الأسد وفاتورة الهوية ..

نشر الأستاذ أبو سلمى مقالا  لداود الرمال في هذا الموقع   تحت عنوان  :الأسد  يدفع  ثمن رفضه  المس بالهوية  والغرب يسأل  عن سر وحدة الجيش , وقد تضمن  مقال الرمال /أبو سلمى  العديد من النقاط التي  تستحق  البحث   , وذلك على الرغم من أن هذه النقاط معروفة  ومعادة  مئات المرات  , وقد جرى استهلاك مضامين هذه النقاط  من السلطة السورية  في عشرات السنين السابقة  , وللحقيقة يجب القول   , ان السلطة السورية ليست من ابتدعت الاتجار بالقضايا القومية  عن طريق طروحات من هذا النوع , ومن يستطيع التعرف بشكل كاف على القذافي  يكتشف اساليب مشابهة بل مطابقة للأساليب السورية  , حيث  وضع القذافي الشعب الليبي والشعوب العربية  أيضا ولمدة حوالي أربعين  عاما  دائما في  وضع  الفرحة بالاصلاح والتقدم الموعود , حيث يجري نفخ بالون الانتظارات , حتى ينفجر البالون  , عندها يقال , سبب انفجار البالون  هو المؤامرة  ,أو الضغوط  التي تتعرض اليها الجماهرية العظمى من قبل الغرب أو الشرق ,  أو عدم موافقة مؤتمر الشعب  على اقتراحات الأخ معمر , ومؤتمر الشعب هو بمثابة مجلس الشعب أو مجلس النواب , والأخ معمر هو بمثابة  كل شيئ في القيادة الليبية  , الا أن قال تكرارا  انه لاوظيفة رسمية له في ليبيا ,انه قائد لثورة مستمرة  فقط , وكل الأمور الليببية بيد   مؤتمر الشعب  حصرا !!!

يقول  مقال الرمال /أبو سلمى  ان الضغوط التي  تعرضت اليها سوريا  في السنين ال 12 الأخيرة  وضعت الرئيس بين هم الاصلاح الداخلي الذي  كان يبتغيه  ويسعى الى مقاربته  بما أوتي من  امكانيات  , وبين هم  مواجهة  استمرار  محاولات تطويق  النظام  السوري  بهدف جعله يتنازل عن ثوابته القومية .

وأعجب هنا من اعتراف الكاتب لاشعوريا  بقصور السلطة  ,  السلطة التي تقود بلاد مسؤولة عن نجاح السياسة الخارجية  وعن نجاح السياسة الداخلية , ولا يمكن بشكل مزمن تبرير  الفشل الداخلي بالصعوبات الخارجية , خاصة عندما تكون هذه الصعوبات من صنع السلطة , هناك بدون شك كوارث طبيعية  تقود الى تغيير برنامج ما , كالكارثة التي حدثت في اليابان , الا أن تقتصر سياسة سلطة  على تبرير فشلها  بأمور افتراضية , فهذا أمر سيقود  الى الكارثة , وقد قادت سياسة   التبرير  هذه الى   تراكم الأزمات ,وبالنهاية الى افراز وضع  عملاقي “التأزم” والى الكارثة التي نعيشها الآن في الوطن الممزق المتحارب الفقير المعزول  المتهم  …

ولو أخذنا   بعض النقاط   كمثال على ذلك ..قانون الطوارئ ..لقد بقي العمل بقانون الطوارئ ساريا  حوالي أربعين عاما , وعلى فكرة   لايوجد في العالم قانون طوارئ   أعمر من قانون الطوارئ السوري ,  وقد جرى الغائه  في الفترة  التي تتطلب بالفعل قانون طوارئ ..أي الأشهر الأخيرة  , وقد بررت السلطة دائما  وجود قانون الطوارئ بالحاجة الأمنية  , التب بلغت أقصاها  قبل الغاء قانون الطوارئ ..لقد كانت الأحوال  قبل سنين  أهدأ بكثير منها في الوقت الحاضر  ..وقد كان بالامكان الغاء قانون الطوارئ  ..وهذ يعتبر فشلا ذريعا , وتغطية هذا الفشل  بافتراضيات  وتلفيقات   هو فشل اضافي .

لو اخذنا قانون الاعلام  , لقد كان بالامكان تطوير قانون الاعلام وممارسات الاعلام الرسمي  , لتصبح ممارسات حضارية  قبل سنين  , الا أن السلطة عللت ذلك بهجمة التضليل  التي تمارسها قوى الفتنة  والمؤامرة على سوريا  , وفي قمة الأزمة السورية  جرى تعديل وتطوير القانون  بشكل ينال رضى وموافقة الكثير من المواطنين , ومنهم كاتب هذه السطور , والفشل هنا لاعلاقة له بقانون الاعلام القديم  فقط , وانما بفقدان النية التطورية عند السلطة , وعدم احترام السلطة لكرامة البشر , حيث كان  يكفي القول بأن الاقتصاد السوري مريض , حتى يذهب عارف دليلة الى السجن أكثر من عشر سنوات .. , وشأن كينونة المعارضة  لايختلف  عن الكينونات الأخرى … الآن ,وفي الأزمة المحتدة   يشدد الرئيس على الحاجة الى معارضة , بينما كان موضوع معارضة انسان للسلطة قبل سنوات قاتل له .والأمثة على ذلك أكثر من أن تعد .

لا أود هنا التوسع  بتعداد  ماكان عليه أن يحدث , ولم يحدث  , وما كان عليه أن يحصل ولم يحصل  , ولا ضرورة للتوسع في تعداد النقاط التي تبرهن عن  فراغ التبرير  الذي جاء في المقال  المذكور  , وعن وهميته  وتجنيه على الحقيقة  , الى اني اريد تقديم مثال عن الضغوطات  التي سببها تصرف السلطة , فالسلطة ذهبت الى لبنان بحوالي 20000 عسكري  ومخابراتي  وغيهم  من اللصوص,  والذهاب الى لبنان كان بشبه اجماع دولي  عربي وأجنبي , ماذا فعل العسكر في لبنان ؟؟؟ وهل اجبرت المؤامرة رستم غزالة  أو غازي كنعان  أو عبد الحليم خدام  أو غيرهم من العائلة وخارج العائلة  على القيام بالتصرفات التي قاموا بها , وحدوث أزمة بخصوص لبنان  وتواجد العسكر السوري هناك لاعلاقة له بالمؤامرة الخارجية  وانما بالمسلكية البربرية للجيش السوري وقادته والسؤولين عن الملف اللبناني   , ثم  اللصوص الذين سرقوا لبنان  الأخضر واليابس .. ..من السجادة ..حتى الشهادة ..حتى السيارة ..او المرى ..كل شيئ  بشري أو مادي أو معنوي …واذاتأزم الوضع السوري في لبنان بسبب مؤامرة , فمن قام بهذه المؤامرة ؟؟

1/3 ..للبحث تتمة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *