من الأخطاء الشائعة في بعض أنحاء العالم القول , هناك عداء بين الشعب والدولة , والخطأ يكمن في استخدام كلمة “الدولة” بدلا عن الاستخدام المحق لكلمة “السلطة” أو الحكومة , اذ أنه من المعروف على أن الدولة لاتعني النظام , والنظام لايعني السلطة , الدولة ثابتة , والسسلطة متغيرة الا في سوريا الأسد , لايوجد عداء بين الدولة والشعب , مكونات الدولة اثنين , أرض وشعب , فلا يمكن عداء الأرض , لا يعقل عداء الذات أي عداء الشعب للشعب, الشعب يعادي السلطة , ويجب أن يعاديها , خاصة عندما تقتنص السلطة الحكم بشكل لاشرعي واجرامي ..عن طريق انتقلاب عسكري مثلا , حيث تقول السلطة أن الانقلاب ثورة مجيدة , وتدخل في الدستور ضرورة تبني أهداف هذه الثورة المجيدة , ومن لايتبنى مبادئ الانقلاب المسمى زورا “ثورة” يجري صهره بالأسيد , أو على الأقل زجه بالسجن سنين .
السلطة مؤلفة من أربعة مكونات ..تشريعية وتنفيذية وقضائية , وفي بلاد البشر توجد سلطة رابعة , هي الصحافة أو الرأي العام , وأين هي الغرابة في عداء الشعب السوري للسلطة السورية , وهل احترمت السلطة السورية مكوناتها أصلا ,؟هل احترمت السلطة المكون التنفيذي أو التشريعي أو القضائي أو المكون الرابع ؟ , لم تحترم أيا منهم , وناصبتهم العداء حتى الموت , لذا ليس من الغريب أن يناصب الشعب سلطة قضت على مؤسساته .
ثم كلمة الى أبو سلمى عن السيادة والاستقلال السياسي , الذي يقول انه لم يتحقق الا بعد تسلم عائلة الأسد السلطة بعد عام 1963 أو بعد عام 1970 , فالاستقلال السياسي يعني أنه لايوجد مستعمر للبلاد ..ان كان خارجي أو داخلي , وعدم وجود مستعمر يعني على أن للبلاد سيادة , أي أنها مستقلة , , أما عندما ترزخ البلاد تحت نير اللاشرعية , يقال ان اللاشرعية اغتصبت السيادة , التي لم تعد بيد الشعب ,وانما بيد المغتصب , نتيجة لذلك يجب القول على ان البلاد فقدت استقلالها , وسارق الاستقلال هو المستبد المستعمر الداخلي أو الخارجي . يجب هنا التشديد على ان علاقة الموافقة أوعلاقة الرفض , هي علاقة بين السلطة والشعب , وليس بين الدولة والشعب , والادعاء بوجود رفض أو عداء هو ادعاء باطل , الرفض والعداء هو واجب وطني شريف , عندما تصبح السلطة فاسدة , ودرجة تأزم العداء والرفض هي معيار أساسي للفساد . نادرا مايخطئ الشعب على المدى المتوسط والبعيد , وقد كان تحمل الشعب السوري للسلطة الأسدية طوال هذه السنين من أكبر أخطاء هذا الشعب تاريخيا , وهاهو الآن يدفع الفاتورة العالية .
لقد حرصتدائما على استعمال كلمة “سلطة” وليس “دولة “, وأحد أهم ممارسات التمويه والتعتيم كانت باستخدام كلمة “دولة ” من قبل زبانية ومرنزقة السلطة , ثم التشديد على القيئ التآمري ..المؤامرة لاتستهدف السلطة وانما تستهدف الدولة , وبذلك تريد الزبانية تقديس السلطة بحشرها في الدولة المقدسة , واذابة الدولة في السلطة , وهذا يعني باللغة السلطوية على أن من يعادي السلطة يرتكب الخيانة العظمى , فالى المشنقة يا أخونا وبدون أي تردد , والى المشنقة آل العديد من ابناء هذا الشعب , من الذين قاموا بواجبهم تجاه الدولة وناصبوا السلطة العداء ..لهم يجب رفع النصب التذكارية , وليس للنصاب الذي اغتال الوطن وحرية المواطن واستعمر الوطن والمواطن وسرقهم .
اذا كان من الضروري تقييم المستعمر الداخلي ماديا ومن مبدأ الربح والخسارة بالنسبة للشعب , ومقارنته بالمستعمر الخارجي (بدون عواطف ومعنويات ) , فانه من السهل البرهنة على أن المستعمر الداخلي , في العديد من الحالات , كان أشد ضررا للشعب من المستعمر الخارجي … والأمثلة على ذلك عديدة وفي كل البلدان العربية بدون أي استثناء , وأظن على أنه من المفيد لما بقي من كرامة للوطن السوري , ان نتجنب التفاصيل في هذا الموضوع ..انه موضوع مثبط ومؤلم جدا .
لاذابة الدولة في مسحوق السلطة الفاسدة , واعتبار الدولة والسلطة وجهان لعملة واحدة العديد من النتائج الكارثية للوطن, , وأهم هذه النتائج الكارثية , هي اضعاف شعور الانتماء للوطن من قبل المواطن, وان كان للمادة 285 من الدستور السوري أن تطبق بشكل عادل , فعلى السلطة أن تذهب الى السجن , وليس ميشيل كيلو أو مشعل التمو أو حسن عبد العظيم ..وغيرهم , من أضعف الشعور القومي أي شعور الانتماء للوطن , ليس هؤلاء , وانما السلطة وفسادها واصرارها أن تكون الوجهة الآخر للعملة . وعلى من يصر على ذلك أن لايعجب من كفر المواطن بالدولة ..أصلا كفر المواطن بالسلطة وليس بالدولة , وللكفر بالسلطة/الدولة في الوطن السوري اسباب عديدة جدا , وحتى الأستاذ أبو سلمى يجب أن يعرفها بشكل كاف .
اذا أزمن الاجراء يصبح ثقافة , وفي الوطن السوري يمكن الحديث عن ثقافة الرفض للسلطة , ونقض هذه الثقافة لايتم بتغيير المواطن , وانما بتغيير السلطة , التي يجب أن تفرض على المواطن احترامها , واحترام السلطة لايتم بارسال الشبيحة لتقتيل المواطنين , وانما باحترام مصالح الشعب النفسية والمعنوية والمادية ,فلا الأمن ولا الشبيحة ولا المخابرات ولا الفساد , الذي تمثله السلطة بامتياز, احترم الشعب , فكيف على الشعب احترام سلطة من هذا النوع ؟؟
عدم احترام السلطة وكرهها ينعكس للأسف على الدولة , التي يسعى المواطن الى تخريبها انتقاما من السلطة اولا , وتقليدا للسلطة ثانيا , فالمواطن الذي يكسر زجاج نافذة في مدرسة عمدا , هو مواطن منتقم ..من من ؟؟من السلطة , وهو مواطن مقلد للسلطة , التي تخرب وتكسر وتسرق وتغتال , ولماذا على المواطن الحفاظ على زجاج النافذة , عندما تسرق زبانية السلطة المليارات , وتغتال الانسان والحرية والوطن ؟؟؟يقال عداء !, نعم انه عداء ورفض مباشر للسلطة , التي أوقعت الوطن في متاهاتها , السلطة التي اجبرت المواطن الى هجر الوطن قسرا , وما هي البدائل عند المواطن ..المهجر أو المحجر , ومن يظن على أن المحجر يقتصر على سجون أمن الدولة وغيرها من القواوةيش والمواخير فقد أخطا , الوطن السوري اصبح سجنا كبيرا , والمواطن موضوع تحت الاقامة الجبرية , اسأل المغترب يا أبو سلمى , المواطن يحب وطنه , ولا يحب سلطته وتسلطها , التي تعتبره عميلا وخائنا , وهو الذي يقدم للوطن أكثر من 25% من ميزانيته ..اسأل المغترب الذي يعيل العديد من أفراد عائلته وأقربائه عن رأيه بالسلطة , سوف لن تجد الا من تتهمه السلطة بالعمالة ..انه معارض خارجي ..سافل دنيئ ومنحط