حماة الديار والجنرال عاطف نجيب

  قلة قليلة من السوريين  تعرف حقيقة ما جرى  في درعا, وأدى إلى اندلاع شرارة الانتفاضة الشعبية في سوريا .., ومنذ آذار سار  النظام السوري  ولا يزال يسير  مسيرة مايسمى الحماقة , التي لاتقتصر على درعا  وانما على الكثير من المشاكل , التي ليس آخرها مشكلة  أيادغزال  وهروبه مصطحبا  معه ملاين الدولارات ,  وتفاصيل قصة درعا , وكذلك قصة أياد غزال  , التي سأسردها على القراء الأعزاء  لاحقا تستحق ايصالها الى الأجيال القادمة , أو تحويلها الى فيلم سينمائي,  والممثل الرئيس في هذاالفيلم هو المحافظ فيصل كلثوم   الى جانب  أحد حماة الديار الجنرال عاطف  نجيب  ,  أحد أقرباء الرئيس .

  فبعد اعتقال الفتيان   في درعا  ,للأسباب التي يعرفها الجميع , وتعذيبهم على يد  حامي الديار  عاطف نجيب ، توجه أربعة أو خمسة من “وجهاء” المنطقة ، لم يكن بينهم أي من ذوي الفتية المعتقلين ، إلى المحافظ وطالبوا بإطلاق سراحهم ، ليس لأنهم فتية قاصرون ، ولا لأنهم عذبوا ، ولكن لأن تغيبهم عن المدرسة أكثر من ثلاثة أسابيع يمكن أن يؤدي إلى طردهم منها و تخريب سنتهم الدراسية. ولم يترددوا في إبلاغ المحافظ بأنهم على استعداد للبقاء في السجن بدلا من الفتية إذا كان الأمر كفيلا بأن لا يحرمهم من سنتهم الدراسية.ومن لا يعرف الأهمية التي يحتلها التعليم في وجدان وحياة وثقافة أهالي درعا ، لا يستطيع أن يفهم مغزى ما قالوه وما عرضوه.

لم تكن شجاعة ونخوة فيصل كلثوم أكبر من شجاعة  جرذون  تجاه الأجهزة الأمنية  ورؤساء الفروع البعثية  , حيث قال المحافظ فيصل كلثوم  ان حل القضية بيد عاطف نجيب  , ولاثبات ذلك  , اتصل بعاطف نجيب  طالبا منه الحضور  , لأن ذوي الأطفال متواجدون  في مكتبه.بعد لحظات طل عاطف نجيب  اطلالة المنتصر , دخل المكتب , وكأنه يدخل  علبة ليل  محتقرا الجميع وأولهم سيادة المحافظ . وما  هو المحافظ بالنسبة له , ليس أكثر من رجل كرسي .وبدون تحيات أو سلامات قال (بعد التفصيح قليلا ) “ليس لديكم عندنا أولاد . اذهبوا إلى نسائكم وضاجعوهن لينجبن لكم بدلا منهم . وإذا لم تستطيعوا فعل ذلك ، بإمكاننا أن نرسل لكم من يضاجع نساءكم لينجب لكم بدلا من أولادكم المعتقلين”! ( وبالتعبير الحرفي :روحوا نيكوا نسوانكم وجيبوا ولاد بدل ولادكم ، وإذا ما فيكم تنيكوهم ، نحنا منيكهم عنكم “! (  أعتذر هنا عن نشر هذه العبارة كما وردت ,  القصد هو التعريف  بالمستوى السوقي  الذي يملكه بعض حماة الديار ,من الذين سينهض الاصلاح على أكتافهم ) .

لم يتردد  هنا أحد أعضاء الوفد  في النهوض عن كرسيه  خالعا  عقاله  وواضعا العقال على  طاولة المكتب ,  وقائلا “الله لايخليني  اذا بخليك  أنت وها المحافظ  بها البلد ” هنا اقدم حامي الديار  عاطف نجيب ورمى العقال في سلة القمامة  ثم وضع رأس الرجل في سلة القمامة , وعلى مشهد من حضرة المحافظ  وتحت اشراف المحافظ فيصل كلثوم .  انتهت القصة عند هذه الواقعة .

شيوخ الجوامع  اعتبروا  على أن أهل درعا طعنوا في كرامتهم ,  ومن  جامع العمري انطلقت تظاهرة ,  حيث سقط العديد من المدنيين برصاص  الأمن  , وبدأت بذلك حركة الاحتجاج أو الثورة ,  حيث تجاوز عدد القتلى لحد الآن  اربعة أو خمسة آلاف قتيل  بين مدني وعسكري ,   وقاتل الأطفال  ومقتلع الأظافر  لايزال حرا طليقا  يتاجر بمسروقاته , وعين الله ثم عين الرئيس عليه , فالرئيس  برر  عدم تقديم عاطف نجيب الى المحاكمة  بعدم وجود مدعي شخصي عليه ,  ولي  سؤال  نابي  , هل يوجدادعاء  شخصي ضد كل من سجن وعذب وقتل في السجون  وضد كل من اعدم  وقطع لسانه    كالشاعر حسن الخير , ومن هو الذي ادعى على عارف دليلة وميشيل كيلو ومشعل التمو  وعشرات الآلاف غيرهم ؟؟؟ والسؤال الآخر   كيف يمكن لمن هو المشكلة  , أن يكون حلا لها ؟؟؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *