التحذير من التقسيم , أو التهديد بالتقسيم

  أعتقد على أن مستوى الحرب الأهلية السورية الحالي  , هو أعلى مستوى يمكن أن تصل اليه هذه الحرب , التي بدأت مرحلة جديدة , هي مرحلة الاستنزاف والارهاق والتآكل ,  حرب أهلية جامحة كاسحة  في كل بيت وحارة  هو أمر  سوف لن يتحقق , ولو ارادت السلطة وبعض التيارات الأخرى تحقيقه ,  وما انجزه المقاتلون من جهة السلطة وجهة المعارضة  هو أقصى مايمكن انجازه في مجال الوحشية  والحيوانيبة , كما أن  التقسيم الحالي  طائفيا وسياسيا وعائليا وعشائريا  هو اقصى تقسيم يمكن للمقاتلين من الجهات المختلفة الوصول اليه , تقسيم  جغرافي  واحداث دول جديدة  هو أمر أكل الدهر عليه وشرب , ولا أنغر  بتحذير البعض من مؤامرة التقسيم , في حين يسعى هؤلاء جاهدين من أجل حدوث التقسيم , انه تهديد  وليس تحذير.

والخيارات التي يطرحها البعض , اما الابقاء على النظام , أو الوقوع في مخالب حرب أهلية  أكثر شدة وامتدادا من الحرب الأهلية الحالية  , هو  وسيلة تخويفية , والحرب الاقليمية  سوف لن تحدث  , وحريق الشرق الأوسط سوف لن يأتي  , كل ذلك كلام هوائي  ,والسبب ان الأكثرية السورية غير قابلة للانجرار وراء    المقاتلين  من أي  جهة كانوا .

النظام انتهى  الآن  وبدون حرب  عالمية ثالثة أو رابعة ,  وحتى لو بقي   شخص ما على كرسي الرئاسة  أو لم يبق , فالنظام انتهى  وأصبح مقيدا بالكثير من السلاسل , وأسير الارادات الدولية , ولا يمكن للنظام  أن يتمادى أكثر  مما فعله , ولايمكن للسلاح  أن يخرب أكثر مما خربه  , ومن يظن على أنه من الممكن تخريب سورية  أكثر  مما تخربت  فقد خاب ظنه , سوريا أصبحت خربة ومستعمرة  وتسجد تحت الوصاية الدولية  ولا حول لها ولا قوة .

الكذبة الكبرى  هي  ان المحافظة على النظام سيحمي سوريا  ويضمن استقرار المنطقة , النظام  زال عمليا , ولا يمكن تخريب سوريا  أكثر , ولم  ترتج المنطقة , كما أن المنطقة لم ترتج  بالشكل الذي صوره صدام حسين قبل احتلال العراق , أوهام  وتوهمات   وفنتظيات .

اسطورة دعم المقاومة انتهت  بانسحاب حماس  من التكتل الشيعي  , ولم يحدث  من جديد ,  الضرب  مستمر بين حماس واسرائيل , كما كان سابقا , وسوريا الأسد غائبة عن  الجو الاقليمي سياسيا واقتصاديا  وعسكريا ,   دون  أن  ينهار لبنان  وينهار العراق والأردن واسرائيل والسعودية ومصر  وكافة العالم .. النفخ في أهمية ومقدرة سوريا قاد سوريا الى الانفقاع  ووضعها على حافة الانهيار كدولة , ولا أنتظر أكثر  وأفدح من ذلك  ,  الخراب بلغ القمة  ,  وجبل القمامة السورية يناطح النجوم .

ما سيحدث هو نوع من الازمان  في حالة  الحرب الأهلية الحالية ..بين كر وفر  , وفي هذه الأثناء  تجري تصفية   لبقايا الحكم الأسدي ,  تصفية لأجهزة الأمن  ولعدد يتجاوز 700000  مخابراتي , ولا أظن على أظن  السلطة الحالية تستطيع   العيش مع كل هؤلاء , لديها صعوبات في  دفع  مستحقات الشبيحة  , وذلك بالرغم من  تناقص   أجورهم الى النصف تقريبا (على ذمة الراوي ) .

ماحدث في سوريا يمثل خضخضة قوية جدا , وضرورية جدا  ,  وأعتقد على أنه يلزم لسوريا على الأقل 5 سنوات  من أجل   تنظيفها من قمامة  الأربعين سنة السابقة , وأراهن  على ذلك  مع من يريد المراهنة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *