الأمر مع مقابلة أدونيس أصبح بمنتهى الصعوبة , والأفضل تجاهل كل ماقيل ويقال حول هذه المقابلة ,..اختلط الأمر علي , ولم أعد أستطيع تمييز الصدق من الكذب , ولا الخطأ من الصواب ..مقولات متضاربة , وكل من الأطراف يريد تسويق أدونيس , الذي أصبح عمليا بلا رأي , أي جثة فكرية ..أقول بلا رأي مجازا , ذلك لأنه من غير الممكن التعرف على رأي أدونيس , رأي يخضع للتشويه والتزييف والاختصار والحذف والتزوير والتغيير , ولكي أتعرف على رأيه يجب على أن أعيش معه , فلا هو يريد ولا أنا أريد , باختصار علي تجاهل كل القيل والقال من وعن الشاعر أدونيس .
لقد أوقع الاعلام العاهر القارئ في مطب الخدعة , وأظن ان أدونيس وقع أيضا في هذا المطب , عليه وعلي كقارئة اختلط الأمر بعمق .
لالزوم للتنجيم ولا لزوم لقراءة أي شيئ تفصيليا , أدونيس معروف من زمن بعيد ..انه لاديني ..انه مدني ..انه ديموقراطي ويؤمن بفصل الدين عن الدولة , يؤمن بحقوق الانسان , والمرأة انسان , لايؤمن بالظلم ولا بالديكتاتورية ..حر ومتحرر ويريد أن يحرر الانسان والأدب من اغلالهم ..ولما كنت أعرف عنه كل ذلك ,فلماذا الخوض في بحور أكاذيب الصحف والمواقع والمجلات .. وغيرهم من وسائل الاعلام ..وسائل أصبحت مستنقعا نتنا .
صدق الأستاذ أبو سلمى عندما قال , ان التزوير ضخم , وقد تكون النسخة الأصلية مزورة , واذا تمكن التزوير من اصابة النسخة الأصلية , فعلى ماذا نستطيع الاعتماد ؟؟
لقد فشلت كل السلطات في العالم العربي ..السلطة الأولى والثانية والثالثة , وسلطة الاعلام الرابعة فشلت فشلا ذريعا , وفشلها ليس بالجديد , انه فشل مزمن , وعمره عمر فشل السلطات الثلاثة الأخرى ..فلماذا نقرأ ؟؟ , ولماذا نعيش ؟ ولماذا نحارب أو نجاهد أو نناضل ..ولكي نكون أسوياء , علينا بممارسة مهنة الكذب . انها المهنة الوحيدة الرائجة , وما تبقى كساد وقمامة نتنة ..الباقي مضيعة وقت وقرف ..مجتمع لايستطيع ممارسة الأمانة الأخلاقية بخصوص مقالة كتبها شاعر ..هل لنا الحق أن نكون مستقلين كمجتمع ودولة ؟ أو انه من واجب الانسانية البحث عن وصي لنا ..يجب وضعنا تحت الوصاية ..لأننا غير جديرين بالاستقلال الفكري , ومن لايستطيع أن يكون مستقل فكريا , لايستطيع أن يكون مستقل سياسيا واجتماعيا واقتصاديا .. هكذا نحن حتى مع بعض التجميل .