من كلِّ صوبٍ يطلقونَ نفطهمْ علينا ويقتلونَ أجملَ الجيادْ..فكاتبٌ مُدَجَّنٌ وكاتبٌ مُسْتأجرٌوكاتبٌ يباع في المزادْ وصار للبترولِ في تاريخنا، نُقَّادْ؟؟ نزار قباني.
يُعطي طويلُ العمرِ.. للصحافةِ المرتزقة وبعدَها ينفجرُ النِبَاحُ.. والشتائمُ المنسقة
ظاهرة الفضائيات العربية سواء كانت عربية التمويل واللغة، أو عربية اللغة وأجنبية التمويل، أضحت مراكز سلطة سياسية ودينية تهيمن على جزء كبير من الرأي العام العربي، ويرادفها باقي وسائل الإعلام التي تطبل لما يخططون، وتزمر حين يطلبون.
وتتعرض بلادنا الآن لأكبر حرب إعلامية لم يشهد لها مثيل من قبل.
وهذا بالطبع ليس جديدا علينا، فقد تعرضت سورية عبر تاريخها القومي للعديد من الهجمات الإعلامية، ولكنها لم تكن بمثل هذه الجسارة، ويوما بعد يوم يزداد الإدراك العام للدور الذي يقوم به الأعراب في ظل البترودولار وأموال النفط المتدفقة على دول الخليج والتي غزت الصحافة والصحفيين، وليس من الصعوبة بمكان أن نشم رائحة النفط والبترودولار على شاشات الفضائيات وصفحات المجلات. وقد أدرك شاعرنا الكبير نزار قباني الدور الخطر غير الإنساني الذي تلعبه أموال النفط العربي.؟ وأيضاً أدركت الصحافة السورية وعدد كبير من الصحفيين العرب منذ عشرات السنين غزو البترودولار الخليجي للصحافة العربية وتطويعها حسب رغباتهم وأهوائهم.!؟
نتساءل إذا كنا نصف الشخص الذي يفجر نفسه بحزام ناسف ويقتل العشرات من الأبرياء، أو الذي يفجر سيارة مفخخة على أنه إرهابي، فماذا نقول عن أصحاب البترودولار الخليجي؟ وعن أناس سيرهم الطمع والجشع فكتبوا في الصحف والمجلات، وقالوا عبر الفضائيات ما يخالف شريعة الله تعالى، ودعوا إلى حمل السلاح وتهديم البلاد ماذا نقول عن هؤلاء.؟!
عودة للوراء
كان لبنان الشقيق مع الأسف منذ سنوات طويلة مقرا ومرتعا لمن يريدون الأذى لبلادنا، ولطبيعة الحال والأوضاع السائدة في لبنان كان البترودولار الخليجي يغزو هذا البلد الشقيق، وكان الصحفيون من ضعفاء النفوس هم أول ضحايا فساد هؤلاء الأعراب، فمولت أموالهم الفاسدة عددا من الصحف والمجلات الصادرة في لبنان لتعمل على زعزعة الأوضاع السورية وإشعال الفتن بها، وتصدت العديد من الصحف والمجلات السورية لفضح وتعرية صحف البترودولار الخليجية، وهاهي مجلة الجندي، الصادرة عن الجيش العربي السوري في فترة الستينيات من القرن الماضي، والتي لعبت دوراً مميزاً في تنمية فن الكاريكاتير السوري تفضح ممارسات البترودولار من خلال رسومات الكاريكاتير للفنان مظهر شمه، فقد حمل العدد رقم 459 الصادر يوم 28 شباط سنة 1961 م، رسمين كاريكاتوريين للفنان شمه يوضحان كيف تلعب الأموال الفاسدة في تخريب الصحف والصحفيين.!؟
هذا الفساد الذي مارسه شيوخ البترول الخليجي على الصحافة العربية لم يخف على الصحفي والسياسي الفلسطيني المعروف ناصر الدين النشاشيبي فكتب سنة 1995 يقول: (المال وحده هو الذي أذل أعناق بعض الصحفيين في لبنان وأحالهم من أصحاب صحف إلى رجال تشريفات ومجالس انس ومختبرات للأمراض الجنسية لحساب شيوخ البترول في دنيا الخليج )، ويذهب النشاشيبي ابعد من ذلك بقوله: (كان المليونير الراحل (أكرم عجة) يقوم بتسديد فواتير كبار رجال الصحافة العرب في بيروت، وباريس، وجنيف، ولندن لحساب جهات سامية «سعودية» عربية!) ويرى النشاشيبي أن طفرة النفط التي أغرقت المنطقة بالمال والذهب، كما أغرقت بعض النفوس بالغرور والجشع والفساد وهذا ما جعل بعض رؤساء تحرير الصحف العربية يتحولون بفضل البترودولار الخليجي من: (رئيس تحرير صحيفة يومية إلى مجرد سمسار إعلامي تجاري لحساب دولة خليجية)
نزار قباني
المتابع لأعمال نزار قباني الشعرية والنثرية، يقرأ العشرات من قصائد الهجاء بهؤلاء الأعراب أصحاب مشيخات البترودولار الذين انعم الله عليهم بالنفط فجعلوه للفساد والرذيلة والقتل والإرهاب، كما تطرق لفضح وتعرية صحافتهم وكيف يشترون ذمم الصحفيين ضعفاء النفوس، وخص صحيفة الشرق الأوسط السعودية وأصحابها الأعراب بقصيدة هجاء طويلة تفضح ممارسات أصحابها وكيف يتعاملون مع الصحفيين.! (نزار قباني لم يدخل السعودية قط، لأنه كان وكتبه من الممنوعات والمحظورات في مملكة آل سعود).
جريدة الشرق الأوسط يقول عنها أصحابها إنها جريدة العرب الدولية، صدر العدد الأول منها في 4 تموز سنة 1978م. وتصدر في لندن باللغة العربية، عن المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق (SRMG) وهي شركة تجارية تأسست على يد الأخوين هشام حافظ ومحمد علي حافظ وبدعم من الأمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز.
بحسب وثيقة أميركية سربت من ويكيليكس فان الوليد بن طلال يمتلك 35% من المجموعة وأن محمد حسين علي العمودي يمتلك 57.70% وذلك في بداية عام 2008، وتقول الوثيقة إن سلمان بن عبد العزيز يمتلك رسميا فقط 10% من المجموعة ولكنه يسيطر على اتجاهاتها الفكرية والأيديولوجية عبر ابنه فيصل.
رصد لهذه الجريدة إمكانيات مالية ضخمة من البترودولار السعودي، لتلعب دورا بارزا في تخريب الإعلام العربي، والتأثير في الرأي العام العربي في نفس الوقت. هذه الجريده توزع في جميع أنحاء العالم، وتنقل بالأقمار الصناعية إلى كل من الظهران، والرياض، وجدة، والكويت، والدار البيضاء، والقاهرة، وبيروت، ودبي، وفرانكفورت، ومرسيليا، ومدريد، ونيويورك، وهذه الجريدة انطلقت ضمن جوقة الإعلام المطبل والمزمر للمشروع الصهيوني الأميركي الغربي للانقضاض على العالم العربي، لذا اخذ اسمها دلالات وإيحاءات من المخطط القديم الجديد، الشرق الأوسط الجديد، أو الشرق الأوسط الكبير وأصبحت هذه الصحيفة السعودية الدولية اسمها الشرق الأوسط، تيمنا بالشرق الأوسط الذي يسعون الآن إلى الإسراع بتطبيق خطواته.!؟ حين استشهد مندوب سورية في مجلس الأمن ببعض أبيات شعر لنزار قباني سارع إعلام مشيخات النفط، لانتقاد مندوب سورية، وقالوا ما قالوا وخلطوا الحابل بالنابل، فعلوا ذلك لأنهم يعلمون تماما، موقف نزار من فسادهم وإرهابهم، وكانت جريدة الشرق الأوسط فتحت صفحاتها (الورقية وعلى شبكة نت) للهجوم على مندوب سورية لاستشهاده بنزار قباني.. وجريدة الشرق الأوسط هي الجريدة الوحيدة التي هجاها نزار وقال في أصحابها وأسيادهم ما (لم يقله مالك بالخمر) فها هو يعتبر أن مكاتب جريده الشرق الأوسط هي مكاتب مال توزعه على الصحفيين المأجورين:
من كلِّ صوبٍ.. يهجم الجرادْ… ويأكل الشعر الذي نكتبه..
ويشرب المدادْ…. من كل صوبٍ.. يهجم (الإيدْزُ) على تاريخِنَا… ويحصُدُ الأرواحَ، والأجسادْ.
من كلِّ صوبٍ.. يطلقونَ نفطهمْ علينا
ويقتلونَ أجملَ الجيادْ..
فكاتبٌ مُدَجَّنٌ… وكاتبٌ مُسْتأجرٌ..
وكاتبٌ يباع في المزادْ… وصار للبترولِ في تاريخنا، نُقَّادْ؟؟
للواحد الأوحد.. في عليائه
تزدان كل الاغلفهْ… وتكتب المدائح المزيفة..
ويزحف الفكر الوصوليُّ على جبينهِ
ليلثمَ العباءةَ المشرفهْ..
هل هذه صحافةٌ….. أمْ مكتبٌ للصيرَفَهْ؟؟… ويرى نزار قباني أن أصحاب البترودولار في هذه الجريدة لديهم مواصفات خاصة لتعيين رئيس التحرير:
على الذي يريدُ أن يفوزَ… في رئاسة التحريرْ.. عليهِ.. أن يَبُوسَ… في الصباحِ، والمساءِ… رُكْبَةَ الأميرْ… عليه.. أن يمشي على أربعةٍ… كي يركب الأمير!!.. لا يبحث الحاكم في بلادنا… عن مبدعٍ… وإنما يبحث عن أجير..
ويؤكد نزار قباني أن هؤلاء ليسوا صحفيين إنما هم مرتزقة:
يُعطي طويلُ العمرِ.. للصحافةِ المرتزقهْ
وبعدَها… ينفجرُ النِبَاحُ.. والشتائمُ المنسقهْ
ما لليَسَاريِّينَ من كُتَّابِنَا؟
قد تركوا (لينينَ) خلف ظهرهمْ.. وقرروا… أن يركبوا الجِمَالْ.. إن الصحافة التي يمولها ويشرف عليها المال الخليجي كجريده الشرق الأوسط هي برأي نزار:
جرائد… تنتظر الزبون في ناصية الشارع
كالبغايا… جرائد جاءت إلى لندن
كي تمارس الحرية… تحولت -على يد النفط-إلى سبايا
ويقسو نزار على المستجيرين من الرمضاء بالنار:
يستعملون الكاتب الأخير.. في أغراضهم
كربطة الحذاء… وعندما يستنزفون حبره
وفكره… يرمونه في الريح كالأشلاء
هذا له زاوية يومية… هذا له عمود
والفارق الوحيد فيما بينهم…. طريقة الركوع
والسجود
وبعد
الصحافة (فضائيات وصحف ومجلات) الممولة من أموال النفط جاءت متزامنة مع حالة الانحسار القومي والهجوم الطائفي والإقليمي منذ ثمانينيات القرن الماضي حتى سقوط بغداد، وما تلاها من انهيار كبير في جدار الصمود العربي، وبث هذا الإعلام النفطي سمومه ضمن الخطة الموضوعة له والتي ليست ببعيدة عن سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني وبما يخدم السياسة المعادية للأمة العربية، فان الأقلام المأجورة المريضة نفسيا، تجرأت على الظهور إلى العلن وعلى صفحات الجرائد والمجلات وشاشات الفضائيات لتنفث سمومها تحت لافتة الرأي والرأي الآخر، فأصبحت الخيانة والعمالة والطعن بالوطن رأياً يمكن محاورته والرد عليه، على الرغم من أن العرف الوطني والقومي لا يقر على محاورة الخائن لوطنه… في يوم ما قال صحفي عربي: (لقد تحولت إذاعات العرب إلى كباريهات وأصبح المذيعون العرب مجرد راقصات).
شمس الدين العجلاني نقلا عن جريدة الوطن والعنوان الأصلي هو: “يُعطي طويلُ العمرِ.. للصحافةِ المرتزقة وبعدَها ينفجرُ النِبَاحُ.. والشتائمُ المنسقة“