الاستنساخ السوري لحركة 14 آذار , نظريات ابراهيم الأمين (الجزء الأول )

سأجيب على ابراهيم الأمين  نقطة نقطة,  آملا أن يخدم تعليقي على مقالته  ايجاد الحقيقة , التي نبحث عنها جميعا ,.قال ابراهيم الأمين  مايلي :

“أصدقاء من المعارضة السورية قالوا لي أمس «إن ما أصررتم منذ اليوم الأول على وجوده، أي المجموعات المسلحة والمناخات الطائفية، بدأ يبرز الآن».
هؤلاء يعتقدون حتماً بأن النظام هو من يقف خلف هذه الظاهرة، وهم يرفضون حتى الآن اعتبارها ظاهرة، بل مجرد حالات فردية لا يمكن أن تمثل جوهر المشهد السائد في سوريا.
لكن هؤلاء يقرّون من جهة ثانية بأن إعلان الالتزام بطرف من أطراف المعارضة ليس أمراً ضرورياً، وإن كانوا يفضّلون المجلس الوطني على الآخرين من المعارضين. أما في ما خصّ «الجيش الحر»، فهم يعتقدون أنه تشكيل مبهم يعطى أكثر من حجمه، ولكن قد يتطور الأمر ليكون تنظيماً متماسكاً إذا حظي بدعم الناس وآخرين.”

لقد أخطأ ابراهيم الأمين  في القول  , ان المعارضة لم تعترف بوجود  المجموعات المسلحة , المعارضة تعترف بوجود المجموعات المسلحة , والدليل على ذلك  نصائحها بعدم التسلح وعدم استخدام العنف , الا أن المعارضة  عموما لاتعترف  بكونها  اجماليا مسلحة , فالمعارضة المدنية التي  تناضل من أجل تحقيق المطالب التي تعتبرها  محقة  منذ عشرات السنين  ليست مسلحة , ولم يشهر ميشيل كيلو مسدسه بوجه  أحد وكذلك  أكرم البني أو  حسن عبد العظيم  أو غيرهم , ولم يطلق عارف دليلة النار على أحد ., كما أن لؤي حسن  وروزا ياسين حسن لم يستخدموا السلاح ,  السلطة المسلحة هي التي تطلق النار عليهم  , وهي التي قطعت لسان الشاعر حسن الخير  وأعدمته بسبب قصيدة ألقاها في رثاء قريب له , كانت السلطة قد اردته قتيلا , وهي التي سجنت وعذبت , وقتلت صلاح الدين البيطار وحكمت على ميشيل عفلق بالموت شنقا  , وعلى نور الدين الأتاسي بالسجن حتى الموت  ولم يكن نصيب صلاح جديد أفضل من الأتاسي , وهي التي  امتهنت كرامة الانسان بسجنها مشعل التمو سنين  وياسين الحاج صالح 16 سنة  وجورج صبرا  …الخ  ,  ولم يقتصر استخدام الاذلال والعنف والسجن والتعذيب  والقتل على البعض  , فالقائمة تضم عشرات الألوف , ومجازر تدمر وصيدنايا  وغيرهم  كحماه  مثلا  لم تكن من صنع المعارضة السلمية ..المعارضة المدنية السلمية لم تكن الا ضحية للعنف  بشكل عام والسلطوي بشكل خاص .

هناك بدون أي شك  معارضة مسلحة   , وهذه المعارضة  المسلحة  أضعفت المعارضة بشكل عام , وذلك لأنها قبلت نزال السلطة  عسكريا , وذلك بدون أي  أمل  للانتصار عسكريا على السلطة  المدججة  بالسلاح   , والتي تفوق  قوتها العسكرية  قوة المعارضة  المسلحة  عددا وعتادا .

بما  انه لا أمل في تحقيق نصر عسكري على السلطة , لذا  فان العسكرة والتسلح ليس من مصلحة المعارضة بشكل عام , الا أنه توجد  معارضات عدة  ,  بعضها  يعارض البعض الآخر  ,   ومن  يرفض ويعارض  السلطة  , لايستطيع الا معارضة ورفض  التيار المسلح من المعارضة  ,   عسكرة وتسليح من يريد العسكرة والتسلح من المعارضة  هو من مصلحة السلطة , وذلك للعديد من الأسباب , هناك السبب الدعائي الاعلامي  , وهناك  النتيجة الحتمية  لانتصار عسكر السلطة على المعارضة المعسكرة , وبما أن النصر على التيار المعسكر من المعارضة أكيد , لذا تحاول السلطة   دمج كل التيارات المعارضة في التيار المسلح  , وهكذا نصب زميل لابراهيم الأمين (أبي حسن ) ياسين الحاج صالح   ولؤي حسن وحسن عبد العظيم وميشيل كييلو  وغيرهم حسب الحاجة  في منصب  زعماء العصايات المسلحة  , والتي تعطي السلطة نفسها شرعية القضاء عليهم   بأي شكل كان ,  وانطلاقا من هذه الشرعنة  , أي شرعية  القضاء   على    العصابات    المسلحة ,لاتهتم السلطة كثيرا   بمدى استخدام السلاح  وبعدد من يقتل بواسطة هذا السلاح ,انه السلاح الشرعي! ومن ينضم الى عسكر السلطة من مايسمى   شبيحة  أو   غير   ذلك    يسمى ” متطوع ”  أي أنه شرعي   , وأجره شرعي  يدفعه المواطن  , وقتل الانسان الذي يقف في وجه السلطة والمتطوعين  أي الشبيحة مشرع … انها الشرعية التي  تحافظ على الأمن  والنظام   , لذا فان اسمها قوات حفظ النظام ..الأمر في منتهى الوضوح  بالنسبة للشرعية السورية السلطوية , الا أنه ليس واضح بالنسبة للشرعية العالمية الدولية   ولالشرائع الجامعة العربية , وبسبب هذا التناقض  حدث الشقاق  ,   العالم   أجمع وحتى البرازيل والهند وجنوب أفريقيا  لايجدون أي شرعية  في هذا المجال  ,  وعلى صحفي بخبرة ابراهيم الأمين  ادراك الفرق بين رفض بعض الدول للتدخل الأجنبي  , وبين شرعنة قتل البشر , فهذه الدول ترفض التدخل الأجنبي   وترفض العنف والقتل أيضا .

لم يكتشف الصحفي ابراهيم الأمين  ماهو عير معروف  ومعترف به  بخصوص عسكرة بعض المعارضات ,  اما فكرته الثانية , والتي تقول  ان المناخ الطائفي بدأ بالبروز  بعد البدأ بالسجال المسلح  , فهي غريبة جدا , الطائفية  تغلف معظم المسلكيات في الشرق بغلافها  منذ عسشرات القرون  , الا أنها لم تكن بتلك العنفوان  قبل  نصف قرن ,  وتواجدها قبل نصف قرن  كان تواجدا مرافقا لتواجد سياسي,  والطاغي كان التواجد السيياسي  .. حزب البعث السياسي والذي بدأ علمانيا , الحزب السوري القومي ..حزب الشعب ..الخ ,  ومنذ  عام 1963  بدأ  التراجع السياسي  ,وبالمقابل  ازداد التواجد الطائفي  بممارساته الفئوية  , حيث تطور بعد ذلك  الى  طائفي -عشائري  , وبعدها الى  طائفي – عشائري – عائلي ,والتدني  الحضاري  في المنظومات  التي سيطرت وتسيطر  على البلاد قطع اشواطا كبيرة  , وأعجب كيف لم يلاحظ ذلك صحفي نبيه كابراهيم الأمين , الآن تتواجد سوريا  في حضيض  وقاع الحضارة  , انها في طور الشخص والعائلة , حيث تدور الآن حرب بشكل رئيسي  بين قطاعات من الشعب  وبين عائلة  واتباعها ,  ولا أظن ان حزب البعث يلعب هنا دورا قياديا في هذه الحرب  , كما لا أظن على أن الطائفة  التي  تستند عليها السلطة تلعب دورا قياديا  , فالقيادة للشخص والعائلة فقط ,  وابراهيم الأمين نائم  لايرى ولا يسمع , ولا يعرف الى أين وصلنا ..

وتحاشيا للاطالة , التي قد تكون مملة بالنسبة للبعض ,  سانهي الجزء الأول من تعليقي , آملا أن   أن أستطيع  كتابة التكملة هذا اليوم أو غدا ,  وللقارئ جزيل الشكر على صبره !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *