عداء الشعب للدولة !, أوللسلطة !

من  الأخطاء الشائعة في بعض  أنحاء العالم  القول , هناك عداء بين  الشعب والدولة  , والخطأ يكمن في   استخدام كلمة “الدولة”  بدلا عن الاستخدام المحق لكلمة “السلطة” أو الحكومة , اذ أنه من المعروف  على  أن الدولة لاتعني النظام , والنظام لايعني السلطة , الدولة ثابتة , والسسلطة  متغيرة الا في سوريا الأسد , لايوجد عداء بين الدولة والشعب  , مكونات الدولة  اثنين , أرض وشعب , فلا يمكن  عداء الأرض , لا يعقل عداء الذات  أي  عداء الشعب للشعب, الشعب يعادي السلطة  , ويجب أن يعاديها , خاصة عندما تقتنص السلطة الحكم  بشكل   لاشرعي واجرامي ..عن طريق انتقلاب عسكري مثلا , حيث تقول السلطة  أن الانقلاب ثورة مجيدة  , وتدخل في الدستور  ضرورة  تبني أهداف هذه الثورة المجيدة  , ومن لايتبنى  مبادئ الانقلاب  المسمى  زورا “ثورة”  يجري صهره بالأسيد , أو على الأقل زجه بالسجن سنين .

السلطة  مؤلفة من  أربعة مكونات ..تشريعية وتنفيذية وقضائية , وفي بلاد البشر توجد سلطة رابعة , هي الصحافة  أو الرأي العام , وأين  هي الغرابة في  عداء الشعب السوري للسلطة السورية , وهل احترمت السلطة السورية  مكوناتها  أصلا ,؟هل احترمت  السلطة المكون التنفيذي أو التشريعي أو القضائي أو المكون الرابع ؟ , لم تحترم أيا منهم , وناصبتهم العداء  حتى الموت , لذا ليس من الغريب  أن يناصب الشعب سلطة قضت على مؤسساته .

ثم كلمة  الى  أبو سلمى  عن السيادة والاستقلال السياسي , الذي  يقول  انه لم يتحقق الا بعد تسلم عائلة الأسد السلطة بعد عام 1963  أو بعد عام 1970 ,  فالاستقلال السياسي  يعني أنه لايوجد مستعمر  للبلاد ..ان كان خارجي أو داخلي , وعدم وجود مستعمر  يعني  على أن للبلاد سيادة , أي أنها مستقلة , , أما عندما  ترزخ البلاد تحت نير  اللاشرعية , يقال ان اللاشرعية  اغتصبت السيادة   , التي لم تعد بيد الشعب  ,وانما بيد المغتصب  ,  نتيجة لذلك  يجب القول   على ان البلاد فقدت استقلالها , وسارق  الاستقلال  هو المستبد المستعمر الداخلي أو الخارجي .  يجب هنا  التشديد على ان علاقة الموافقة  أوعلاقة الرفض , هي علاقة بين السلطة والشعب , وليس بين الدولة والشعب , والادعاء  بوجود  رفض أو عداء  هو ادعاء باطل ,  الرفض والعداء  هو  واجب وطني شريف  , عندما تصبح السلطة فاسدة , ودرجة تأزم العداء والرفض هي  معيار أساسي للفساد . نادرا مايخطئ الشعب على المدى المتوسط والبعيد  , وقد كان تحمل الشعب السوري  للسلطة الأسدية  طوال هذه السنين من أكبر أخطاء  هذا الشعب تاريخيا ,  وهاهو الآن يدفع الفاتورة العالية .

لقد  حرصتدائما على  استعمال  كلمة “سلطة”  وليس “دولة “,  وأحد  أهم ممارسات  التمويه  والتعتيم  كانت باستخدام كلمة “دولة ” من قبل زبانية  ومرنزقة السلطة  , ثم التشديد  على القيئ التآمري ..المؤامرة لاتستهدف السلطة وانما تستهدف الدولة , وبذلك تريد الزبانية  تقديس السلطة  بحشرها في الدولة المقدسة , واذابة الدولة في السلطة  , وهذا يعني باللغة السلطوية  على أن من  يعادي السلطة   يرتكب الخيانة العظمى , فالى المشنقة  يا أخونا  وبدون أي تردد , والى المشنقة آل العديد من ابناء هذا الشعب  , من الذين  قاموا بواجبهم تجاه الدولة وناصبوا السلطة  العداء   ..لهم يجب  رفع النصب التذكارية  , وليس  للنصاب الذي اغتال الوطن وحرية المواطن  واستعمر الوطن والمواطن   وسرقهم .

اذا  كان من الضروري تقييم المستعمر الداخلي ماديا  ومن مبدأ الربح والخسارة  بالنسبة للشعب  , ومقارنته بالمستعمر الخارجي  (بدون عواطف ومعنويات ) ,  فانه من السهل البرهنة  على  أن المستعمر الداخلي , في العديد من الحالات  , كان أشد ضررا للشعب من المستعمر الخارجي … والأمثلة على ذلك عديدة  وفي كل البلدان العربية بدون أي استثناء ,  وأظن على أنه من  المفيد  لما بقي من كرامة  للوطن السوري  , ان نتجنب التفاصيل في هذا الموضوع ..انه موضوع  مثبط ومؤلم جدا .

لاذابة الدولة في مسحوق السلطة  الفاسدة  , واعتبار الدولة والسلطة وجهان لعملة واحدة  العديد من النتائج الكارثية للوطن, , وأهم هذه النتائج الكارثية  , هي اضعاف شعور الانتماء للوطن من قبل المواطن, وان كان للمادة 285  من الدستور السوري  أن تطبق بشكل عادل  , فعلى السلطة أن تذهب الى السجن  , وليس ميشيل كيلو أو مشعل التمو أو حسن عبد العظيم  ..وغيرهم , من أضعف الشعور القومي  أي شعور الانتماء للوطن  , ليس هؤلاء , وانما السلطة   وفسادها واصرارها  أن تكون الوجهة الآخر للعملة . وعلى من يصر على ذلك أن لايعجب  من كفر المواطن بالدولة  ..أصلا كفر المواطن بالسلطة   وليس بالدولة , وللكفر بالسلطة/الدولة في الوطن السوري اسباب عديدة جدا , وحتى الأستاذ أبو سلمى يجب أن يعرفها  بشكل كاف .

اذا أزمن الاجراء  يصبح ثقافة , وفي الوطن السوري  يمكن الحديث عن ثقافة الرفض  للسلطة  , ونقض هذه الثقافة لايتم  بتغيير المواطن , وانما بتغيير السلطة , التي يجب أن تفرض على المواطن احترامها , واحترام السلطة لايتم بارسال الشبيحة لتقتيل المواطنين , وانما باحترام مصالح الشعب النفسية والمعنوية والمادية ,فلا  الأمن ولا الشبيحة ولا المخابرات  ولا الفساد  , الذي تمثله السلطة بامتياز, احترم الشعب , فكيف على الشعب احترام سلطة من  هذا النوع ؟؟

عدم احترام السلطة  وكرهها ينعكس للأسف على الدولة , التي يسعى المواطن الى تخريبها انتقاما من السلطة  اولا , وتقليدا للسلطة ثانيا , فالمواطن  الذي يكسر زجاج نافذة في مدرسة عمدا , هو مواطن منتقم  ..من من ؟؟من السلطة , وهو مواطن مقلد للسلطة , التي تخرب وتكسر وتسرق وتغتال , ولماذا على المواطن الحفاظ على زجاج النافذة  , عندما تسرق زبانية السلطة المليارات , وتغتال  الانسان   والحرية والوطن ؟؟؟يقال عداء !, نعم انه عداء ورفض مباشر للسلطة , التي أوقعت الوطن في متاهاتها , السلطة التي اجبرت المواطن الى هجر الوطن  قسرا  , وما هي البدائل عند المواطن ..المهجر أو المحجر  , ومن يظن على أن المحجر  يقتصر  على  سجون أمن الدولة  وغيرها من القواوةيش والمواخير فقد أخطا , الوطن السوري  اصبح سجنا كبيرا  , والمواطن موضوع تحت الاقامة الجبرية , اسأل المغترب يا أبو سلمى , المواطن يحب وطنه , ولا يحب سلطته  وتسلطها , التي تعتبره عميلا  وخائنا , وهو الذي يقدم للوطن أكثر من 25% من ميزانيته ..اسأل المغترب  الذي يعيل  العديد من أفراد عائلته  وأقربائه  عن رأيه بالسلطة , سوف لن تجد  الا من تتهمه السلطة بالعمالة ..انه معارض خارجي ..سافل دنيئ  ومنحط

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *