قال ان الناس كانوا يعيشون بسلام , ثم يردف بالقول على أن هناك معارك حصلت بين المسيحيين والمسلمين في القصير حيث احرقت بعض البيوت المسيحية , .
البطريرك لحام يعيد ويكرر تبرأة النظام من كل خطأ , حيث يقول “ان مايحصل في سوريا هو أكثر من مؤامرة ” والأكثر من مؤامرة يتمثل حسب رأي حضرته بالارادة الدولية الغربية وارادة الجامعة العربية التي تهدف الى تغيير النظام , وهذه الارادة هي التي أفشلت عمل المراقبين الذين أتو من قبل الجامعة العربية .
سيادة البطريرك قال اضافة الى ذلك “نحن نعيش بأمان واستقرار وحرية ” ثم حذر من سقوط النظام , الذي يعني فقدانه لمن يحاوره , مضيفا الى ذلك قوله على انه لم ير لائحة بمطالب المعارضة الاصلاحية , وتم رفضها من الدولة .
وقبل التعمق في مقولات البوق البطريركي علينا طرح سؤال مبدئي على سيادته , وهو التالي : من اعطاه الوكالة للتكلم بأسم المسيحيين في سوريا ؟ ومن سمح له بالتدخل في السياسة , وهل تدخله ليبس الا نقضا للفكر المسيحي , الذي يفصل بين الدين والدولة …أعطوا ما لقيصر لقيصر , وما لله لله ! .
ولو افترضنا على أن اللحام يتكلم بصفته اللحام , هنا يجب تصحيح نظرته لأمور البلاد ,فالموضوع ليس “فتنة” , وانما هو خلاف تطور ليأخذ شكل العنف المتبادل , وتطور الخلاف الى هذا الشكل له علاقة بأمرين , أولهما ضخامة التعسف السلطوي والفساد السلطوي والاستبداد , الذي لم يترك أي جانب من جوانب الحياة سليما ..حتى الأخلاق , وحتى طبيعة الانسان النفسية والعضوية , وثانيهما عدم مقدرة السلطة على القيام باصلاحات , هذا ناهيكم عن بنية الساطة , التي لايمكن لها الا أن تكون فاسدة , فالديكتاتورية فاسدة بطبيعتها , ولا يمكن لها الا أن تكون مستبدة , ثم انه لايمكن “اصلاحها” وانما على المجتمع بترها .
اما عن نظرية المؤامرة , وفي هذه المقولة بعض الصحة , المتآمر هو الذي خرب البلاد , السلطة ليست جزءا من المؤامرة , وانما هي كامل المؤامرة , من يفقر البلاد هو متآمر , ومن يفسدالبلاد هو متآمر , ومن يقصف الأحياء المدنية بمدفعيته هو متآمر , ومن يجند الشبيحة والمرتزقة لقنص البشر وتعذيبهم والتنكيل بهم هو متآمر ومن أفشل المبادرات , هو من له مصلحة باقفشال هذه المبادرات , هو من له مصلحة بالعسكرة , وبعض تيارات المعارضة “انجرت ” الى العسكرة , التي ارادتها السلطة منذ البدء , ومنذ أول أيام حركة الاحتجاج .
وعن العيش بسلام وأمان واستقرار , أعجب من جهل أو تجاهل رجل الدين هذا , أين السلام مع اجهزة الأمن القمعية ؟ وأين الأمان في الفساد ؟ وأين الحرية مع الديكتاتورية ؟؟, ولا يمكن لانسان ذو عقل ان يموه ويزور بهذا الشكل , فأين هو عقل البطريرك ؟؟
أما عن الحوار بين الطوائف , والذي يخاف البطريرك عليه , فلا لزوم للحوار بين الطوائف في مجتمع غير طائفي , في مجتمع ديموقراطي يعتمد على التنظيمات السياسية , لا لزوم للحوار بين الطوائف, لأن الديموقراطية تضمن الحريات الدينية وغير الدينية , ولا تسمح الديموقراطية بأي تشكيلات دينية لتحل محل التشكيلات السياسية (فصل الدين عن الدولة ) , فالديموقراطية هي التي تخيف البطريرك أصلا , وليس سقوط النظام , لأان سقوط النظام يعني على المدى المتوسط والبعيد حلول الديموقراطية , التي تلغي أي دور لسيادته في السياسة , وهذا ما لايريد ه البطريرك المتسيس .
البطريرك المتسيس قال , لم ترفض السلطة أي لائحة اصلاحية , هنا يجب القول له , على ان مطالب المعارضة , وبالتالي فئات كبيرة وعديدة من المجتمع السوري , ليست مطالب خدمية , الشعب السوري لايطلب من السلطة “صدقة” أو”هبة” أو زيادة الراتب أو تعبيد طريق , الشعب السوري يريد ديموقراطية وحرية , وهذا لايمكن له ان يتحقق مع سلطة تتبنى الفساد والديكتاتورية والقمع نهجا لها , السلطة من اقصاها الى ادناها مرفوضة رفضا تاما وباتا , ولا صلاح ولا انصلاح بها , ثم لم يقل لنا ممثل السيد المسيح على الأرض , لماذا تصر السلطة على ممارسة الاستنبداد والتحكم ؟ ولماذا تصر السلطة على استمراها في نهب البلاد , الا يوجد بين 23 مليون سوري من يستحق ويقتدر أن يكون رئيسا لهذه الدولة ؟ , أو أن النساء اقلعت عن الانجاب بعد ولادة الأسد ! , نعم يوجد في البلاد الكثير من المقتدرين على قيادة البلاد لمدة دستورية , وعندما لايفلح رئيس للجمهورية بالقيام بواجباته , يذهب ويأتي آخر وهكذا , أما القول الأسد.. للأبد , أو الأسد أو لا أحد ..أو الأسد أو حرق البلد , فهذه أقوال دنيئة تحتقر الشعب بكامله , وقد كان على رجل الدين شجبها وليس الترويج لها , وما نفيه لوجود محاور له بعد سقوط السلطة , الا ترويجا تافها لسلطة تافهة .
أعود الى السيد البطريرك , الذي يقول على أنه “لايصدق وجود تظاهرات سلمية في البلاد ” , وكأنه يقول لاحاجة لتظاهرات في البلاد , لأن البلاد بألف خير , وهل يمكن للدجل أن يكون أعظم , فالبطريرك يدور ويبرم ويفتل , وليس في رأسه الا الأسد , ولا يخرج من فمه الا الكذب , ولا يتفوه لسانه الا بالانتقاص , واذ لم يصدق حضرته وجود تظاهرات سلمية ,فأنا المسيحي ولادة لا أصدق على أن هذا الوغد بطريرك , الوغد يتابع , “هل يعقل دولة لديها جيش نظامي ومدرب جيدا أن يقتل شعبه؟” البطرك لايصدق مقتل عسشرات الألوف من البشر برصاص السلطة , ونزوح مئات الألوف الى الدول المجاورة , واختفاء أكثر من مئة أـلف سوري , واعتقال أكثر من مئتي ألف مواطن , ولا يصدق تدمير الأحياء ..لا يصدق الا الاعلام الرسمي , وبذلك ينحدر هذا البطرك الى درك طالب ابراهيم وخالد العبود . بوق لئيم منتقم وتافه , وما قاله ميشيل كيلو عنه ليس الا القليل القليل , عليه بالتنحي والكف عن ممارسة التشويه بتعاليم المسيح , انه شبيح من الدرجة البائسة , واعجب كيف تقبل الكنيسة أن يمثل المسيح شبيح ؟
لاينسى البطريرك ان يؤكد فوقيته , بالقول على أنه مستعد لاستقبال ميشيل كيلو , وليقل هذا ماذا “يريد” , بادرة مخابراتية لطيفة من سيادته , وقد تلقى كيلو العديد من هذه الدعوات من رجال المخابرات ..المعلم يريدك لاحتساء فنجان من القهوة , وبعد الاحتساء يأتي الفلق والاعتقال , ومن قال له على أن ميشيل كيلو يقبل أن يزوره , فكيلو لايزور الشبيحة , كيلو انسان مستقيم وخلوق ومهذب , ولا علاقة لكيلو بأشخاص من هذا المستوى .
أخيرا يفصح البطريرك عن هدفه بالقول , انه لايريد تغيير النظام , وما يجب أن نعمل عليه هو مساعدة النظام على التغيير , للشعب السوري رأيا آخر