لله درك ايتها الفرقة الرابعة ,بعد حوالي اسابيع اربعة من قصف مواقع العدو في باب عمرو ,وبعد أن اطلقت ألوف القذائف الصاروخية والقنابل على مراكز العدو الغاشم في باب عمرو ,تقدم الجنود البواسل باتجاه الباب وفتحوه فتحا مبينا,والفتح يعني الكثير ,وأول هذا الكثير هو تهديم الحي الفقير ,اضافة الى مايسمع من المجلس العالمي لحقوق الانسان ,وفيره من المؤسسات العالمية ,وأقل أهمية من هذا هو مانسمعه من النازحين والأفراد العاديين عن المذابح والاعدامات الميدانية والسرقات والاعتداءات ,وبعض الأحاديث من أصدقاء ومعارف من ذوات الاتجاه المؤيد للسلطة ,قصص يندى لها الجبين خجلا والخجل لاينقص حتى ولو صدق فقط ربع مايقال .
على كل حال فالوطن للأسف يتواجد في مرحلة حرب أهلية خفيفةالى متوسطة الشدة, أما الفقر والعوز والحاجة فقد بلغ حدا من الصعب تحمله ,ورتل المنتظرين للحصول على البنزين ..في دمشق مثلا ..يطولا ,وقد رأيت رتلا طوله عدة كيلومترات في شارع بغداد ,ولا توجد مادة غذائية تقريباالا وأصبح سعرها مضاعفا ,والليرة السورية في تدهور ..اليورو أصبح سعره ١١٥ ليرة سورية مقارنة مع ٦٥ ليرة سورية قبل أشهر ,المازوت سعره الحقيقي٣٠ ليرة سورية وأكثر ,ولا قيمة عملية للسعر الر سمي ,ومن يبيعه بسعر ٣٠ ليرة سورية الى الأصحاب والأحباب هم من أفرار الحزب العقائدي ومن الشبيحة الاقتصادية …الحالة يرثى لها ,ولا أفهم ماقاله الرئيس عند ادلائه بصوته في الاستفتاء عن الدستور عندما قال انه سينتصر على الأرض وفي السماء ,هل يقصد بذلك انتصار فرق الجيش الرابعة والخامسة والسادسة ..الخ على باب عمرو ؟ حيث انتصر الطيران السوري على طيران باب عمرو وعلى الارض سجل الجيش انتصارا ساحقا بعد أكثر من شهر من السجال العسكري الحاسم حيث استعملت الدبابات والمدفعية والصواريخ ,ولا يزال القصف حتى هذا اليوم ,مع العلم على أن الرئيس كان قد وعد وزير الخارجية الروسي بعدم استخدام الأسلحة الثقيلة ,وذلك لأن ذلك ضار بالسمعة الروسية ,وماذا عن السمعة السورية ؟
هناك أحياء ينتظرها التحرير ..الخالدية ,وحتى الحميدية والانشاءات وغيرهم , ومن كثرتهم نسيت بعض اسمائهم ,ذلك لأن معرفتي بمدينة حمص وأحيائها متواضعة بعض الشيئ ,والحل الأمنءي الحاسم بالطيران والمدفعية والدبابات ,يعني تدمير مدينة حمص ,وهل يمكن تسمية التدمير تحرير؟
لانزال نعيش نتائج واقعة عام ١٩٨٢ في حماه ,والأمر لم يستغرق آنذاك أكثر من أيام ,ولا تزال أشباح القتلى العشرين ألفا أو الثلاثين ألفا تطارد الوجدان السوري ..الجريمة التي دمرت الخلق والأخلاق أيضا ,ولا أستثني أي قاتل من فقدانه للضمير ,الا أن هناك فرق كبير بين قاتل “محكوم” وقاتل “يحكم”,وهذا الفرق هو مايدركه المواطن الذي يترفع عن ممارسة مهمة ومهنة القتل ,هذا المواطن يهتم بمصيره الذي هو مصير الوطن أيضا ويسأل ,هل مايحدث هو بناء للوطن أو تهديم له ….كثير من المواطنين قالوا ,لقد انتهى الوطن ,والعمل على انهائه استغرق أربعة عقود من الزمن تقريبا ..من فعل ذلك ياترى ؟