اهتزت دمشق صباح هذا اليوم من جراء انفجارات انتحارية كان هدفها مركز الأمن الجنائي ومركز المخابرات الجوية , ومن غير المعروف لحد الآن ماهو حجم الخراب وما هو حجم التقتيل؟
البلاد السورية تنزلق باصرار في دوامة التخريب والافناء , وليس أسهل من شجب العنف , وليس أصعب من خلق جو لايسمح بحدوث العنف .
لايكفي مايقال في شجب العنف , ولا يكفي استنكاره , ولا تكفي ادانته المحقة , ولايكفي العزم على التصدي عسكريا له , ولا تكفي حماية المراكز والشوارع والبيوت والأحياء , ولا يكفي أي شيئ الا ازالة اسبابه ,ولا يمكن ازالة اسبابه الا بخلق جو تتمثل به العدالة الاجتماعية والحرية والديموقراطية , المجتمعات التي تعيش ديموقراطيا وبحرية وعدالة اجتماعية لاتعرف هذا القدر من التنلف الحضاري المادي والمعنوي , المجتمعات المتوازنة لاتعرف العنف كحل لمشاكلها , هذه المجتمعات تعرف التداول السلمي ولا تعرف القاعدة ولا الحل الأمني ولا انشقاقات الجيوش ولا العصابات ولا التمرد , لاتعرف الشبيحة والذبيحة وتقطيع الجثث واغتيال المدنيين وقتل الأطفال وتهديم الأحياء ولا الحروب الأهلية وتفريخها للأعمال الانتحارية , من يريد سلاما اجتماعيا عليه أن يبدأ بنفسه , وكل من يطلق رصاصة في هذا الوطن على الآخر هو مجرم بحق الوطن , كان من كان !
الوضع المريض يفرز وضعا أشد مرضا , والأشد مرضا يقود الى ماهو مميتا , وهل فقد الشعب السوري حكومة وشعبا العقل ؟
لايمكن للأمن أن يستتب , الا بعدعودة المجتمع الى ماهو طبيعي في الحياة , وما هو طبيعي في مجتمع ليس الا العدالة , والعدالة المفقودة هي ترجمة للأمن المفقود