المناعة ضد الحل

الوضع في سوريا  دخل في طريق وحيد الاتجاه ومسدود اضافة الى ذلك , فالجامعة العربية المدعومة من قبل  اطراتف قوية في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة  , ومن معظم الدول العربية  وحتى من روسيا والصين  , لاتستطيع ان تتراجع , والنظام السوري  لايستطيع ان يستسلم بهذا الشكل , ماتريده الجامعة العربية  هو استسلام   سوريا  وقبول وصايتها  على سوريا  دون قيد أو شرط ., فهل يستطيع النظام السوري  تقبل هذه الاهانة .

واذا كانت الاهانة تعني  حقن حقن الدماء .فأين هي المشكلة ؟

الجامعة العربية طلبت  اعطاء نائب الرئيس صلاحيات  تمكنه من الاشراف على  التمهيد لمحادثات مع المعارضة , فأين هي المشكلة  باعطاء فاروق الشرع تلك الصلاحيات ؟

ثم أن الجامعة العربية طلبت  حكومة موسعة  تشمل المعارضة  , حكومة وحدة وطنية  خلال شهرين , واذا حدث ذلك , فأين هي المشكلة بذلك ؟

من يريد فعلا حل الأزمة لايجد أي مشكلة في كل النقاط التي طرحتها الجامعة العربية , أما من لايريد حل المشكلة  فيرى الكثير من المشاكل  في طرح  الجامعة العربية , ولكن المشاكل تهون عند مقارنة هذه المشاكل  , مع المشاكل  التي ستحدث  اذا لم تحل الأزمة, وهذه المشاكل ذات أهمية حيوية بالنسبة للدولة السورية , الا أنها ذات أهمية حياتية بالنسبة للسلطة السورية , التي سوف لن تستفيد كثيرا من موقفها الحالي , ووضعها شبه ميؤوس منه … وقد قرأت في سيريانو مقالا من جريدة السفير  قبل يومين تقريبا , وهذا المقال أظهر لي  على أنه لم تعد هناك سلطة  مركزية في الدولة السورية … حمص ..حماه ..الزبداني ..درعا ..ادلب …كانتونات شبه مستقلة عن الحكومة الدمشقية ..ما قرأته  هو وصف لتفكك   الدولة ..وهذا التفكك هو سمة من سمات الدولة الفاشلة أو الدولة التي تسير في طريق الفشل , وكلمة الدولة الفاشلة لاتعني فشل الدولة في مشروع معين و وانما تعني الانهيار الكامل  ..صوماليا  مثلا , والمسؤول عن فشل الدولة  هي الدولة بذاتها , ومن سيحاسبه التاريخ هي سلطة هذه الدولة  .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *