العام الأول بعد الأربعين

لايمكن تشبيه العام الأخير بغيره من الأعوام السابقة , وذلك على الرغم من قاسم مشترك كبير بين هذا العام وبين ما سبقه من  أعوام ..هذا القاسم المشترك  هو  وجود حرب أهلية في سوريا  منذ حوالي نصف قرن  أي منذ عام 1963 , والفرق الوحيد  هو أن الحرب الأهلية السورية أصبحت  ساخنة بشكل مستمر  في الشهور  السابقة  , بينما  كانت الحرب الأهلية السورية   في عشرات السنين السابقة باردة , تخللتها فترات ساخنة جدا.

بدايات الظلم عام 1663  ترافقت مع بدايات   استنكاره  , وهذه الاسننكارات بدأت في مواخير ودهاليز العساكر , مما قاد الى  التصفيات المعروفة , هنا أتذكر ماقاله  سليم حاطوم  بعد هروبه الى الأردن عن مستقبل الجيش السوري , حيث تنبأ الحاطوم  بخصخصته  وتحوله الى كتائب شخصية ,  لقد قتلت  السلطة الحاطوم شنقا , وما قاله مشانيق ادلب العشرين قبل يومين  لايختلف عن مقولة المشنوق الحاطوم , ثم صلاح الدين البيطار  , والرصاص الذي انهى  استناكره للتطورات   , شبيه بالرصاص الذي انتهى استنكار مشعل التمو ..ومن  الماضي يمكن استنساخ الكثير من صور الحاضر ..  تعامل عبد الحليم خدام مع المعارضة عام   2005  هو صورة طبق الأصل عن تعامل بخيتان   مع المعارضة عام 2011 ..ومن لايصدق عليه التعرف على ادبيات تلك الفترات ,  فعمليا  لاتختلف سياسة الخدام عن سياسة الأسد , التي لها استراتيجية واحدة  هي السلطة مهما كلف الأمر , سلطة  تمثل بها سابقا الحد الأدنى  من ارادة الحزب  , والآن تمثل السلطة الحدود القصوى من ارادة  الشخص , والأمر لايختلف جذريا عن عهد رفعت الأسد  بالنسبة للوطن , فكلهم احتقروا  ويحتقرون الشعب , كلهم سرقوا  مقدرات الشعب , كلهم  قتلوا العقل , كلهم  استباحوا الحريات , كلهم   أتلفوا الأخلاق , كلهم  حاربوا كل تطورديموقراطي , كلهم اسهموا في تطييف الوعي ,  كلهم قتلوا .. كلهم أفسدوا  , والخلافات بين بعضهم البعض  هي خلافات على المكاسب  الشخصية  فقط .

حتى قبل عام  سيطر الاحتقان على الوضع , وفي العام الأخير سيطر الانفجار  ..انفجار أرعن أحيانا ,  وغبي أحيانا أخرى  , انفجار غير منظم  وبدون خبرة , ومن أين تأتي الخبرة  في العمل المعارض ؟؟اذا كانت عواقب أي نشاط معارض في السنين الأخيرة  لاينقص عن افناء المعارض فيزيائيا  ونفسيا  ومعنويا .فكم  هو عدد سنين السجن   الظالم لكل معارض   , واذا جمعنا  سنين  رياض الترك  مع سنين  ميشيل كيلو مع سنين   هيثم المالح مع سنين رياض سيف مع سنين مشعل التمو ومع سنين عشرات الألوف من المساجين  , وقلنا  على أن السلطة ورأسها يجب أن يسجنوا  عقابا لهم على تجنيهم على الحريات  نفس المدة  ,    لكان على رأس السلطة أن يقبع في السجن مئة ألف عام  على الأقل …لماذا يجب على  ياسين الحاج صالح ان يقضي في السجن 16 عاما  , ولماذا لايسجن  ظالمه علىي دوبا بالمقابل 16 عاما ؟؟؟

السلطة مهترئة تماما  ..لا أخلاق ولا صدق ولا معرفة …يقال ان هناك في البلاد دستور جديد  وهناك تعددية حزبية ..وما معنى التعددية الحزبية  عندما تجرجر السلطة تلاميذ المدارس الى المسيرا ت, وتأمر  المعلمين والموظفين  , تحت طائلة العقوبة, للمسيرة  لتأييد الرئيس , هل يستطيع الحزب السوري القومي أو الحزب الشيوعي   أن يأمر موظفي الحكومة   بالسير في مسيرة شيوعية أو سورية قومية , مع  فرض العقوبة على كل موظف لايشارك  ..هل تنقل باصات النقل العام  المتظاهرين  ضد  السلطة  كما تنقل المؤيدين للسلطة …لاتزال المادة الثامنة حية ترزق , واضافة الى المادة الثامنة بخصوص الحزب هناك مواد ثامنة عديدة بخصوص الرئيس ..الى الأبد قائدا للدولة والمجتمع .

لا لزوم للتطرق الى رسائل الرئيس , والى نصائح عمه الدكتور الأخرس , ففضيحة الرسائل تبدوا باهتة  وشاحبة مقارنة بفضيحة  المجازر اليومية التي تحدث في الوطن , وبفضيحة وقوف الوطن على الهاوية , وفضيحة العزلة الدولية والأسعار والفقر والمازوت , ومقتل حوالي عشرة اشخاص في الحسكة بسبر التزاحم على المازوت  , الذي  احتكرته  دبابات رجل الغابة  وشعب الحزب , التي تحولت الآن الى كازيات   حيث تبيع الليتر للشعب  بثلاثين ليرة سورية  قبل الظهر , وظهرا بأربعين ليرة عند ارتفاع  ثمن الدولار …بلد معتر !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *