أنان يتابع مهمته , والأسديتفقد الجامع الأموي

السفير:

مناقشات صعبة في مجلس الأمن  حول البيان الرئاسي , ولافروف ينتقد أداء دمشق

دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وموفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان، أمس، دول العالم إلى اتخاذ موقف موحد حيال الأزمة السورية، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن القيادة السورية ارتكبت «أخطاء كثيرة جدا» فاقمت الأزمة، لكنه كرر أنه ينبغي ألا يكون تنحي الرئيس بشار الأسد شرطا مسبقا لحل الأزمة.
وقال دبلوماسيون، في نيويورك، ان اعضاء مجلس الامن دخلوا في مناقشات صعبة حول مشروع بيان رئاسي قدمته فرنسا يدعم مبادرة انان، خصوصا بعد ان ابدت روسيا تحفظات على النص الفرنسي، الذي يدعو الى «اجراءات اضافية» اذا لم توافق سوريا على اقتراحات حل الازمة التي عرضها الموفد الدولي.
واعتبر الأسد أن «سوريا وبلاد الشام تثبت يوما بعد يوم أنها كانت وستبقى منهلاً أساسيا للعلوم الإسلامية وتعاليم الشريعة والدين الإسلامي الحنيف». واطلع، خلال زيارته الجامع الأموي في دمشق، على «النسخة القياسية المطبوعة والصوتية من القرآن الكريم التي تم إعدادها كي تكون المعيار عند طباعة المصحف الشريف، والتي من شأنها أن تشكل مرجعا في العالمين العربي والإسلامي حال اعتمادها وتوزيعها».
وذكرت وكالة الانباء القطرية (قنا) ان رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اجرى اتصالات مع وزراء خارجية السعودية الامير سعود الفيصل وبريطانيا وليام هيغ وفرنسا آلان جوبيه تم خلالها بحث «تطورات الأوضاع في المنطقة».
وفي انقرة، قال مصدر دبلوماسي تركي انه تم تقديم موعد مؤتمر «اصدقاء سوريا» في اسطنبول من الثاني الى الاول من نيسان المقبل «لاسباب تقنية». واضاف «اتخذنا هذا القرار لكسب الوقت واستخدام عامل الوقت بفعالية اكبر».
وقالت المسؤولة الإعلامية للأمم المتحدة في جنيف كورين مومال فانيان ان انان والعربي عقدا اجتماعا مغلقا في جنيف. واضافت «ان الرجلين بحثا الأزمة في سوريا والجهود الدولية المبذولة لمعالجتها». وتابعت «ان الرجلين شددا على اهمية (توجيه) رسالة موحدة من جانب الأسرة الدولية».
وأرسل انان فريقا من خمسة خبراء إلى دمشق أمس الاول لمناقشة سبل تنفيذ مبادرة تشمل آلية للسماح بدخول مراقبين دوليين إلى سوريا. وزار الفريق مدينة طرطوس، وبانياس، والتقى الأهالي واستمع لافاداتهم كما التقى محافظ المدينة. وسبق للوفد ان زار حماه والتقى اهالي ومسؤولين.
واعلنت الامم المتحدة تعيين الفرنسي جان ماري غيهينو مساعدا لانان الموفد الدولي والعربي الى سوريا. وقالت، في بيان، «ان غيهينو سيساعد الموفد كوفي انان، على غرار ناصر القدوة، لتنفيذ المهمة الموكلة اليه».
ويبلغ غيهينو الثانية والستين من العمر وكان الرئيس السابق لعمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة، وهو المنصب الذي تسلمه ما بين العامين 2000 و2008 خلال الفترة التي كان فيها انان امينا عاما للامم المتحدة. وكان غيهينو تسلم في السابق مناصب عدة في الخارجية الفرنسية وفي ديوان المحاسبة. ومنذ تركه الامم المتحدة في العام 2008 عمل مع العديد من مؤسسات الأبحاث الاميركية واستاذا في جامعة كولومبيا في نيويورك.
وفي وقت متأخر من مساء أمس، ذكرت وكالة «سانا» السورية للأنباء أن انتحاريا فجر «سيارة مفخخة بقوات الأمن السورية في ريف درعا ما أدى الى مقتل عدد من العناصر والمدنيين وجرح آخرين». وقد ادى الانفجار ايضا إلى تصدع وتضرر بعض الأبنية المحيطة وحدوث حفرة بقطر نحو مترين بمكان الانفجار، بحسب الوكالة.

لافروف
واعلن لافروف، في مقابلة مع اذاعة «كومرسانت» الروسية بثت امس، ان الاسد «يرتكب الكثير من الاخطاء» رغم الدعوات المتكررة من موسكو لطرفي النزاع في سوريا لوقف العنف وبدء حوار.
وقال ان روسيا «تعتقد ان القيادة السورية ردت بشكل غير صحيح على اولى مظاهر الاحتجاجات السلمية». واضاف ان «القيادة السورية، رغم وعودها العديدة بالاستجابة لدعواتنا، ترتكب الكثير من الاخطاء، والامور التي تسير فعلا بالاتجاه الصحيح تأخرت كثيرا».
وألمح لافروف الى ان موسكو قد لا تعارض بشكل مباشر فكرة تقديم ملجأ آمن للأسد في دولة أخرى. وقال، ردا على سؤال حول ما اذا كان على الاسد التنحي قبل ان تتم الاطاحة به وربما قتله مثلما حدث مع العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، «هذا القرار يعود الى الاسد». وأكد ان على الغرب طرح مخرج مقبول للاسد، مؤكدا ان موسكو لم تناقش مطلقا احتمال خروج الرئيس السوري الى روسيا. وتابع «الناس في مختلف العواصم الغربية يصفونه بانه مجرم حرب، ويقولون ان مكانه الصحيح هو في لاهاي، وهذا يعني ان على من يطلقون هذه التصريحات أن يطرحوا على الاسد خياراته، وليس نحن».
وأضاف ان «مسألة من سيقود سوريا في فترة انتقالية» لا يمكن تقريرها إلا من خلال حوار يشمل الحكومة والمعارضة وان مطالبة الأسد بالتنحي كشرط لمثل هذا الحوار «غير واقعية».
وقال لافروف إن «الصراع يدور على صعيد المنطقة بأكملها، وتشارك فيه عدة أطراف، وإذا ما انهار النظام في سوريا فستجد بعض البلدان المجاورة الرغبة في إقامة نظام سني في سوريا، ولا تراودني أي شكوك بهذا الصدد. ويقلقنا في هذا الوضع مصير المسيحيين، وهناك أقليات أخرى كالأكراد والعلويين وكذلك الدروز. وما يجري في لبنان، وليس بوسعي أيضا التنبؤ بشكل ما، فستكون الأمور هناك سيئة جدا، لأن البلاد متعددة الطوائف والأقليات القومية أيضا، ونظام الدولة هش جدا. كما ان العراق ستمسه لاحقا هذه العمليات في اغلب الظن، حيث يهيمن في العراق الآن الشيعة في كافة المناصب القيادية. اما كردستان فهي مسألة أخرى حيث توجد هناك منطقة حكم ذاتي كبيرة جدا».
واضاف «حالما بدأ انان مهمته أعلن ممثل المجلس الوطني السوري من تركيا ان هذه البعثة قد فشلت لأن انان لم يطلب رحيل الأسد باعتباره الشرط الأولي الذي لا بد من قبوله قبل غيره. ونحن كنا في هذا الوضع، ونحن نعرف حق المعرفة ان هذا المطلب غير واقعي. ليس لكوننا ندافع عن الأسد، وانا اعلنت هذا أكثر من مرة ، بل لمجرد ان هذا غير واقعي. ويكمن الموقف الواقعي الوحيد في ان يطلب جميع من يمارس تأثيرا ما على هذا الطرف او ذاك الذي يحارب في سوريا إيقاف جميع (اعمال) العنف واستحداث آلية مراقبة ما تتيح رصد الامور، وهذا ما يجري. وهذا ما يقوم به انان بصفته الخطوة الاولية. وبعد ذلك يمكن جلوس جميع الذين يؤثرون على اللاعبين حول طاولة المفاوضات. هذا يمثل الطريق الوحيد لتهدئة الوضع».
وكان لافروف أكد، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني عدنان منصور في موسكو، أن روسيا ولبنان يدعوان إلى تحقيق التسوية في سوريا على أساس المبادئ الخمسة المتفق عليها بين روسيا وجامعة الدول العربية. وأكد إصرار روسيا ولبنان على منع تهريب الأسلحة إلى سوريا (تفاصيل ص 14).
مجلس الأمن
وقال دبلوماسيون، في نيويورك، ان اعضاء مجلس الامن دخلوا في مناقشات صعبة حول مشروع بيان رئاسي قدمته فرنسا يدعم مبادرة انان، خصوصا بعد ان ابدت روسيا تحفظات عليه.
وكان اعضاء مجلس الامن اجتمعوا على مستوى الخبراء وناقشوا لاربع ساعات مشروع البيان الفرنسي قبل ان يحيلوه على السفراء. وقال مندوب فرنسا لدى الامم المتحدة جيرار ارو «لا تزال هناك مشاكل سياسية اساسية قيد النقاش وسنرى ان كان بامكاننا حلها»، فيما اشار نظيره الهندي هارديب سينغ بوري الى «خلافات في المقاربة علينا تذليلها» من دون ان يدخل في التفاصيل.
وكان لافروف اعلن رفضه ان يأخذ البيان الرئاسي «شكل انذار» الى النظام السوري. وتطالب مسودة «البيان الرئاسي» الاسد والمعارضة السورية «بالعمل بحسن نية مع انان والتطبيق التام والفوري» لخطة تسوية من ست نقاط طرحها انان اثناء محادثاته في دمشق.
ويتناول النص النقاط الست بالتفصيل، ومنها انهاء اعمال العنف والالتزام التدريجي بوقف لاطلاق النار وتقديم مساعدة انسانية واطلاق حوار سياسي، لكنه يشير الى ان مجلس الامن سيقوم «باتخاذ تدابير اضافية» لم يوضحها ان لم تطبق النقاط الست في غضون الايام السبعة التي تلي تبني البيان.
وأعلن جوبيه ان مشروع «البيان الرئاسي» حول سوريا لديه «ثلاثة اهداف» هي «وقف اعمال العنف، وقف اطلاق نار في اسرع وقت ممكن، ثم السماح بوصول المساعدة الانسانية، ومواصلة العملية السياسية لانه لا يمكن حرمان الشعب السوري من تطلعاته الديموقراطية». وقال «اشعر بأن الروس يتحركون لأنهم يشعرون بعزلة كبيرة».
واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، في مؤتمر صحافي في بوغور في جزيرة جاوا الاندونيسية، ان «الوضع في سوريا لم يعد محتملا ولا مقبولا». واضاف «لا يمكننا اهدار الوقت. ان دقيقة او ساعة واحدة ستعني المزيد من القتلى. هذه هي المسؤولية المعنوية والسياسية للمجموعة الدولية».
وأضاف «على الاسرة الدولية ان تتحد. ان كنا عاجزين عن التوصل الى قرار في الامم المتحدة، فهذا لا يعني ان معاناة الشعب السوري يجب ان تتواصل». واكد ان «اعمال العنف اوقعت حتى الآن «اكثر من ثمانية آلاف» قتيل خلال سنة. وتابع «ان الوضع في سوريا بات من المشاكل التي تثير اكبر قدر من القلق للاسرة الدولية».
ميدانيات
قال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيانات، «قتل 21 شخصا في الرستن والخالدية وباب السباع وحي القصور في مدينة حمص، وحلب وحماه ودير الزور وإادلب».
وقالت مراسلة وكالة «فرانس برس» ان بعض الشوارع في دمشق تشهد حركة سير كثيفة، بسبب اقفال طرق تؤدي الى مبان حكومية وأمنية امام حركة السير ونشر حواجز وأكياس من الرمل. ويأتي ذلك بعد الانفجارين اللذين هزا العاصمة السورية السبت الماضي وأسفرا عن مقتل 27 شخصا واصابة 140.
واضطر المقاتلون المعارضون للانسحاب من مدينة دير الزور في شرق سوريا أمام هجوم ضار للجيش النظامي في أحدث انتكاسة لحملتهم. وقال «اتحاد اللجان الثورية في دير الزور» في بيان إن «الدبابات دخلت الاحياء السكنية وخصوصا في مناطق جنوب شرق دير الزور، وان الجيش السوري الحر انسحب لتفادي وقوع مذبحة للمدنيين». وقال مصدر في المعارضة إن «مقاتلي المعارضة أفرجوا عن ضابط كبير خطف في حي دوما في دمشق في مقابل الإفراج عن سجناء وتسليم جثث معارضين ومدنيين لدى الشرطة». وأضاف «أطلق سراح (ضابط الجيش العميد الركن) نعيم خليل عودة في مقابل عدة سجناء و14 جثة»، مضيفا انه خطف الأسبوع الماضي.
(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *