لايروق للسلطة وأبواقها أي شيئ لاينبثق منها ولا يؤكد فوقيتها وبقائها على كرسي الاستبداد , ولا تؤمن السلطة بأن الانسان يتطور ويتعلم ويناقش ويعترف بالخطأ , لذلك فان الاخوان هم الى الأبد قميص عثمان , والحقيقة هي ان السلطة لاتبخل عليهم بأي شيئ , الا الكرسي , السلطة فعلت كما فعل الرئيس المؤمن السادات , اعطاهم كل شيئ , وقطع رؤوسهم لأنه شك بتطاولهم على الكرسي , الذي هو خط أحمر بالنسبة لكل حاكم عربي , وتجاوز هذا الخط يقود الى ما لاتحمد عقباه .
الصحفي ميشيل كيلو طلب من الاخوان وثيقة عهد , وفجأة نشر الاخوان هذه الوثيقة , التي من الصعب لانسان عاقل أن يطعن بأي بند من بنودها , ولكن أمر ابراهيم الحمدان هو أمر آخر , وأعتذر سلفا عن تقديمي لابراهيم الحمدان , وكأنه مرجعية فكرية! , الا أن الشح السلطوي الفكري لايستطيع تقديم انسانا مثقفا واعيا أفضل من الحمدان , وانما ابواقا لممارسة المهاترة والقبضايات , كما يفعل “مثقف” السلطة خالد العبود والآخر طالب ابراهيم ثم شريف شحادة , وفي نقده للبيان الاخواني قال ابراهيم الحمدان” هذا البيان لم يقدم عن عبث ، انه قدم كشرط مسبق من امريكا واسرائيل ، لدعمهم وهذا ما حدث في مصر” ثم اقتبس الحمدان من البيان بعض العبارات ومارس بعض التفسيرات ..” البيان يحاول اثبات حسن نيه للبند رقم ( 8 ) الذي يتحدث عن الموقف من حزب الله ، وعن احترام المواثيق والمعاهدات الدوليه كاتفاقية كمب ديفيد كمقدمه للتسويه مع اسرائيل , 8 – دولة تنبذُ الإرهابَ وتحاربُه، وتحترمُ العهودَ والمواثيقَ والمعاهداتِ والاتفاقياتِ الدولية، وتكونُ عاملَ أمن واستقرار، في محيطها الإقليميّ والدوليّ. وتقيمُ أفضلَ العلاقات الندّية مع أشقائها، وفي مقدمتهم الجارة لبنان، التي عانى شعبُها – كما عانى الشعب السوريّ – من ويلات نظام الفساد والاستبداد، وتعملُ على تحقيق مصالح شعبها الإستراتيجية، وعلى استرجاع أرضها المحتلة، بكافة الوسائل المشروعة، وتدعمُ الحقوقَ المشروعة للشعب الفلسطينيّ الشقيق.” وبعد هذا الاقباس والتفسير , انبرى القبضاي ابراهيم الحمدان للبيان قائلا :”انا اتحداهم ان يذكرو شيء عن ان اسرائيل العدو ، او يتحدثوا عن تحرير القدس والمسجد الاقصى ” ثم اردف الحمدان مكررا نظريته التي تقول ان البيان هو عبارة عن بيانة حسن نية تجاه اسرائيل وأمريكا , واستنتج من استنتاجه على” أن الربيع العربي هو صفقه بين الاخوان المسلمين ، وامريكا ، بسيناريو اسرائيلي، وتنفيذ قطري سعودي ، ورعاية حزب العدالة والتتنميه ( بزنس اسلام ) يتم فيه تخلي الاخوان عن شعاراتهم بما يخص العداء مع اسرائيل ، والتنازل عن القضيه ، وتصبح اسرائيل صديقه وايران العدو ، مقابل تحول الاخوان الى احزاب مدنيه ، يمسك لجامها ويركبها العثماني ( اردوغان ) ليحقق حلم العثمانيين ، والاخوان السلطه في الشرق الاوسط ، مع الغاء وتهميش لكل الاقليات ،وتتربع اسرائيل في الجامعه العربيه ، لمحاصرة مفهوم المقاومه ، ومحاصرة ايران ”
ابراهيم الحمدان يتحدى ! وبماذا ولماذا ؟انه يتحدى الغير ليس بكونه محررا لفلسطين والقدس أو بكون سلطته محررة للجولان , فلا حرر الحمدان فلسطين , ولم تحرر سلطته القدس ,انه يتحدى بالدجل , ومن الطبيعي أن لايقوى أحد على ممارسة الدجل الذي يمارسه الحمدان وسلطته , التي كانت أول من اعترف بالسلطة الفلسطينية كدولة وبحدود 1967 , وحدود 1967 تقسم القدس الى شطرين, شطر فلسطيني وشطر اسرائيلي , وهل سيحرر الحمدان كامل القدس ؟ وبماذا ؟ , وهل كان له اولا أن يحرر الجولان؟ , ولماذا لايحرره ؟اهجم ياحمدان المتعنتر المعتر !.
هناك ذكريات داكنة ومقيتة , احدها تتعلق بالرئيس الخلوع مبارك والآخر المخلوع علي عبد الله صالح , اذ طالب الأخير في مؤتمر للرؤساء القبضايات بالهجوم الفوري على اسرائيل , فما كان من مبارك الا أن قال له , عليك فورا بالهجوم ياعلي عبد الله صالح , هنا التزم المزاود عبد الله صالح الصمت , وفي مناسبة أخرى قال نائب رئيس الحمهورية العربية السورية الدكتور رفعت الأسد لرئيس الكتائب اللبنانية في الوقت الذي كان الغرام بين السلطة السورية والكتائب اللبنانية متأججا , يمكنك أن تقوم بأي شيئ ,كأن تعلق البشر على المشانق , شرط أن ترفع راية تحرير فلسطين , وقد كانت زعامة الكتائب أكثر مصداقية من رفعت الأسد , نصبت المشانق دون رفع الراية .., والحمدان يريد “التحدي” تحت الراية , وهل من يصدق دجل الحمدان ودجل سلطته ؟؟