رسميا يجب فهم مهمة المراقبين على أنها مراقبة تنفيذ البنود الأربعة التي جري التوقيع عليها من الجامعة العربية ومن الحكومة السورية, في حين تفهم الحكومة السورية الأمر بشكل مختلف , ولا يمت الى البنود الأربعة بصلة كبيرة , وقد كان هناك أمل كبير في أن يخفف وجود المراقبين من حدة وبدائية التداول السياسي بين السلطة وبين معارضة مسلحة , تأثير وجود المراقبين على الأحداث السورية كان ,كما قيل في التقرير الذي صدر أمس , جزئي , وقد أضاف التقرير أشياء أخرى حول التعذيب والاعتقالات , مما يوحي بشكل التقرير النهائي في أواخر هذا الشهر , واذا لم يحدث تحسن واضح على واقع الحرب الأهلية السورية , تحسن ينعكس على صيغة التقرير , فان التدويل سيأتي لامحالة .
ليس بمقدور الحكومة السورية تنفيذ البنود الأربع حرفيا أو حتى ل ٧٥٪ , هذا التنفيذ يعني سقوط السلطة , وعدم التنفيذ يعني سقوط الجامعة , الذي يرغبه أعداء السلطة السورية , لأن ذلك يعني التدويل , الذ سيعجل من سقوط النظام , وقد يقود الى سقوط وانهيار الدولة السورية بشكل كامل.
لقد اختذلت السلطة السورية مضمون الحرب الأهلية السورية , الى مضمون يتعلق بحرب ضد عصابات مسلحة , والحل الأمني يريد تخليص البلاد من العصابات , وبذلك تأمل الحكومة بامكانية شرعنة الحل الأمني ,الا أن العالم بأكثريته لاير ما تراه الحكومة السورية , التي تريد الانفراد بالمعارضة وسحقها , لأن ابادة المعارضة واجب قومي !!! , ومن لايؤيد ذلك فمصيره الى السجن , ولما ضاقت السجون تفكر بعض الأوساط القريبة من النظام بنزع الجنسية عن الفرد السوري , كما حدث بالنسبة للأكراد ..النظام ينزع الجنسية عن بعض الملاين من البشر , ويعطي الجنسبة لبعض الملاين , وبهذاه الوسيلة يمكن تغيير النسب المئوية , حيث تتحول أقلية مذهبية الى أكثرية …
هناك الكثير من الابهام بما يخص حجج الحكومة ورؤيتها حول موضوع السيادة والحماية والقانون وغير ذلك من الأشياء , التي يمكن رؤية مثيل لها في العراق أيام صدام وفي ليبيا أيام القذافي , ,وهذه الأشياء مثلت الواقع العراقي والليبي مؤخرا , وتمثل الآن الواقع السوري , الذي سيتطور بشكل مزيج من الوضع العراقي والوضع الليبي , وهذا مايجب قوله بصراحة كاملة للشعب السوري , وعلى الشعب اتخاذ القرار المناسب , وبالشكل الذي يقتدر عليه , والشعب , حسب تقديري , لايملك الآن مايكفي من المقدرة على المصارحة بالقرار , فكيف مع تنفيذ القرار؟؟؟, لايوجد الحد الأدنى من الديموقراطية , التي تسمح للشعب أن يقرر أو ينفذ شيئا ما , وكلي تفهم للمواطن السوري الصامت الخائف المترعد والمرتجف ..محبوسية١٠ سنوات ليست مشوار تفكه .. دخول السجن أمر سهل جدا , اما الخروج منه فهو صعب جدا , والمستحيل هو الخروج من السجن دون ندبات أو أضرار دائمة عضوية أو نفسية , وعن الأضرار المادية لا لزوم للحديث .
لم يراقب المراقبون ما يجب عليهم مراقبته , ألا وهو تنفيذ البنود الأربعة , ومهمتهم التي قيل ان نجاحها في الأسبوع الأول كان جزئي , فشلت , حتى عند الاعتراف بجزئية نجاحها .. التطور يشير الى التدويل , الذي سيكون أول عمل له هو اسقاط السلطة … بشكل ما ! وأكثر الأشكال كارثية هو الشكل العسكري !