دعوة للتأمل في ردود بعض كتاب “سيريانو” وقراءهم!!

كتبت هذه السطور الخميس 22 كانون الأول ولم أنشرها مباشرة وتركتها لصباح الجمعة الباكر لعلي أنقح بعض كلماتها وسطورها ومع وقوع فصل جديد ونوعي من المأساة الوطنية التي نعيشها قررت عدم نشرها على “سيريانو” حرصا على احترام المشاعر الوطنية الموحدة التي تولدها المآسي الوطنية بيننا كسوريين نحب ونقدس وهي سورية – ولي خصوصا سورية التاريخية بما فيها فلسطين المقدسة – ولكن وبعد قراءة “مقالة” السيدة نسرين عبود قدمت للمقالة السابقة وجدت ضرورة تقديم هذه السطور بما لها وما عليها.

 دعوة للتأمل في ردود بعض كتاب “سيريانو” وقراءهم!!

هذه المرة سأفعل ما يفعله معظم الزملاء في “سيريانو”  أي أني لن أتواضع وأكتب تعليقا على تعليق أسفل مقالة ما “تستحق” التعليق بل سوف أقدم مادة مستقلة ولكني لن أصنفها على أنها مقالة لأني لا أنوي كتابة مقالة متكاملة عن الموضوع رغم أهميته ولكن أحببت فقط أن أدعو الزملاء الى تأمل فقط ردود أفعالهم وأفعال بعض قراءهم عما يقدم على الأقل هنا في موقع “سيريانو”.

مثلا السيد ” أحمد الغنظاوي” وفي تعليقه على مادة “كرامة الوطن بجريدة الوطن” يستشف المرء من كلامه أنه معارض وهذا حقه ولكنه قدم صورة حقيقة وإن كانت فيها شيء من الطائفية إلا أنه أحسن في إثارة الانتباه عما يجري من جرائم بحق الوطن والمواطن السوري باسم ما يسمى “ثورة الربيع العربي في سورية” حيث قال في تعليق على مادة “كرامة الوطن بجريدة الوطن”:” أخوتي تقبلوني على ما أنا عليه أنا ضد النظام و ضد الممارسات الخاظئة لأخوتنا في الثورة بالنهاية كلنا شعب سوري عم نشرب من مية وحدة و ربينا على أرض وحدة ولكن أقسم بالله العظيم أن هناك الكثير من التجاوزات و الجرائم اللاأخلاقية التي تتم بحق أخواننا العلويين و بالتحديد في مدينة حمص والله أنو أكثر من 80% من هذه الطائفة الكريمة ضد النظام و لكن ممارسات أخوتنا في الثورة جعلتهم يتضامنون مع النظام”.

أنا شخصيا لا أؤمن أن هناك مقومات “ثورة” حقيقة وما أراه ينسجم تماما مع ما قاله أستاذي الدكتور رياض متقلون في مقالته ” الثورة السورية موديل سواطير 2011″ وثمة دليل بسيط وواضح عن لا ثورية “الثورة” وهو ما قاله السيد أحمد الغنظاوي نفسه من وجود ” الممارسات الخاظئة لأخوتنا في الثورة بالنهاية كلنا شعب سوري عم نشرب من مية وحدة و ربينا على أرض وحدة ولكن أقسم بالله العظيم أن هناك الكثير من التجاوزات و الجرائم اللاأخلاقية التي تتم بحق أخواننا العلويين …..”

طبعا أنا أتحفظ أولا على كلمة ” لأخوتنا في الثورة” لأنهم ليسوا أخوة لنا بل هم مجرمون أو مغرر بهم أو حمقى بيدهم أسلحة و يظنون أنهم يخدمون “دينهم” أو “وطنهم”؛ وثانيا أتحفظ على أي إشارة الى طائفية أي سوري.

ولكن سؤالي هنا هو ما يلي: ماذا كانت ردة فعل “الأخوة” الزملاء “الأعزاء” في “سيريانو” على هذا الكلام عن تجاوزات المجرمين؟  

الجواب هو: لا شيء! لماذا “لا شيء”؟

لأن هذا الكلام ليس فيه مجال للتهجم على النظام وشيطنته وليس فيه مجال للعزف على ألحان و موشحات “الفساد” و”الإفساد” وليس ثمة مجال للتعليق خطايا الشعب السوري ضد نفسه على النظام السياسي في دولته لذلك مر كلام السيد ” أحمد الغنظاوي” دون “ردح” من السيدة نسرين عبود ولا السيدة سلفيا باكير ولا سوقية مصطلحات السيد “تيسير عمار” عن “الكراخانة” والكراخنجية” و”العهر السياسي” ولا تنظيرات السيد أدام توماس(*) الوطنية الذي لم يعرف من مقابلة الرئيس بشار الأسد مع محطة (ABC) إلا نسخة المحطة الأمريكية ولم يتطرق ولم يتعرف – كما يبدو على الأقل -الى  المقابلة الكاملة التي اقتطعت أجزاء منها عن قصد بدافع شيطنة سورية والرئيس الأسد والمؤتمر الصحفي للدكتور جهاد المقدسي (*2) الناطق باسم وزارة الخارجية السورية عن المقابلة وعما جرى فيها من إساءة متعمدة معروفة – بل معروفة جيدا جدا – عن الإعلام الغربي ضد كل ما يمسنا جميعا في البلاد العربية ووطننا السوري والفلسطيني بشكل خاص.إذن لا غرابة في تلك التنظيرات من أدام توماس عندما يصر على معرفة الحقيقة من مصادر غربية فقط لم تعرف أن تقدم الحقيقة يوما وخاصة لما يتعلق الأمر بقضايا منطقتنا ولكن السيد أدم لم يكترث لذلك وهذا يدعونا ربما الى اسقاط تنظيراته كلها لانها قائمة على صورة غير لصيقة الصلة بارض بلادنا سورية بل غير مكترثة بفهم طبيعة الناس في بلادنا التي لا ينطبق عليها “حرب النظرات” كما يقال في بلادنا!!

أقول بكل صراح أن هذا معيب جدا ويكشف الكثير عن دوافع البعض في الكتابة هنا والذي قد – وأقول “قد” وفقط “قد” – لا يخرج عما يمكن تفسيره بحسب المقالة التالية على الأقل و أقول “على الأقل” وليس إلا “على الأقل” :

” Coup d’etat in Disguise: Washington’s “Democratization” Template  ”  الذي نشرها موقع :www.strategic-culture.org  (*3).
http://www.strategic-culture.org/news/2011/12/14/coup-etat-in-disguise-washington-democratization-templete.html

تمنيت كلمات قليلة من التعاطف مع ضحايا الإجرام الذي تقوم به “العصابات” “الثورية” التي على الأقل تحدث عنها السيد ” أحمد الغنظاوي” تلك “العصابات” التي تسعى الى “تحقيق الديمقراطية والحرية للشعب السوري ضد نظامه” الذي لم يجد واحد منكم فضيلة واحدة فيه بل هو حسب رأيكم هو الشيطان وقد تجسد بنظام. طبعا معظمكم ليس لديه الرغبة لتقديم تعاطف إنساني أو وطني مع هؤلاء الشركاء في الوطن لأن ذلك قد يؤدي الى هدم أو تشويه الصنم المعظم الذي يصلي البعض له اسمه “الثورة السورية” كما أن تعاطفا مثلك ذلك قد يؤدي على الأقل الى شيء من التقليل من شيطنة النظام السياسي في سورية لذلك لم أجد منكم ولا حتى “ردحة” صغيرة ولا حتى “كوبلية” (couplet) واحدة من موشحات المعروفة جيدا عند البعض!!  

 وأعود الى ردود بعض القراء من جديد والتي تكشف بكل وضوح عينات من السويات الثقافية التي يواجها المرء في نقاش القضايا الوطنية مع نظراءنا من “المواطنين” السوريين وخاصة هذه الأيام ومن هذه الردود رد السيدة “الدكتورة في الأدب المقارن” على مقالة “القبيسيات السوريات”. أنا لا أستطيع تخيل أن تكتب دكتورة في الأدب المقارن كلاما وخطابا مثيلا لخطاب هذه الدكتورة التي يمكن لها أن تكون “دكتورة ” ولكن في الأدب العربي الجاهلي – أو غير الجاهلي ولكنه أدب عربي على كل حال – وبالتأكيد من جامعة عربية تحديدا إلا إذا كانت هي نفسها الدكتور الأستاذ “القرونوسطوي” عبد النبي اصطيف أو من أمثاله مع بالغ الاحترام لأستاذي د. اصطيف الذي شذ عن كل معايير الأستاذة الجامعية كونه حاصل على درجات علمية رفيعة ولديه علم جيد جدا ولكنه يعيش مفارقة استثنائية تصل حد “الشذوفرينيا” (schizophrenia)  بين علمه (كم معلوماتي هائل) وبين طريقة حياته (مع أم مجد) وطريقة إدارته التي أوصلته الى حمل عصا والتفتيش على موظفي إحدى دوائر وزارة الثقافة السورية ذكرتني به و عن حديثه وحنينه الى التدريس في التعليم الابتدائي في منطقة محافظة درعا السورية. السيدة الدكتورة فوق خطابها الفريد ترى وجود “ثورة سورية” وترى “انتصارها”!!

وعن نفس المقالة أي “القبيسيات السوريات” تكتب السيدة ” الحرية الحمراء ” ما يلي:

“كاتب المقال وضع حملتين صح عن القبيسيات ولكن ذلك لا يعطيه المصداقيه لبقية المقال الذي ملآه بالسم الزعاف..والاكاذيب. سوريا تفخر بوجود كوكبة من الفتيات امثال القبيسيات (مثال العلم والطهر واخلاق) وليس كمثل والدة واخت الكاتب اللواتي يسهرن طوال الليل في الحانات بين الخمور والمخمورين . عليه ان يسال والدته من هو والده . وانا اراهن انها تعجز عن الجواب .. حتى هي لاتعرف من هو .”

هذا الخطاب المسف لن أفصّل في إدانته و شجبه لأنه يحمل الإدانة لكاتبه أو كاتبته بحد ذاته إنه “الفكر” الذي أوصل الى إهانة  كاتب المقالة – “القبيسيات السوريات” – إهانة غير مقبولة ولا تنم عن فكر سوي ولا وجدان سوي لا إنسانيا ولا وطنيا وأختم بالعودة الى  الدعوة الى تأمل ما يكتب في “سيريانو” و أضيف عليه “قد تقتل رصاصة شخصا واحدا لكن الكلمة قد تقتل أمة وقد تبيد شعبا” وهذه ليست دعوة الى السكوت و كم الأفواه ولكنها دعوة الى المسؤولية في الكتابة والحرص على فكر نقدي عميق وموضوعي وليس “انتقادي” يغرق في سطحية الأفعال وردودها من انتقام و تهجم عبثي يطيح بالعقل والوجدان ولا يسف إسفاف الرعاع ولا يأكل في “الجيف” آكل الضباع الجياع (*4)!!

ملاحظات إضافية:

(*) ولا حتى “ارتكاسة” واحدة من  “ارتكاسات” زميل يصر على استخدام هذه الكلمة – أي كلمة “ارتكاسات” – “كلما دق الكوز بالجرة” اسمه الأول على القافية مع اسمه الثاني  مع سلاماتي له ويعطيه العافية  والذي لم يظهر جهله باستراتيجيات السياسة الوطنية ليس لسورية فحسب بل ولا لأي دولة في تاريخ البشرية تحترم وجودها السياسي والثقافي وليس هذا فحسب أيضا بل و حتى جهله بتاريخ وطبيعة الصراع مع إسرائيل وأبعاده الإنسانية أولا ثم الوطنية والسياسية.

(*2) وأكيد لم يطلع على رسالة د. مقدسي في الدكتوراة وهي بعنوان : ( Terrorism and the Role of Media in forming Public Perception) .

 (*3) الدكتور رياض متقلون كتب مقالة مشابهة في شهر نيسان 2011 تنبأ فيه بكل ما جاء بهذه المقالة التي لم تعد وحيدة بل كتب أمثالها الكثير مقالة الدكتور رياض متقلون بعنوان:

“Popular Demands” Transmogrified to Achieve What America’s Might Failed to” by Riad Matqualoon.

 (*4) على القافية ها ؟ تمثلا بالبعض الذي نبش في مقابر فن المقامات القرونوسطية وما يزال يحي عظامها وهي رميم وأقصد طبعا رميم عظام “القرونوسطية” وليس فن المقامات فقط.

 

 

 

 

دعوة للتأمل في ردود بعض كتاب “سيريانو” وقراءهم!!” comments for

  1. سيريانو تقدم الشكر الجزيل للأستاذ صياء أبو سلمى على نظرته التأملية , وتشاركه في الكثير من تأملاته , سيريانو يؤمن بشكل متطرف بحرية الفكر , والفكر يعرف القيم والتافه , وحتى موضوع “القيم والتافه” يخضع الى معايير تسبية , ليس لنا الا احترام الرأي الآخر مهما كان , وسيكون لسيريانو في عام ٢٠١٢ رأيا يمثل وجهة نظر الموقع , الا أن الموقع سوف لن يكون يوما ما ممثلا لوجهة نظر واحدة أو اتجاه واحد ..تعدد الأفكار وتناقضها وتضاربها هو الأساس لبناء فكر أنقى وأسمى وأكثر انتاجية , ونظن على أننا احترمنا بما فيه الكفاية تعددية الفكر , ونأمل أن نستطيع الاستمرار في هذه المنهجية في عام ٢٠١٢ , الذي نرجو له أن يكون عام خير وبركة على الوطن السوري وعلى المواطنين السوريين

    • بموضوعية ومسؤولية!الشكر لهذا الاهتمام والمتابعة. أيماني أن احادية الفكر هو الموت بذاته فأنا بطبيعتي هيغلي بنسبة كبيرة في مفهوم الجدل والحوار (DIALECTIC)ولكني أرى أن يكون ذلك بموضوعية ومسؤولية! ليس ثمة فكر إن لم يكن موضوعيا و مسؤولا!!

  2. لقد تأخرت بعض الشيئ في الاجابة على بعض النقاط التي أوردها السيد أبو سلمى و الذي اريد تشجيعه على اتحاف الفكر ببعض من افكاره ومقالاته , حتى ولو تحفظت جدا على مضامين هذه الأفكار .
    ليس من الضروري لسلامة وصحة وعافية وطنيتي أن استوردها من أبو سلمى , ومن اعتباراته وتصنيفاته بما يخص الشهيد والمجرم , وما يخص الثورة أو العصابة ..يظن خاطئا انه المعيار لكل فضيلة سياسية , ويظن خاطئا على أن ان السلطة هي المقياس لكل عمل وطني … تفكير أكل الدهر عليه وشرب ..معيالر الوطنية الوحيد بالنسبة لي هي مماراساتي الشخصية , التي يجب عليها أن تتلائم مع القانون وشرعية من صاغه … ثم مع الأخلاق , أمور أكثرها شخصي بحت , وما طلبه الاصطفاف في صف معين تحت طائلة التخوين , الا ممارسة فوقية استبدلدية , كنت قد تطرقت اليها في مقال نشرته هذا اليوم ’
    ارتكاسي لبعض التعليقات هو أمر شخصي بحت , وعندما أجد مايستلزم التعليق , أعلق , توجد حسب رأي تعليقات لااجد أي حاجة في الاجابة عليها , وأبو سلمى يفعل نفس الشيئ , لايعلق على كل تعليق , وهذا واجبه وحقه …
    انتظر مني الأستاذ أبو سلمى أن أتعاطف مع ضحايا الاجرام الذي تمارسه العصابات الثورية .. ونظريا يمكنني القول :أنتظر منه بالمقابل التعاطف مع ضحايا الاجرام , الذي تمارسه عصابات السلطة !!! الا اني لا أريد احراجه , فرجل السلطة لايستطيع القيام بذلك , أريد هنا التأكيد على أني أتعاطف مع كل قتيل أو جريح أو منكوب سوري أو غير سوري.
    لو أن المحفز على طلب التعاطف انساني بحت , لما اقتصر على ضحايا دون الآخرين ..ضحايا العصابات الثورية !!!اانه مطلب سياسي هدفه التعاطف مع السلطة , آسفة يا أستاذ أبو سلمى !لا أستطيع الاستجابة الى طلبك

      • أنا دعوت الى التأمل وليس الى هكذا “استجابة” ممن يشارك القاتل في قتل وطن عبر خلق الأطار النظري لعملية القتل لا يتوقع منه التعاطف مع ضحايا الأجرام. لو أنك كنت ضحية يوما- كما أدعيت يوما- فلا يمكن لك أن لا تستنكري القتل أي كان مصدره طالما استهدف إنسانا ما. كم سرني ردك هذا فقد أثبت دون أدنى شك حقيقة حقدك و حقيقة دافعك لكل كلمة كتبتيها وهو الانتقام! الحقد والانتقام لا يولدان “فكرا” كما يفترض أن يكون الهدف من الكتابة في “سيريانو” أبدا بل أجواء لجريمة وحمام دم. أشكر لك نزع القناع عن وجهك نهائيا. أما أني لم أتعاطف مع قتلى يسقطون على أيدي النظام أو ممن يتهمون أو يورطون النظام فهذا افتراء وقح منك فقد فعلت ذلك أكثر من مرة ولن أفعله إرضاء لك أو لغيرك بل إرضاءا لوطنيتي وانسانيتي. لا يمكن تبرير القتل مهما كان فاعله وحتى ولو كان انتحارا في سبيل خبر عاجل على قناة الجزيرة يزيد في أسهم أل ثاني لدى أسيادهم الأمريكان ليأخذوا عنهم وكالة شاملة لإدارة دمار الشرق الأوسط و دمار سورية خاصة. حزني على سورية أن ممن يدعون الانتماء لها يكيدون لها أكثر مما يكيد لها الأمريكان والاسرائيليين وحتى عربان الخليج!!!! ولولاهم لما تجرأ أحد من هؤلاء على تجريم سورية أبدا واستباحة أرضها وأهلها بحجة الإصلاح الذي لا يمكن انكار حاجة سورية له من أي عاقل أو وطني أبدا!!! ثمة فرق كبير بين اصلاح وطن واغتياله ولو عبر “فكر” انتقامي حاقد يتجسد بك تماما التجسد!!!

  3. الرئيس السوري وجه الكثير من الاتهامات والانتقادات الى عنوان الاعلام السوري الرسمي , مهنيا فاشل ومصداقيته تتراوح حول الصفر , وقد مارس هذا الاعلام الكذب والتملق لحوالي نصف قرن .
    لاعلاقة للبحث عن الحقيقة ومصادرها بالتحزب لجهة ما , ولم أجد صحفيا أو وكالة انباء تداولت النسخة السورية من المقابلة مع ABC, وحتى في سوريا فان مصداقية اجهزة الاعلام الرسمية ضحلة جدا , , وليس من مصلحة الوطن والوطنية , التي يحرص الاستاذ ضياء أبو سلمى على توزيعها على العباد حسب معاييره, ان يقوم المواطن بتصديق أي كذبة , وقد صدق المواطن في العديد من الحالات اكاذيب الاعلام الرسمي , وكانت النتائج كارثية ..لا أدعي ان الاعلام الغربي يمارس الصدق المطلق , الا أنه من الممكن قراءة جريدة فرنسية أو انكليزية او غير ذلك دون الاصابة بجلطة دماغية , تصفح جريدة الثورة أو غيرها من الرسمي السوري قد يترافق مع أزمة عقلية وقلبية ضخمة , وأنت تعرقف ذلك تمام المعرفة يا أبو سلمى , الا أنك تريد ممارسة الوصاية على العموم ..الذي تنصحه , بدون أي شك, بقناة الدنيا وجريدة البعث والثورة , والوطن , …ان الفكر السياسي الرسمي مريض , ومرضه عضال , وكما تفضلت وقلت في أكثر من مناسبة ..المرض هو احادية النظرة والفكرة والسكرة , والأحادية لايمكن أن تتحقق الا بالفرض والقسر .. الاعلام السوري يمارس القسر والفرض , وبذلك لايستطيع أن يكون ديموقراطي , والأفضل بالنسبة للصحة العقلية أن لايتعامل الانسان مع اعلام من هذا النوع .

    • الكليشهات اللغوية المقيتة!!! أولا أرجو أن نكف عن استخدام الكليشهات اللغوية المقيتة مثل “العباد” في”على توزيعها على العباد حسب معاييره” ومثل “البلاد والعباد” وما شاكلها مما تتداوله العامة في خطاب لغوي ميت محنط تفوح منه غبار الماضي الصحراوي القرونوسطوي. وثم إذا كنت ترى معايير أوزعها فإني مدرس جامعي لا أستطيع رؤية العالم دون منظور معياري ما لأن جوهر المعرفة الإنسانية هي كشف المعايير و رؤيتها تتغير وتتطور نحو معايير جديدة مع مسيرة كشف الإنسان للكون من حوله! تذكر: جوهر العلم هو “التسمية” أي التعريف للتمييز ثم استخدام مقياس معايير لإطلاق حكم قيمة ما. أما الإعلام الغربي فهو أكذب إعلام على الإطلاق جوهره غربة الإنسان عن جوهره الحقيقي وقوامه قائم على المسرحية السياسية التي تمارس عليه بحرفية عالية جدا.أما الإعلام السوري فهوإعلام “غبي” ساذج و بدائي ولكن هذا لا يعني أن لا نتابعه لأنه يبقى وسيط تواصل ما ضمن المجتمع السوري لا يمكن تجازوه ضمن معطيات الواقع الذي ليس من العقل أن نقفز فوقه وكأنه غير موجود: حتى لو بقي الضرب على طبلية البيت القديم – كما في بيت ستي الدمشقي القديم في حي القنوات – للتواصل بينك وبينك ستك العجوز فإنك مرغم على استخدامه وعدم الاعتراف به هو نوع من العمى عن أرض الواقع وخاصة في أيام الحرب والحالة التي نعيشها في سورية الآن هي حرب بكل معنى الكلمة. أما قضية “الوصاية” فإنك مخطئ تماما لأني ممارسة النقد والتقييم والدعوة الى الموضوعية لا الإغراق في الذاتية حتى حد الاستمناء هي ليست وصاية لأن الوصاية هي لمن هم دون سن الرشد ولا أعتقد أني أخاطب أشخاص دون سن الرشد في “سيريانو” ربما باستثناء شخص واحد فقط. قد يكون البعض ” نوّاحة مدّاحة ” أو “ردّاحة فحّاحة” ولكنهم ليسوا دون سن الرشد العمري على الأقل لأمارس عليهم الوصاية!!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *