تقرير حول زيارة رئيس الاستخبارات الروسي إلى سورية
ma fa Date: 2012/2/9
أثار قرار الرئاسة الروسية إيفاد مدير المخابرات الخارجية،”ميخائيل فرادكوف”، بصحبة وزير الخارجية
سيرجي لافروف إلى سوريا غد الثلاثاء سؤالا كبيرا في الدوائر الأمنية والإعلامية الروسية. ورغم أن جميع
المصادر الإعلامية الروسية في موسكو وشبه جزيرة القرم، أجمعت على أنھا لم تتحصل على أية معلومات
بشأن ذلك، إلا أنھا أجمعت في الآن نفسه على أن”حدثا أمنيا كبيرا سيقع في سوريا و/أو المنطقة قريبا، وفي
الحد الأدنى إن ھناك تدابير يجري العمل عليھا بين سوريا وروسيا لمنع مثل ھذا الحدث من الوقوع ومواجھته”.
ولفتت ھذه المصادر إلى “إن تقاليد العمل الديبلوماسي في حقبتيھا السوفييتية والروسية علمتنا أن رجال
المخابرات، لا سيما مدير المخابرات الخارجية، لا يرافقون الديبلوماسيين في زيارات خاصة إلى الخارج إلا
إذا كان ھناك قضية أمنية أوسع من كونھا محلية، وھو التفسير الوحيد لتوجه فرادكوف بصحبة لافروف إلى
سوريا”. وقال مصدر إعلامي وثيق الصلة بقسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الروسية إن فرادكوف “
لم يقترب من ملف الأزمة السورية منذ اندلاعھا إلا فيما يتعلق بأبعادھا وذيولھا واستطالاتھا الإقليمية والدولية،
وظل بمنأى عن تفاصيلھا السياسية الداخلية . ولھذا فإن توجھه إلى سوريا بصحبة وزير الخارجية يعني أن
قضية أمنية كبيرة تتصل بالأبعاد الإقليمية والدولية للأزمة السورية سنشھد فصولھا قريبا”.
وربط المصدر بين توجه فرادكوف إلى دمشق والمعلومات التي نشرت خلال الأيام الأخيرة، منقولة عن وزير
الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، عن أن إسرائيل يمكن أن تھاجم إيران خلال ھذا الربيع دون موافقة واشنطن.
ومن المعلوم أن ھجوما من ھذا النوع يعني حكما توسع المواجھة تلقائيا لتطال لبنان وسوريا. وقال المصدر
في ھذا السياق”إن لدى موسكو معلومات أمنية جيدة التوثيق تشير إلى أن الإسرائيليين سيھاجمون لبنان و
سوريا وقطاع غزة على الأرجح،في آن معا، فور اندلاع المواجھة مع إيران، وربما قبل ذلك. ومن الواضح أن
لديھم ضوءا أخضر بھذا الأمر من الولايات وحلفائھا بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض ضد مشروع
القرار الغربي العربي، باعتبار ذلك الوسيلة الوحيدة المتبقية لإسقاط النظام السوري بالقوة المسلحة”.
ولفت مصدر آخر إلى أن فرادكوف “وبحكم كونه منحدرا من الطائفة اليھودية، يتمتع بوضعية خاصة سمحت
له أن يكون على تواصل مع دوائر صنع القرار في إسرائيل، رغم أنه يعتبر مواطنا روسيا مخلصا جدا لوطنه
الروسي وكان من أبرز المعارضين لھجرة المواطنين الروس اليھود إلى إسرائيل، ويتمتع بثقة الطاقم السياسي
والعسكري الروسي، لا سيما رئيس الوزراء فلاديمير بوتين”.
على صعيد متصل، وفيما يتعلق بزيارة فرادكوف إلى سوريا أيضا، كشف مصدر في قاعدة “سيباستوبول”
البحرية على البحر الأسود أن الاستخبارات الخارجية الروسية وضعت يديھا، من بين معطيات أخرى، على
مجزرة بالأسلحة الكيميائية، شبيھة بمجزرة حلبجة العراقية العام ١٩٨٨ ، كانت ستنفذ خلال الأيام القليلة
الماضية في سوريا ، ولكن من قبل المعارضة السورية.
وأكد المصدر أن المعلومات الموثقة التي حصلت عليھا موسكو بھذه الخصوص تؤكد أن أجھزة الاستخبارات
الفرنسية ( وربما الأميركية أيضا) ناقشت مع الضابط الفار رياض الأسعد قائد ما يسمى ” الجيش الحر” ،
وبمعرفة قياديين من الصف الأول في المجلس الوطني السوري، تنفيذ عملية قصف بمدافع الھاون/المورتر
لمناطق في “جبل الزاوية” بسورية، سواء منھا الحرجية حيث يختبئ مسلحو “الجيش الحر” والمقاتلون
الليبيون والعرب الآخرون الذين دخلوا سوريا خلال الأسابيع الأخيرة، أو في منطقة مأھولة بالسكان مثل جسر
الشغور. كما أن الخيار وقع أيضا على الأحياء السكنية التي تسيطر عليھا المعارضة المسلحة في مدينة حمص.
وأكد المصدر أن “بضع قذائف مورتر محشوة بالفوسفور الأبيض أو غاز الخردل وربما غاز السارين كانت
على وشك تسليمھا إلى مقاتلي ما يسمى الجيش السوري الحر، وربما سلمت فعلا بعد أن طبع عليھا علامات
الصناعات العسكرية السورية”. وأشار المصدر إلى أن المخابرات الخارجية الروسية “حصلت على ھذه
المعلومات من ثلاثة مصادر أحدھا ضابط يعمل مع رياض الأسعد، بينما المصدر الآخر عضو في مجلس
اسطنبول الذي يترأسه برھان غليون، أما المصدر الثالث فھو أحد عملاء المخابرات الروسية في تركيا”.
وأضاف المصدر” إن معلومات المخابرات الروسية، وعلى الأرجح ھذا ما سيبلغه رئيسھا للسوريين إن لم
يكن أبلغھم بذلك مسبقا، تشير إلى أن المجزرة الكيميائية كانت ستنفذ الأسبوع الماضي من أجل عقد جلسة
طارئة لمجلس الأمن تقرر تشكيل لجنة تحقيق دولية في الأمر. لكن المجزرة لم تنفذ لسبب ليس معلوما بعد،
ربما يكون انكشاف أمرھا من قبل الاستخبارات الروسية. ولعل ھذا ما دفعھم إلى الاستعاضة عنھا كما يبدو
بمجزرة حمص التي جرى الحديث في وسائل الإعلام فور وقوعھا عن أنھا أودت بحياة أكثر من ثلائمة ضحية
وحوالي ستمئة جريح، لكن تبين خلال الساعات القليلة الماضية أن الضحايا أقل من أربعين جميعھم على
الأرجح من الرھائن. ويكشف الرقم المرعب الذي جرى تداوله في وسائل الإعلام فور وقوع المجزرة عن أنھا
كانت مدبرة فقط من أجل جلسة مجلس الأمن. وقد لاحظ الجميع أن الأمر غاب عن وسائل الإعلام فور انتھاء
التصويت على القرار الغربي العربي،أي فور الانتھاء من الحاجة إلى توظيفھا سياسيا في الجلسة المذكورة”!؟
ولدى الاستغراب من إمكانية إقدام تلك الجھات على تنفيذ مجزرة كيميائية لتحقيق غرض سياسي حتى وإن كان
وفق مصطلحات Mail‐Order Massacre” بحجم تجريم نظام بأھمية النظام السوري، أو”مجزرة تحت الطلب
أجھزة الاستخبارات، كشف المصدر عن أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية والمخابرات الفرنسية سلمت
المنظمات الإسلامية الأصولية في أفغانستان خلال الثمنينيات، بالتعاون مع برنار ھنري ليفي ، مدافع مورتر
وقذائف فوسفورية وأقنعة ضد الغازات، وطلبت منھم استخدامھا ضد تجمعات بشرية أفغانية، وقد ضبطت
الاستخبارات السوفييتية ھذه المعدات قبل استخدامھا ( صورتھا منشورة جانبا). وتساءل المصدر: ھل ھي
محض مصادفة أن برنار ھنري ليفي ھذا الذي سلم المنظمات الأصولية في أفغانستان أسلحة فوسفورية
ھو نفسه الذي يتولى الآن تنظيم العلاقة بين المخابرات الفرنسية وما يسمى الجيش السوري الحر؟ وھل
ھي مصادفة أنه ، وفور عودته من لقائه الأخير مع رياض الأسعد في تركيا ، أنشأ مكتبا إعلاميا ل”الجيش
السوري الحر”في باريس وسلم إدارته لشريكته في “جمعية أنقذوا سوريا”لمى الأتاسي؟ وھل ھي مصادفة
أيضا أن السيدة الأتاسي تعمل مع المخابرات الفرنسية والأوساط الإسرائيلية في باريس منذ سنوات عديدة؟
أسبوع للحسم العسكري .. يليه قرار بوقف إطلاق النار؟
المصدر نفسه، ولجھة ما يتعلق بزيارة وزير الخارجية لافروف ومدير الاستخبارات الخارجية، رجح أن يكون
من بين أھداف الزيارة البحث مع السلطات السورية في إمكانية إنجاز “حسم عسكري خلال أسبوع أو عشرة
أيام ، على أن تقوم روسيا بعدھا بالدعوة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن ، وھذا حقھا، من أجل إعلان
وقف إطلاق نار فوري. وفي حال عدم استجابة الطرف الآخر لذلك، يكون من حق السلطات السورية المضي
في عملياتھا العسكرية دون أي رادع، باعتبار أن ذلك سيكون في مواجھة تمرد عسكري”. وكشف المصدر
جرى Спецназ في ھذا السياق عن أن وحدات كبيرة من ” قوات التدخل السريع الروسية / سبيتسناز
حشدھا خلال الأيام القليلة الماضية في قاعدة”سيباستوبول” البحرية على البحر الأسود(شبه جزيرة القرم).