استقبل ذوي المفقودين اللبنانيين في السجون السورية وزير الخارجية السورية استقبالا لايليق بوزير خارجية دولة صديقة وقريبة وجارة , حيث طالب المتظاهرون اللبنانيون بحل ملف المفقودين كشرط أساسي لقيام علاقات صحيحة ومثمرة بين سوريا ولبنان , ولا يمكن لانسان الا الاعتراف بأن حل هذا الملف ضروري جدا ,.
وزير الخارجية معروف بالكثير من الخواص , منها مثلا عدم الدقة في تصريحاته الصحفية , وعدم الدقة هذه تجلى في قوله: ان موضوع المفقودين كان قيد البحث من قبل قضاة معروفين بنزاهتهم , آملا تفعيل عمل اللجنة لتنجزه في أقرب وقت ممكن , ثم قال ان التظاهر أمر طبيعي جدا وأنا أفهمه …الأهالي صبروا أكثر من ثلاثين عاما ويمكنهم الانتظار بضعة أسابيع أخرى , ثم قال :اني أتفاعل مع هذه القضية , ويجب الآن تشجيع اللجنة من أجل الوصول الى نتيجة .
يجب هنا تحليل ماقاله الوزير بالكثير من الدقة والمسؤولية , الوزير يعترف بوجود مفقودين , ويعترف بأن قضيتهم لم تحل حتى بعد ثلاثين عاما , هذا من ناحية , ومن ناحية أخرى يعد الوزير بالحل ..خلال بضعة أسابيع .
تصوروا ان قريبا أو صديقا أو انسانا ما مفقود في السجون السورية منذ ثلاثين عاما .. ولو كان له من العمر خمسين عاما لأصبح اليوم بعمر ثمانين عاما , وهل يمكن لانسان أن يعمر حتى الثمانين في السجون السورية ؟, من الأرجح ان معظم المفقودين لاقوا حتفهم , في البسجن , كيف يحدث ذلك ؟؟؟ وكيف يمكن لدولة تبرير ذلك ؟؟ وكيف لوزير خارجية الاعتراف بذلك , دون الخوف من المضاعفات القضائية , التي على الدولة السورية تحملها , أي انه من الممكن أن تقوم محكمة دولية بادانة الدولة السورية بسبب اختطاف مواطنين دولة اخرى , وايداعم السجن أو قتلهم دون مراعاة الاتفاقيات الدولية , .
داخليا كيف يمكن لدولة أن تستمر بالقيام بأعمالها , عندما تكون هذه الدولة متهمة بهذه التهمة الفظيعة ..اختطاف وسجن ولربما قتل مواطنين من دولة أخرى , وانتهاك مقررات مؤتمر جينيف , والخطف والسجن والقتل لم يعد أمرا مشكوك به بعد اعتراف وزير الخارجية السوري .
اللبنانيون لم يأتو طوعا الى السجون السورية , وانما قسرا عن طريق الاختطاف . من اختطفهم ؟؟ ولماذا يجب الانتظار أسابيع بعد مضي ثلاثين عاما ؟؟؟ وهل من الممكن تصديق الوعد بأن الاشكالية ستحل خلال أسابيع ؟؟؟ وما هو مصير مئات من الوعود السابقة بحل هذه المشكلة ؟؟ وماذا فعلت الدولة السورية في هذا الخصوص في العقود الثلاثة السابقة ؟؟ وهل يمكن تصور ذلك في دولة لها مايسمى قانون ؟؟ …اخجل من كل ذلك , ولكوني حاملا للهوية السوورية , أعتذر من الانسان اللبناني طالبا من المغفرة .
لماذا علي كانسان سوري تحمل الذل والمهانة والعيش مع عار الاختطاف , الذي مارسته أسماء عديدة من الجيش السوري والسلطة السورية , وكيف سيكون موقفي من هذه السلطة التي لاتزال تأوي هؤلاء قطاع الطرق؟ وكيف أستطيع فهم ترقية الجنرال رستم غزالة , وهو أحد المسؤولين عن هذه القضية وعن المئات من قضايا السرقة والقتل والنهب وابتزازالشهادات العلمية..زفالجنرال أصبح “دكتور ” , اليس ذلك احتقار للعلم والأمانة والنزاهة العلمية ’ وكيف تسمح السلطات لسارق الشهادات ان يتوج نفسه بلقب “دكتور” , وكيف تسمح لغيره أيضا , ؟ وكيف سمحت لجميل الأسد أن يعطي نفسه لقب “دكتور ” ثم للجنرال بهجت سليمان أن يقوم باختلاس لقب “دكتور ” … هل هذه السلطة قادرة على الاصلاح ؟ واذا لم ولن تكون قادرة ., فما العمل ؟؟؟