فقط في سوريا!!

في سوريا فقط  يموت العشرات يوميا  قتلا , ويوم أمس كان عدد القتلى  رسميا أكثر من مئة  ..هذا ان لم نقل “واقعيا” أكثر  ألف انسان , وكل القتلة يعتبرون  ذلك مفخرة , السلطة تقول انها قتلت من العصابات  ماهب ودب , والمقاومة تقول انها قتلت من  العسكر والشبيحة  مادب وهب , والصليب الأحمر الدولي يطلب ويتضرع ويرجو ويبكي ويأمل  ويستجدي   ساعتين بدون اطلاق نار كل يوم  وذلك من أجل  ازالة الأنقاض البشرية  ودفن الموتى  واغائة المجاريح   ..

لا أحد يرتكس لنداء الصليب الأحمر بالشكل المطلوب , هذه الجهة تقول , على الجهة الأخرى التوقف عن اطلاق النار  , وبالعكس ..أي لاتوقف في اطلاق النار  والقيادة العسكرية   مستمرة في ملاحقة ماتسميه عصابات  العصابات  وتقتيلها ,   ومصرة  على  تحقيق ماتسميه استقرار  , والشعب الثائر  , أي العصابات حسب التعريف الحكومي لهم ,لايتراجع , , وبهذه المناسبة  تذكرت كلمة قالتها المستشارة بثينة شعبان قبل أشهر ..”خلصت ” , قاصدة بذلك ان الأزمة “خلصت”  , وحول السيدة بثينة شعبان ومقولتها لي كلمة موجزة جدا ,

عندما سمعت هذه الكلمة قبل  نصف سنة تقريبا , فرحت جدا    ولم أفكر كثيرا , فنشوة الفرح  الفرح منعتني عن التفكير , ولم أسأل نفسي  عن  الحجج التي استخدمتها بثينة شعبان في تشخيصها   بأنها “خلصت” , لقد كانت بثينة شعبان متأكدة من القوة العسكرية الطاغية لكتائب الأسد  ,  وقد ظنت ان الموضوع عسكري بحت ..الكتائب تضرب   والعصابات تستسلم , وتستقر في السجن  الى ماشاء الله ,  وتعود الأمور الى ماكانت عليه ..

اخطأت بثينة شعبان , وأخطأت أنا أيضا  , ولا يمكن لها أن “تخلص ” بتلك السهولة  ..فهناك أسباب “لبدئها ” منها  السرقات  من قبل رجال  السلطة , الذين لايزالون يسرحون ويمرحون كالسابق , هناك الفساد الذي ازداد  , هناك الحريات  التي اغتصبتها السلطة , هناك الديموقراطية  التي عطلت السلطة تقدمها وتطورها  , هناك الفقر المتزايد   ومصاريف الجيش   , الذي لم يكن فعالا ضد عدو أكثر من فاعليته ضد الشعب ..هناك اسئلة حول  مهمة الجيش , هل هو كتائب الأسد أو هو الجيش السوري , واذا كان كتائب الأسد , فعلى الأسد تمويله من ملياراته , ,اذا كان الجيش السوري   , فلا يحق له اطلاق مدافعه على الأحياء السورية ..وما ذكرت ليس الا حيز بسيط من كتلة الأمور المعلقة  , والتي  تطرح اسألة   يجب الاجابة عليها .

تشخيص  حالة الأزمة بأنها “خلصت ”  له دلالات  وخواص عديدة ,  فالخاصة الأولى  هي ان التشخيص غير مصيب , وهذا مايبرهنه الواقع  , الخاصة الثانية  تتمثل بعسكرة العقل  السياسي , ولو لم تحتل العسكرة عقل بثينة شعبان  , لكان بامكانها  رؤية الجوانب الأخرى للأزمة  , التي بدأت  ولم تنتهي  الا بعد حل معقول ومرضي  بعض الشيئ  للمشاكل العالقة ..انها مشاكل   احدثتها السلطة , ولا علاقة لحدوثها بالتواطئ بين الشعب “العميل” وبين ” الخونة” .

وعلى ذكر العملاء والخونة …رويدا ..رويدا ..فمن يسمح لنفسه استخدام لغة السلطة التخوينية التكفيرية  , يستطيع القول  ان من خان الوطن  هي السلطة , وأنا لا أحب استخدام لغة التخوين , لذا أقول , ان من الحق الضرر بالوطن هي السلطة  , وذلك عن طريق العديد من الأخطاء التي ارتكبتها .

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *