نقلا عن جريدة الوطن السورية: رياض متقلون يكتب:”المؤامرة” أوجدت سايكس بيكو ووعد بلفور وأبقت مفاعيلهما نعم إنها مستمرة.
من الغباء تفسير كل شيء حسب نظرية المؤامرة إنها إهانة للعقل وقدرته على الفعل الإنساني ولكن الغباء الأكبر هو عدم أخذ نظرية المؤامرة في الحسبان في كل ما يتعلق بأمور «الشرق الأوسط» إذ يكفي أن المؤامرة هي التي شكّلت الحدود النهائية لدول المنطقة (سايكس– بيكو) والمؤامرة (وعد بلفور) هي التي شكلت كياناً مصطنعاً في قلب العالم العربي يخرق بوجوده كل قوانين المنطق والتاريخ والجغرافية كياناً اسمه إسرائيل. كما أن مؤامرة أسلحة الدمار الشامل والتي تبين فيما بعد أنها أسلحة الكذب الشامل هي التي دمرت أكثر بلد عربي تقدماً علمياً وتعليمياً بعد سياسة حصار وتجويع، بلد فقد مئات الآلاف من القتلى وأكثر من 10 ملايين من المشردين عن بيوتهم داخل وخارج العراق الذي لا يزال ينزف من دم أبنائه حتى يومنا هذا. طبعاً مؤامرة اتهام سورية باغتيال رفيق الحريري والتي تجرع السوريون مرارة فصولها لأكثر من 3 سنوات لا يمكن تحييدها هنا والتي سيجري التطرق لها لاحقاً. (المؤامرة على ليبيا أوضح من أن نناقشها الآن والتي كل يوم نكتشف تفاصيلها تباعاً).
وسط ضغوط غربية وعربية وتحديداً أميركية هائلة على سورية ونظامها ووسط تصريحات نارية تجفل الشجعان خرجت وزيرة الخارجية الأميركية «هيلاري كلينتون» على نحو مفاجئ بتصريح يشذ على نحو صادم عن إيقاع ومعاني كل التصريحات السابقة لتقول فيه «ما قدمه الرئيس الأسد من إصلاحات لم يقدمه أي زعيم آخر» وفي غضون أقل من أسبوع تراجعت عن التصريح وطالبت كلينتون من الرئيس الأسد بالتنحي ووصفته بفاقد للشرعية فما المنطق وراء ذلك؟ وما الأسباب الكامنة في تحولات دراماتيكية مفاجئة مثل هذه؟ كل محاولات الإجابة المنطقية فشلت في تقديم الإجابة المقنعة والكافية لتغير دراماتيكي كهذا ولكن ثمة تبريراً يبدو منطقيا جرى تداوله مؤخراً وخاصة بعد تأكد كشف سورية لشبكة تجسس خطيرة تغطي سورية ولبنان- حزب اللـه وإيران وربما دول أخرى قد لا تكون إقليمية ويبدو إلى حد بعيد منطقيا أن تصريح كلينتون جاء متزامناً مع كشف شبكة التجسس التي حاولت كلينتون استمالة دمشق لئلا تكشف بقية أوراق الشبكة الذي جعل عملاء المخابرات الأميركية تهيم في بلادنا عمياء كما صرح مسؤول أميركي: «أصبحنا كالعميان في مواجهة حزب الله». ويبدو أن خروج بعض التسريبات الصحفية الغربية أعطت شيئاً من المصداقية أكبر لإعادة تصديق الأمر وفهم تصريح كلينتون الغامض المحير ضمن هذا السياق حتى يأتينا شيء آخر إما يزيد تصديقه أو ينفيه بشكل نهائي علما أن السيد حسن نصر اللـه أعلن عن اكتشاف الجواسيس في حزيران الماضي وكتب الكثيرون عن كشف الشبكة في سورية وظهر الكثير من المعلومات والمعطيات والمقالات العديدة التي تتحدث عن كشف الشبكة في سورية وإيران وحزب الله. (راجع مثلا مقالة للسيد إبراهيم الأمين في جريدة «الأخبار» بعنوان: «الاستخبارات الأميركية تهرب من بيروت»).
واليوم وبعد قيام دولة قطر بزحلقة السلطة الفلسطينية عن دورها في رئاسة الجامعة العربية بعد انتقال دور السلطة للرئاسة بيومين ثم مؤامرة تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية بطريقة غير ميثاقية وغير قانونية ثم الضغط على الدول العربية ترغيبا (رشوة غير مسبوقة بحجم البترودولار) أو ترهيباً (تسليط «الجزيرة» للتحريض على الأوضاع الداخلية للبلد العربي مع تزامن الضغط الأميركي والفرنسي المباشر) اتضحت خيوط المؤامرة على سورية ولم تعد خيوطا بل حبال تعمي كل عين لا تريد أن ترى حجم التآمر على سورية وحجم المؤامرة الكبرى التي بدأت فصولها فيما يسمى «الربيع العربي» واللعب على حاجة سورية للإصلاح ذلك الإصلاح الذي شكل «عقب أخيل» في الجسد السوري ذلك الجسد الذي استطاع وعبر إستراتيجية تحالف مقاومات المنطقة الممتدة من غزة- حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى مروراً بحزب اللـه وسورية وصولا إلى المقاومة العراقية التي أجبرت أميركا على الرحيل عن العراق، حتى تصل إلى إيران الدولة التي أسقطت أميركا في الداخل الإيراني وبنت نظاما يقوم بنيويا على العداء لأميركا وإسرائيل، استطاع هذا التحالف أن يشكل مشروعاً متكاملاً قابلاً على مواجهة التغول الأميركي الإسرائيلي في قضايانا وشؤوننا.
ومنذ أيام كشف السيد حسن نصر اللـه الأمين العام لحزب اللـه في خطاب متلفز ورقة خطيرة الأهمية والدلالة تدور حول اتفاق سعت إليه وهندسته كل من قطر وتركيا وبلهفة كبيرة جداً أدت إلى أن الرئيس بشار الأسد لم يدر بحضور وزيري خارجية البلدين إلا وهما في أجواء دمشق وكان الهدف الظاهر من الاتفاق هو تبرئة حزب اللـه من مؤامرة المحكمة الدولية المتعلقة باغتيال رفيق الحريري – بعد أن فشلت المؤامرة في إلباسها سورية لسنوات – مقابل بقاء سعد الحريري في السلطة وتسليم لبنان عملياً إلى الحريري وتياره على أن تضمن جهات دولية هذا الاتفاق وهي أميركا والتي كان من المفترض أن تمثلها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية في التوقيع على الاتفاق وكذلك فرنسا التي حضر ممثل عن رئيسها «ساركوزي» في هندسة الاتفاق الذي كان يفترض أن يوقع في باريس.
اللافت في الأمر أن القيادة السورية ونظراً لوقوعها تحت تأثير علاقات طويلة من مسرحية سياستي قطر وتركيا تجاهها كانت تحسن الظن في الاتفاق نظراً لحسن ظنها في البلدين وبسياستهما تجاه سورية ولكن ولأسباب نجهلها رفض حزب اللـه توقيع الاتفاق. ولننظر في سبب اللهفة التي دفعت وزيري خارجية قطر وتركيا ولنسأل ما سر هذا الاهتمام البالغ وحرص فرنسا وأميركا على توقيعه برعايتهما المشتركة؟؟ هل ساء أميركا وفرنسا حالة الظلم التي كانت ستوقعه المحكمة الدولية بحزب اللـه – هما اللذان سعيا إلى خلقها وتركيبها – ولذلك حركتا قطر وتركيا لكي يقوما بالضغط على سورية لتضغط أو لتعمل على إقناع حزب اللـه ليوقع الاتفاق؟ وهل كان حبّ وغرام الدولتين بسعد الحريري جعلهما يسعيان بكل قوتهما وقوة وكلائهما في الشرق الأوسط – تركيا وقطر- ليبقى الحريري الابن رئيساً للوزراء أما إن وراء الأكمة ما وراءها؟
نستطيع أن نفهم الآن حكمة حسن نصر اللـه في رفض الاتفاق الذي كان ظاهره يسعى إلى رفع ثقل وعبء المحكمة الدولية عن كاهل حزب اللـه ونستطيع الآن أن نعرف أن فرنسا وأميركا كانتا تعرفان أن وجود سعد الحريري في رئاسة الوزراء في لبنان يعني إحكام الطوق على سورية تماماً عربياً – أي في الجامعة العربية – وعبر الحدود اللبنانية السورية لتمرير المؤامرة على سورية التي نشهد فصولها هذه الأيام في حياتنا كسوريين. لقد كان وجود سعد الحريري في الحكومة اللبنانية يعني ضعف القوى الأمنية اللبنانية والجيش اللبناني في السيطرة على تمرير الأسلحة والإرهابيين من لبنان إلى سورية ولكان وضع سورية في حالة الحصار الاقتصادي الذي تسعى قطر وتركيا الآن إلى فرضه على سورية أكبر بكثير مما هو عليه الآن لو أن الحريري لا يزال يجثم في السرايا الحكومي في بيروت الذي لم يدم لأبيه ولربما كان بقي أبوه فيه مدة أطول لو أنه هادن أميركا وإسرائيل في خططهما على المقاومة وعلى سورية ولكن يبدو أن سعد الحريري لم يفهم الدرس من تجربة أبيه المرحوم رفيق الحريري ومن درس صديق أسياده الخليجيين حسني مبارك فقد كان أبوه مع المقاومة ولكنه كان يهادن أميركا قليلاً ما جعل أميركا تضحي به بسهولة بقصد ضرب المقاومة وسورية بحجر واحد كما ضحت بحسني مبارك (2*) لامتصاص النقمة الشعبية المصرية بهدف تفعيل «مسرحية الربيع العربي» بقصد استهداف دول أخرى لا تزال تحبط مخططات ومؤامرات أميركا وإسرائيل في المنطقة وأولها على الإطلاق هي سورية.
ويبقى رجاء وأمل لدى فئة كبيرة من السوريين أن تستيقظ فئة أخرى من الشعب السوري ممن سلموا عقولهم وعواطفهم لتأثير محطة «الجزيرة» الذراع الطويلة لقطر الوكيلة المستجدة لسياسة أميركا وإسرائيل في الشرق الأوسط وان ينتبهوا إلى الأساليب المدروسة علمياً وحرفياً (3*) في استثارة عواطف وغرائز السخط والغضب لتأليب السوريين على دولتهم ودورها المقاوم وعلى حركة الإصلاح التي تشهدها سورية بحيث إن كل خطوة إصلاح وبدلاً من أن تواجه بإيجابية يتم اللعب عليها بهدف التصعيد والتعاطي السلبي معها. لقد أسقط السوريون بشجاعة نادرة مؤامرات عديدة وتجنبت سورية الوقوع في فخاخ مبتكرة – منها فخ أسلحة الدمار الشامل وضرب موقع عسكري قرب دير الزور – بما وقع به العراق فهل تعي فئات من الشعب السوري أنها وقعت في فخ خطير عنوانه «الربيع العربي»؟ لقد كان الشعب السوري هو العامل الأول في إخفاق كل هذه المؤامرات فهل تكون فئة منه الآن هي مطية الفخ الأخطر على سورية الآن؟
ملاحظات إضافية:
(*) أو شبه النهائية لأنها رسمت عن عمد بطريقة خلافية بقصد جعلها بذورا لصراعات مستقبلية بين بلدان الشرق الأوسط كما حدث بين الكويت والعراق الذي سبب بذرة مشروع القضاء على العراق في حرب 1991 الذي استدرج إلى احتلال الكويت ثم فرض عليه الحصار لعشر سنوات ثم غزوه واحتلاله 2003.
(2*) لقد سقط حسني مبارك صاحب الـ80 عاماً – أي إنه شخصياً كان آيلاً لسقوط بنفاذ مدة الصلاحية وترهله الجسدي والذهني – ولكن نظامه نظام «كامب ديفيد» لم يسقط حتى الآن وقد لا يسقط أبدا وخاصة بوجود مرشح للرئاسة المصرية اسمه عمرو موسى وآخر- ربما- اسمه محمد البرادعي.
(3*) ثمة تقارير تشير إلى استعانة «الجزيرة» بخبراء إعلام وعلم نفس من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل وبريطانيا من المختصين في هندسة الحملات الانتخابية وصناعة الرأي العام وتسويق الأفكار والاتجاهات وعلماء السيسيولوجيا في هندسة السيطرة على المظاهرات وما يسمى بـ(Mob Psychology).
رياض متقلون – مدرس جامعي
حقا قال الأستاذ رياض متقلون على أنه من الفباء تفسير كل شيئ حسب نظرية المؤامرة ..ان في هذا اهانة للعقل !,والغباء الأكبر يمكن في عدم أخذ نظرية المؤامرة بالحسبان , وهنا أيضا أصاب الأستاذ الحقيقة في عينها ,
لايحتاج الانسان الى قراءة مقالة الأستاذ مرتين لكي يتيقن , على أن الدكتور رياض متقلون فسر كل ماتطرق اليه حسب نظرية المؤامرة , ولا عجب في ذلك , اذ أنه من الصعب في مجتمع ارتشح عقله بالتفكير الديني التخلص من مفاهيم القدرية والاتكالية..ونظرية المؤامرة هي الحاضن الأفضل لمسلكية التنصل من المسؤوليات الاستراتيجية الفعالة , والتي يمكنها قيادة المجتمع الى النجاح , واستخدام نظرية المؤامرة بالشكل المتداول في هذا الشرق يمثل ورقة التوت التي عليها ستر عورات التخاذل والانهزامية .. ومن خلالها يقال , ان وضعنا المذري هو من صنع المتآمر , وماذا نصنع نحن ؟؟؟ لاشيئ الا التفسيرات الباهتة الاستسلامية القدرية الاعتذارية الساذجة والسخيفة.
الى جانب مسؤولية ارتشاح التفكير الديني في العقول عن صحوة نظرية المؤامرة , لابد هنا من توجيه اصبع الاتهام الى النظم العربية عامة , والتي ساهمت أكثر من أي مستعمر غاشم في تحطيم وافقار وتأخير كيانات مجتمعاتها , أنظمة اللصوص والمجرمين بحاجة الى قناع نظرية المؤامرة لكي تختبئ خلفه .. فالمسؤول عن الفقر هي المؤامرة !! وليست سرقات رامي مخلوف أو حسن مخلوف أو غيرهم , والمسؤول عن هزيمة 67 هي المؤامرة ..لامسؤولية للجنرالات عن ذلك , والدليل على ذلك هو ترقية الجنرالات بعد الهزيمة الأسطورية , فوزير الحرب يصبح رئيسا للجمهورية ..ترقية عملاقة لنصر عملاق …وأسفاه !!
الفاعل في هذا العالم هو الذي يملك الاستراتيجية الفعالة , والمنفعل المفعول به في هذا العالم هو المختبئ خلف نظرية المؤامرة , التي لاتمثل الا عدمية الاستراتيجية ,والنكسات أو الهزائم التي نعانيها ونعاني منها ليست الى صورة عن انعدام الفعل بسبب انعدام الاستراتيجية , نتيجة ذلك هو الخروج من التاريخ , وعلى مايبدو فاننا لسنا أهلا للبقاء به وذلك لأننا لسنا فاعلين وانما مفعول بنا ومنفعلين ..
الموضوع الذي طرحه الاستاذ رياض متقلون عن المؤامرة حدير بالبحث التفصيلي
لقد أصاب رياض متقلون عين الحقيقة فيما قال وأنت ذهبت ممتثلا من رفض الصفة الى أكثر اتساع الى الصفة التفضيلية فيها!! والمثير فيما كتبته عن “الاستراتيجية” التي تتحدث عنها أنك تعيشها بوقائع تاريخية وسياسية تثبت مصداقيتها (سيكيس بيكو و بلفور دولة اسرائيل غزو واحتلال العراق…الخ وهذه حقائق واقعية لا يمكنك نفيها ) ومع ذلك تنسى كل ذلك ولم تجد بدا من العزف على الفساد لأثباث وجهة نظرك وكأن الفساد يدحض المؤامرة أو كأن خسارة معركة عسكرية بين مجتمعين أحدهما (communal) نتاج قمة التكنولوجيا والحضارة الغربية وبين مجتمع أخر (nomadic) بدائي نام ونائم وسكران ببقايا وقشور القرون الوسطى الدينية والاجتماعية لتثبت أو لتنفي المؤامرة. وإذا أردت معرفة أحد أسباب الروح الانهزامية انظر الى ما كتبته أنت لتضع يمينك عليها مباشرة. أحسنت! فعلا تستحق الصفة التفضيلية!!
نعم اننا نعيش بدون أي شك نتائج اعمال عدائية ,لاتمت للعمل الخيري بصلة , والفرق عمليا بين مايصر البعض على تسميته مؤامرة وبين مايسمى عملا استراتيجيا عدائيا عمليا غير موجود , الفرق موجود فقط في ادراك الجهة المغدورة نفسيا للواقعة , من يدرك ذلك كمؤامرة يميل الى اتخاذ وضع استسلامي , وبذلك تتناقص المقدرة على مكافة العمل الغادر , والفعل العربي اتسم في الستين سنة الأخيرة بسمتين على الأقل , الأولى هي الفشل في تحقيق المكاسب واسترداد الحقوق المسلوبة , والثانية هي التسلح النفسي المثبط بادراك يوحي بأنه من غير الجدوى الوقوف ومجابهة الاستراتيجية العدائية(مؤامرة) باستراتيجية مناسبة ..القدرية مثبطة والحياة السياسية التي علينا أن نعيشها وننتصر في معاركها لاتستقيم مع القضاءالقدر , هذا من ناحية الله في السماء , ومن ناحية الله على الأرض فالأمر مشابه , اله الأرض الفاشل يريد دوما تبرير فشله , وذلك بتصوير الفشل وكأنه مكتوب من السماء .. انها مؤامرة عملاقة لايقوى احد على مقارعتها , وبالتالي فمغفورلاله الأرض فشله .
توجد علاقة طردية بين الفشل وبين التسلح بنظرية المؤامرة , وقد كانت دولة الفاتيكان من أكثر دول المعمورة تسلحا بهذه النظرية عندما هدد التجديد البروستانتي عظمة الكنيسة الكاتوليكية .. وكلما ازداد فشل الحكام العرب , ازداد تعلقهم بنظرية المؤامرة , وتكاثرت جهود هؤلاء الفاشلين لاقناع الرعية بتلك النظرية …والجهود, كما نرى, تثمر في العديد من الحالات ,
ليس الهدف من الحديث عن الاستراتيجية العدائية بدلا من الحديث عن المؤامرة هو تلطيف العمل العدائي , بل بالعكس , فالهدف هو تأمين الوضع النفسي الذي يسمح بمقدرة اعلى في التصدي للعمل العدائي , وهكذا ترى يا أستاذ ضياء أبو سلمى في هذا العالم نوعين من المجتمعات والشعوب ..شعوب ومجتمعات فاعلة وقادرة لاتتحدث قطعا عن مؤامرة , وشعوب ومجتمعات بدائية نائمة ومخمورة بخمرة القرون الوسطى لا تتحدث الا عن المؤامرة ..اين نحن ؟؟بدون شك لسنا من النوع الأول .
الفساد الذي يضعف الشعب والدولة , يسهل مهمة الاستراتيجيات العدائية , واذا أصريت يا أستاذ ضياء أبو سلمى , وأظن انك بالتأكيد ستصر , على التحصن وراء نظرية المؤامرة , فاسمح لي أن أقول لك على أن الفساد وسرقة الشعب وقهره وقتل العقل واعدام السياسة وسجن البشر ثم قطع لسان المعارض وتعريض البلاد الى حرب أهلية وشطر المجتمع الى فئات وطوائف , والى عملاء ونبلاء ..وطنيين ولا وطنيين والتسلط على البشر بفعل المادة الثامنة ..الخ هم جزء لايتجزأ من “المؤامرة “, والأضرار التي الحقتها حزمة الموبقات التي ذكرتها بالوطن , تفوق الأضرار التي الحقتها أي من “المؤامرات ” الخارجية بهذا الوطن التعيس