لقد كان حصاد جمعة المقاومة الشعبية عال.اذ قتلت كتائب الأسد حوالي 56 سوريا , هذا هو العدد الرسمي , أما العدد الخقيقي فيجب أن يكون بالمئات , وفي هذه الأثناء تستمر السلطة في تجاهل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة , لأنه غير ملزم قانونيا !! , اما عن الالزام الأخلاقي فلا تتحدث السلطة ,هذا الالزام أو الالتزام يفترض وجود أخلاق , وان لم توجد ؟؟
اضافة الى المدنيين , فقد اعدمت الكتائب ميدانيا 12 منشق بالقرب من درعا , ولا تزال الكتائب تمطر بابا عمرو بوابل نيرانها , والقصف المدفعي مستمر منذ اسبوعين , وعدد القتلى المتواجدين تحت الأنقاض غير معروف , وفي دمشق شاهدت بأم عيني مظاهرة لها أول وليس لها آخر , وفجأة دوى الرصاص وسثط القتلى من المشييعين , ووسائل الاعلام الرسمية لم تشاهد شيئا في المزة . سحبت مصر سفيرها للتشاور , حيث استمرت محاصرت السفارة السورية في القاهرة من قبل المتظاهرين المطالبين بترحييل السفير السوري , الذي أعتقد انه رحل , للتشاور أيضا
أماالصين فقد رحبت بالاستفتاء على الدستور , ولا أظن على أن نائب وزير الخارجية الصيني على علم بمواد هذا الدستور , ولا يعرف أيضا على أن الدستور لايطبق فورا , كما هو معروف في دول البشر , وانما بعد ثلاثة سنوات على أقل تقدير , والمواطن السوري الذي عليه الانتظار ثلاثة سنوات , عليه الاستعجال بالموافقة على الدستور خلال أيام ,والموافقة على الدستور تمثل بضاعة جيدة للمقايضة في بازار السياسة , الدستور أصلا في منتهى الرجعية والضبابية , وهو دستور اسلامي اخوناني , الا أنه بدون شك أفضل من الدستور الحالي .
نتكلم عن دستور قديم ودستور جديد , وفي الحقيقية لايوجد الا دستور واحد قديم وجديد والى الأبد …هو دستور الأسد , هو الدستور الخاص , والذي يراه ملك الغابة راكب الدبابة ضروريا من أجل ادارة شؤون المزرعة , دسلتير أخرى ..العياذ بالله !
من يراقب هتافات المتظاهرين , يكتشف بدون جهد كبير تنامي المكون الديني لهذه الشعارات ,كالتكبير وغير ذلك , ولا شك على أن أسباب هذا التنامي تكمن في استفزاز السلطة للمتظاهر مذهبيا , وذلك عن طريق تسليط الخاص جدا من كتائب الأسد على رقابهم , وعن طريق تعامل هذه القوات الخاصة مع هؤلاء المتظاهرين ..ظاهرة التنامي هذه تبدو للببعض وكأنها خطرة جدا , انها ظاهرة ارتكاسية تزول بسرعة مع زوال المسبب لها , هذه الظاهرة غير متأصلة في نفسية المجتمع السوري بالشكل الذي تتظاهر به ولا علاج لها الا اسقاط النظام المحرض على طائفية الوعي , وبقاء النظام بأي شكل كان سيزيد من عمق هذه الظاهرة في نفوس البشر , حيث قد تتأصل وتصبح ازالتها صعبة أو مستحيلة , ولا أظن على أننا سنصل الى هذه المرحلة , الا أن الوصول الى هذه المرحلة يعني الاصابة بمرض اجتماعي لاعلاج له , حيث ينقرض المجتمع وينتهي تاريخيا أي وجود لما يسمى الدولة السورية , التي تتحول الى جماعات القبائل السلفية