وأنا اريد لك الحرية يارامز حسين (مقال أنا أيضا أريدك حرا , رامز حسين) وحريتي تنتهي عندما تبدأ حريتك , وكلما ارتفع سقف حريتي , ارتفع دافعي للدفاع عن حريتك ,التي هي حريتي أيضا .. ولكوني عضو في مجتمع فلا فاصل بين حريتي وحريتك ..كل منا ملك الآخر ومسؤول عن الآخر(العقد الاجتماعي ) .
وادعائك صحيح , على أن مفاهيم بعض الثوار ,من الذين تنصبهم أنت كمسؤولين عن كامل الثورة السورية ) ,مبهم وغير ناضج وعليل , ولم يدع احد على أن الشيخ عدنان العرعور , هو أب الديموقراطية والحرية والثقافة , الا أن الثورة السورية لاتقتصر على العرعور وأمثاله , المتكسب العرعور جديد على كار الثوار , وهو حقيقة أحد مخربي الثورة , ولا علاقة له بربيع دمشق واعلان بيروت وغير ذلك من النشاطات الثورية السابقة .. ومن يراجع أدبيات السياسة السورية في نصف القرن الأخير يكتشف على أن عمر الثورة يوازي عمر النظام , والوضع الحالي ليس بالجديد كيفا , وانما كما فقط , ساء الوضع بازدياد الاحتقان , الذي بلغ أوجه الآن , حقيقة لم يكن للنظام أن يستمر أكثر من أربعين عاما ,فالنظام عليل ولاديا بعار الانقلاب , والنظام العليل أمرض سوريا وجعل منها كسيحة مقعدة , هذا ناهيكم عن انتهاك عرضها وفتل عقلها .
الغريب في أمرك يا أخي رامز هوانشطارك الى شطرين . الشطر الأول يفرز معارف في غاية السمو حول الحرية التي لاتقبل بحق تجزأتها , والشطر الثاني يفرز بلاهات لم أكن أنتظرها منك … أنك تريد عامدا متعمدا اختصار ادراك الثورة السورية للحرية ومعانيها وأسسها بشعارات العرعور ورجاله , العرعور هو فلسفة الثورة ورمزها !!, ولا أظن على أنك تجهل هامشية العرعور عقليا وانسانيا وان شئت ثوريا , والعرعور لم يكسب الا الأهمية التي أعطته اياها السلطة عامدة متعمدة , واضافة الى الشبه الكبير بين العرعور والسلطة , فالعرعور يمثل الند والخصم الأمثل للسلطة , التي لاتستطيع الا ممارسة النزال بالبنادق , وهذا مايقوى عليه العرعور أيضا ويريده , السلطة لاتقوى على منازلة فكرية وليس لها من العقل والفكر مايذكر ..حالها حال العرعور , , لذا نراها ونراك تختار العرعور دائما كمعارضة مثالية لها , وتجلسه على كرسي قيادة الثورة , وتصر , كاصرار السلطة ,على الباسه ثياب الثورة , واعتباره فلسفتها ورمزها , مع العلم على أنه يخرب الثورة , ومن هنا فالعرعور ند للنظام وحلمه ..هذا هو مضمون الشطر الثاني الذي يتضمن الجهل المتعمد بخصوص قطاع الطرق من أمثال العرعور .
من ناحية أخرى تتجاهل بشكل مريع , كل ماقيل من مختلف الجهات الثورية .. المجلس الوطني,التنسيقيات …الشخصيات الثائرة منذ عقود.. رواد الزنزانات والسجون , من تبنى ربيع دمشق واعلان بيروت ..تنسى ميشيل كيلو وحسن الخير وجورج صبرا وحسن عبد العظيم ولؤي حسين ومشعل التمو وروزا ياسين حسن وسمر يزبك ومحمد حبش وصادق جلال العظم وسهير الأتاسي ورياض الترك وياسين الحاج صالح ..الخ , وتنسى نفسك أيضا , ولا تريد الا رؤية العرعور وجماعته كممثلين عن الثورة , وكل البيانات التي صدرت حول الحرية والديموقراطية والمساواة ونبذ العنف وبيان ربيع دمشق واعلان بيروت وكل مايكتب من مقالات من رجال الثورة وما تكتبه أنت شخصيا , كل ذلك لم يلفت انتباك الوقاد ..ثم تسأل عن المفهوم المبهم للحرية عند هؤلاء االثوار , ولا مبهم عندهم , لهم ادبياتهم السياسية الواضحة وضوح الشمس , المبهم هو عند السلطة فقط , وحتى لامبهم عند العرعور ..فلا حرية عنده للآخر , لايوجد عنده الا التسلط , وهل قدمت السلطة خلال العقود الأربعة الأخيرة أقل من التسلط المطلق ؟؟؟ لذا هي عرعورية بامتياز . ثم تسأل بحق .. “أفلا يحق لنا نحن الشعب السوري الذي يهتفون باسمه كل يوم أن نفهم كيف سنعيش هذه الحرية الموعودة ، و ما هي رؤية أصحاب شعار الحرية للحرية نفسها ، و كيف هي رؤيتهم لحريتنا بعد انتصار الثورة إذا انتصرت ؟ ” نعم يحق لك وواجبك أن تسأل , أو بالأحرى اسأل نفسك , فالحرية الموعودة ليست الا الحرية التي تفضلت بتوصيفها , ولا يوجد أي تباين بينك , وبين كل ماصدر عن الفئات الثورية المختلفة , ماعدا جماعة العرعور , وأصلا لم يتحث العرعور ولو تتحدث جماعته عن موضوع الحرية ,… انها ضمن مشيئة الله , هؤلاء تحدثوا فقط عن اساليب القتل التي قمت بتوصيفها في العديد من المناسبات .
تسأل عن أهداف المتظاهرين ,وشعاراتهم , واذ كانوا يؤمنون حقا بشعار الحرية السياسية وحرية الرأي والتعبير .وأسباب التظاهرمعروفة عندك وعند كل سوري؟, ومن يتظاهر من أجل الحرية يريدها حقا , ومن يموت من أجل العدالة يريدها حقا , ومن يطالب بحقوقه المسروقة منه يريدها حقا , لقد اغتالت السلطة الكثير من معالم كرامة وكينونة المواطن , لذلك يتظاهر المواطن المحروم حتى من حق التظاهر , ويعرض حياته للموت , وليس قلة من ماتوا في التظاهرات , الا أن ارادة الشيئ تختلف عن التوصل الى هذا الشيئ , ولا يظن عاقل على أن الثورة ستحقق لكل فرد ما يحلم به , ولا يظن عاقل على أن الثورة ستحقق كامل أهدافها خلال يومين , ولحد الآن حققت الثورة الكثير , وأكثر مما كنت أتوقع .
ثم تتهم ياعزيزي رامز أشباحا بمصادرة حريتك , والأشباح صادروا حريتك (ادعاء)وذلك بسبب ايمانك ببشار الأسد كمشروع وطني اصلاحي حريص على السيادة الوطنية , , من هؤلاء الأشباح الافتراضيين الذي امتهنوا كرامة حريتك ؟, ومن أودعك في السجن لايمانك ببشار الأسد ؟ ومن قلع أظافرك بسبب ايمانك هذا ؟ , ومن قطع لسانك كما قطع لسان حسن الخير ؟ , وهل أصبت بالشلل من جراء السجن والتعذيب بسبب ايمانك ببشار الأسد , كما أصيب نزار نيوف بسبب عدم ايمانه بالأسد ؟ , انك تتخيل ! يهيؤ لك !!! على انك معتقل , لم يعتقلك أحد ولاا يستطيع أن يعتقلك أحد .. انك ابن السلطة الغير راضي عنها وتشعر بشيئ من الذنب , لذا تخضع لعملية الاسقاط النفسية, حيث تسقط على ذاتك ماسقط فعلا على الآخر ..شبه هلوسات ! المعتقل والذي صودرت حريته هو الآخر وليس أنت يارامز حسين ..استيقظ !! , لم أكن انتظرها منك , ولم أكن انتظر منك تلك الانانية المفجعة ..فالحقيقة هي التالية ..انك متضايق جدا الآن لأن الأوضاع تغيرت بعض الشيئ, وهناك من يعارض ويقول لا , الا أنك لم تكن متضايقا جدا تحت ظل النظام الذي تروج له ولرئيسه عنما سجن وعذب واعتقل تعسفيا وأعدم وامتهن كرامة البشر وسرق مال الناس , ولو كنت متضايقا لما روجت للنظام بتلك البدائية الانفصامية المروعة , التي تتمركز حول “الأنا” ولا تدرك الى امتيازات الذات .
ولم أكن أنتظر منك القول على أن المتظاهرون حولوا من يؤمن ببشار الأسد الى شبيحة , مع العلم ان وجود الشبيحة في صفوف الأسد هو أمر موثق , ولماذا تنكر على بعض المتظاهرين ممارسة غبية , تتمثل في اعتبار كل جبهة الأسد شبيحة , بينما تعتبر أنت كل الثوار عراعرة , وتصر بكل تجاهل وفجاجة على ذلك أيضا , ومن اعتبر فئات المعارضة الأخرى مثل المجلس الوطني أو هيئة التنسيقيات وغيرهم مجرمين وقتلة هو الموقع الذي نشرت به مقالك هذا ..وكل يوم يروي موقعك الكريم (فينكس)حكايات عن” عصابات “لؤي حسين وبرهان غليون ورياض الترك وحسن عبد العظيم والشقفة وغيرهم , وزميلك مذهبيا نضال نعيسة هو الذي رأى ميشيل كيلو في صفوف الاخوان المسلمين , وملهمك أبي حسن هو الذي شهر بسهير الأتاسي وبمنى سكاف وروزا حسن ياسين . وهو الذي يتحدث يوميا بدون خجل أو ضمير عن عصابات رياض الترك ولؤي حسين وياسين الحاج صالح , ولا أظن أنك تعارضه في هذه المنهجية , ولو كنت تعارضه لكان عليك أن تقول ذلك .
تخاف من المحاكم الميدانية في سوريا الجديدة , وأعجب منك أنت المعجب ببشار الأسد هذا الخوف , اذ أن عهد عائلة الأسد لايعرف الا المحاكماات الميدانية ومحاكمات أمن الدولة , أو بالأصح لايعرف في الكثير من الحالات أي محاكمات ..ان كانت ميدانية أو غير ميدانية ,عجبا كيف لايمتلكك أي خوف في سوريا الأسد , وترتعد خوفا من سوريا الجديدة الافتراضية , التي لم تراها بعد , مع العلم على أن الثورة ضد الظلم قد تظلم , والثورة ضد الفساد قد تفسد , وبالرغم من ذلك لاتوجد اسباب وجيهة للقول , على أن القضاء سيصبح أسوء من القضاء الحالي , اذ لايمكن تصور وضعا أسوء من الوضع الحالي , لذا لاوجوب للخوف من المستقبل ,الذي سيكون بالنسبة للأكثرية أفضل من الحاضر , المستقبل سون لن يكون بالنسبة للبعض أفضل من الحاضر , خاصة أولئك الذين يروا مضمون حياتهم في شيئ واحد , هو السرقة والتسلط , حيث ستمثل هذه الممارسات مستقبلا الشواذات , وليس قاعدة كل تعامل , كما هو الحال الآن .
تعترض على استخدام عبارة “الشعب يريد ..” مستنكرا اختزال الشعب بأشخاص من يردد هذا الشعار, ألم يكن قولك في سياق مقالك “أفلا يحق لنا نحن الشعب السوري ” صورة طبق الأصل عن عبارة “الشعب يريد ..” , وليس لأحد الحق في محاسبتك على ذلك ..ولم أكن أنتظر منك هذا الاصطياد في الماء العكر ….الشعب يريد ..هو تعبير مجازي كتعبيرك “نحن الشعب”, وبهذه المناسبة أود أن أسألك كيف عرفت أن هؤلاء , وتقصد بذلك المعارضة , لايتجاوزون ثلث الشعب , وعلى مايبدو فان مبدأ الثلث دارج , العرعور قال انه غيرمهتم بمصير ثلث الشعب السوري , وها أنت تقول ان هؤلاء لايتجاوزون ثلث الشعب , ومن مقالك أشتم رائحة عدم اهتمامك بهذا الثلث , الذي تتهمه بشكل غير مباشر بالاجرام … ها أنت استقريت رقميا مع العرعور في قارب واحد وعلى مقعد واحد ..يا للعار !!
انك تسأل ومن حقك أن تسأل , الا أنك تعرف الجواب بكل تأكيد , تتظاهر وكأنك لاتعرف , وهذا اسلوب مريض في الطرح , على كل حال , انك تعود بأسئلتك عن المرأة وحقوقها الى العرعور , وتريد التأكيد على وصايته على الثورة , وهذا ليس صحيح , لايوجد أي شك بأنه سوف يكون لسوريا الجديد دستور مدني , وسوف لن يكون لها دستور قسري, والدستور السوري الجديد في سوريا الجديد سوف يراعي كامل فئات الشعب , وليس لك هنا الحق في استسباق الأمور , وأحب تذكيرك بما حدث يوم أمس وفي يوم أمس أقرت اللجنة المكلفة بصياغة الدستور السوري الفقرة الثانية من المادة الثالثة, والتي تقول ان التشريع الاسلامي هو المصدر الرئيس للشرع السوري, وأظن انك تعرف على أن الرئيس الراحل حافظ الأسد هو الذي أدخل هذه الفقرة في الدستور عام 1973 , لذا فانه من السخرية بعقل القارئ أن تضع تلك المفاضلة المقيتة في مقالك ..”هل ستعطى المرأة بشكل عام حقوقاً أكبر من الحقوق التي يعطيها لها النظام الحالي على علاته؟” نعم سيكون لها حقوق الانسان المعروفة عالميا .
لسوريا الجديد سيكون هناك نظام علماني (بفتح العين ) , لا توجد أي دلائل على أن النظام الجديد سيكون اخونجي , أو أكثر اخونجية من النظام الحالي , وخوفك على حرية التدين وممارسة الشرائع يفشي الدوافع التي أملت عليك ذالك الموقف الخائف من الثورة , وأملت عليك الاصرار على اعتبار العرعور ممثلها ,اطمئنك على انه سوف لن يكن هناك مواطن من الدرجة الثانية , كما هو الحال اليوم في ظل المادة الثامنة , النظام الحالي هو الذي أوجد المواطن من الدرجة الثانية بفعل هذه المادة , لذا أصبحت الثورة ضرورية لالغاء هذه المادة وما شابهها , وذلك بعد لأن عجزت السلطة لحد الآن عن الغاء هذه المادة , التي يعتبرها بخيتان والساعاتي مكتسبات بعثية , وبالحقيقة هي انتهاكات ومقتنصات وسرقات بعثية .
نعم قدم الثوار مشروعا واضحا لنظام مابعد الثورة , ويمكنك التعرف عليه من أدبيات الثورة , وليس من من أدبيات العرعور , وما ذكرته عن الاجبار على االتظاهر ومعاقبة من لايقف مع الثورة ..لهو من أتنفه ماقرأت …انها ممارسة عرعورية -سلطوية بامتياز ..الا تعرف كيفتسير السلطة مسيرات التأييد .. وكيف يجبر الموظف والتلميذ على السير في المسيرة ..هل تعيش في سوريا أو على القمر ؟؟؟, ممارسة القسر هو القاسم المشترك بين العوعور والسلطة .
تتحدث عن المحاكم التي انشأتها الثورة , وهنا تقصد بدون شك حالات الاغتيالات , التي تنفذها جماعة العرعور , ألم تسمع باغتيلات الشبيحة , التي يسميها النظام فرق المتطوعين , ولا أريد هنا ممارسة تعداد القتلى من قتل أكثر ومن قتل أقل , لأني سوف لن أصل الى نتيجة , واذا أردت البحث بالتفصيل فسترجح كفة الشبيحة بالقتل , الذي تمارسه مع أجهزة الأمن ليس من بداية هذا العام , وانما منذ سنين .. , وفي النهاية اريد أن اختم تعليقي على مقالك بالأسطر الأخيرة الموضوعية منه وخاصة العبارة الأخيرة التي أعجبتني جدا :
“لا أدعي أن الشعب السوري لا يستحق حرية سياسية تعبر عن خياراته و أحلامه و رؤاه ، ولكن هذا لن يكون سوى بفتح الحياة السياسية الحقيقية وحرية تشكيل أحزاب حقيقية ضمن السقف الوطني السوري ، تتيح لكل مواطن التعبير عن رأيه و أفكاره وبضمانة دستور متحضر ، وهذا ما يجب على النظام تبنيه إذا كان يريد الإصلاح الحقيقي. كما لا أدعي هنا أن النظام وفر حريات مطلقة فيما سبق خصوصاً في المجال السياسي و لكنه للحقيقة و التاريخ وفر جزءاً مهماً من الحريات الأخرى ( خصوصاً الدينية والحرية الفكرية وحتى السياسية بأسقف منخفضة) ، هذه الحريات السياسية التي لم تكن تعني كثيراً من السوريين في ظل عدم حملهم لتوجهات سياسية معارضة للنظام وهذه حقيقة بغض النظر عن صحة هذه الظاهرة وعن المسؤولية المباشرة للنظام في هذا الوضع الخاطئ. للحرية حدود يجب أن نراها جيداً ، و إذا أردنا أن يحترم الآخرون حريتنا فعلينا أولاً أن نحترم حريتهم و خياراتهم.
أنا لا أخاف من الحرية و إنما أخاف عليها. ولأني أريدك أن تريدني حراً فأنا أيضاً أريدك حراً.”