أضحكه العرعور , وأبكته سوريا !

عندما يضحك  عماد يوسف  من العرعور  , وعنما يبكي على سوريا , فاني أضحك وأبكي معه , فالعرعور كما وصفه  الأستاذ مهرج  مضحك  ومثير للاشمئزاز , والوضع في سوريا كما وصفه الأستاذ  محزن مؤلم , الا أنه من غير الواضح , ماهي علاقة   المهرج العرعور الأساسية  بالمبكى السوري؟  وكيف انحدرت سوريا  الى الحضيض  ووصلت  الى ماوصلت اليه  ؟؟,  علي أولا  اعلام الأستاذ الكبير عماد يوسف شيئا عن مبدأ الاستدراج , الذي يمارسه  بالكثير من الوضوح , والذي يجعله كالعرعور  قلبا وقالبا .

فالسيد  الأستاذ عماد يوسف يقول , انه لجأ الى برنامج العرعور , توخيا  للحصول  منه على يقينية  معينة تساعده في صياغة موقفه من الحراك , وبهذا  يريد الأستاذ عماد يوسف القول بشكل غير مباشر , ان  العرعور هو رأس الحراك , ولو لم يكن يعتبره رأس الحراك , لما لجأ اليه للتعرف على خواص الحراك  , وبالنهاية يدعنا الأستاذ نستنتج ,من يؤيد  الحراك , يؤيد عمليا  العرعور , وفي  ذلك  تزويرة كبيرة , اذ أن الحراك ( عماد يوسف لايحب كلمة ثورة , وليكن له مايريد ) أقدم من  اطلالات العرعور   من مملكة حامي الحرمين , والحراك عمره عقود , والحرب الأهلية السورية عمرها  عقود أيضا , ووصف  نادر قريط للحالة بأنها ومنذ أربعة عقود  حالة حرب أهلية باردة تخللتها  أطوار ساخنة    صحيح  ,  ومن الأطوار الساخنة  تلك  المجاذر التي قام بها النظام   طوال العقود الأربعة الأخيرة , حيث كان العرعور   في هذه  الأثناء ملازم أول  في الجيش  يلوط ويشوط , وتحول بعد  تركه الجيش الى المشيخة , والهدف عند الاستاذ الكريم ليس التأكيد على  تهريجية العرعور , وانما   استدراج الفارئ للاعتقاد بأن العرعور  هو رأس الأفعى , ومن يريد قتل الأفعى , عليه برأسها  .  الهدف هو  شرشحة الثورة  بلصق صورة العرعور عليها , وموضوع لجوء الأستاذ الكريم لبرنامج العرعور للتعلم والثقف  هو دجل ,

الاستاذ الكريم يقول , انه مع الثورة  ومع التغيير  وهذا كان حلمه  منذ أن أصبحت أظافره ناعمة ..يحلم  بدولة الحق  والعدل  الى آخر هذه الديباجة… الحرّية، الديمقراطية،، مفهوم العدالة، تكافؤ الفرص والناس والحصص والحقوق. حق الفرد في ممارسة شعائره وقيمه وتعبيراته بكل ما يريد دون خوف من عنصر مخابرات، أو كاتب تقارير، أو حتى عضو قيادة فرقة بعثية في الحي الذي يقطنه. لا يستوي الحق والظلم، فإن حَضُر أحدهما غاب الآخر بالضرورة. لذلك كان من الطبيعي أن يحضر الظلم ويغيب الحق خلال سنوات تعايشنا الكاذب مع الواقع القمعي السوري، وسياسات الفساد التي انتهجتها غالبية الكوادر في الدولة التي توشك اليوم أن تغرق..؟!, وهنا يستدرج الأستاذ الكريم   القارئ  بالقول والادعاء  ..اني أصلا ثوري  , وهذا كان حلمي ..كنتُ أحلم بتغيير إلى الأمام. تغيير يحمل معه أنفاس صادق جلال العظم، والتيزيني، والياس مرقص وياسين الحافظ وجورج طرابيشي وقسطنطين زريق وساطع الحصري وفاخر عاقل وانطوان مقدسي وجودت سعيد وأدونيس وسعد الله ونوس وممدوح عدوان وغيرهم كثر ممن يحفل بهم تاريخ سوريا المعاصر. وأن يتفوق هذا التغيير على المهاتما آل نهرو غاندي ونلسون منديلا بصراعهما السلمي لنيل حقوقهم المشروعة, هذه كانت احلام الأستاذ الكريم , ولي أن أسأل الأستاذ  عن الجهة التي قضت على  كل ما ذكر  من أشخاص واتجاهات  فكرية وسياسية , هل كان العرعور هو  الشخص الذي صاغ رسالة أدونيس الى الرئيس , ومن هي الجهة التي اتهمها أدونيس بالقضاء على النهضة والتحديث والحرية والديموقراطية  ؟ هل كانت العرعور وجنده  ؟؟, وهل كان العرعور هو الملهم لجورج طرابيشي , عنما فكر الأخير  بالوضع السوري  وطرق حل الأزمة  قائلا  لامناصة من  مايسمى  الاصلاح الالغائي ,وكلمة “الغائي” تعني الغاء النظام ,    ومن منع النخبة التي ذكرت من  القيام بتحديث الوطن , هل كان العرعور ؟ أو انها السلطة ؟؟؟ لا لم يريدها عماد يوسف” ثورة الدم والقتل واراقة الدماء في كل شبر من سوريا”,  ولايفهم الأستاذ  اجرامية البعض في انكارهم  لعسكرة المعارضة , حيث أن البيانات والتصريحات  والشهادات  تؤيد كلها  قضية اجرام  المعارضة, الأستاذ يتنكر هنا  الى ادعاء المعارضة اليقين بسلميتها  , وان هذه المعارضة  السلمية ليست معارضة العرعور , التي  يحاول الأستاذ الكريم اذابة كل المعارضة بها , ولو يدع أحد على أن العرعور لم يحمل السلاح , كما  ان الأستاذ الكريم لم يفكر ا اطلاقا  بنتائج الحل الأمني , الذي سيقود لامحالة الى العسكرة الشعبية , ومن يحرض على العسكرة بشكل غير مباشر هو النظام  وليس أدونيس أو صادق جلال العظم  أو غيرهم , وان العنف الذي يولد العنف هو من صنع النظام أولا ,   والعرعور ليس الوحيد الذي يشوه الثورة , وانما الأستاذ الكريم  عماد يوسف ومن لف لفه .

يستمر الأستاذ الفاضل  في  محاولته  التشهير بالثورة بأسلوب آخر  , اذ أنه  يستهجن  كون العرعور منظرا للثورة  , وأستهجن أنا معه أيضا هذه  الأمر,  لو كان صحيحا ! , الا ان الأمر ليس كذلك  , وهذا الادعاء هو تلفيقة كبيرة , فالعرعور هوالمنظر لمن يعرعر معه , ولم يعرعر مع العرعور ايا من ياسين  الحاج صالح أو برهان غليون أو  النفاع أو ميشيل كيلو أو أدونيس أو  رياض الترك  أو منى سكاف أو رزان زيتونة أو روزا  ياسين حسن أو عارف دليلة أو اؤي حسين  أو سهير الأتاسي ….أو غيرهم  , فلماذا يريد الأستاذ الكريم  لصق لحية العرعور وجلابيته على  الثورة ؟ هل لأنه يحلم  بنجاح ثورة سلمية , أو لأنه  يحلم بنهاية الثورة السلمية ؟؟؟, ولحلمه بنهاية الثورة السلمية أسباب  عديد معروفة عند الكثيرين .

لايحتاج الانسان  الى علم الفراسة , والى جهود الأستاذ عماد يوسف  ,  الذي يصف نفسه بأنه خبير في علم الفراسة , للتعرف  على  العرعور ,  حيث يقول عنه الأستاذ الكريم  بحق على أنه وجه آخر لنظام  مستبد وقمعي , والأستاذ الكريم لايترك مناسبة , الا ويصف السلطة بها   على أنها مستبدة وقمعية , فنظرة  الى السلطة تكفي للتعرف على الأستاذ العرعور , وهذا منطقي جدا , وذلك لأن الأرض الخصبة , التي تنمو بها الأصولية  هي أرض الديكتاتورية,  والأرض الخصبة التي تنمو بها الديكتاتورية هي الاصولية ,وفي  كل مستبد ديكتاتور يكمن أصولي , وفي كل أصولي يكمن مستبد ديكتاتور .

أخيرا يقول الأستاذ الملهم , “أمّا المفكر الكبير أدونيس فقد قال كلمته في ذلك بعقل مفكر يقرأ التاريخ والحاضر، ويستقرأ المستقبل. فكفّروه ” مطاوعة الثورة السورية” هيئة الأمر بالثورة والنهي عن الاعتراض..؟” ومن كفر المفكر أدونيس  هو بالواقع التيار الأصولي  ثانيا , والتيار السلطوي أولا  , أعود لتكفير أدونيس  والتنكر له ,فقد تنكرت وسائل الاعلام الرسمية ونصف الرسمية لرسالة أدونيس الى الرئيس بالكامل , ولم  تنشر أي جريدة  هذه الرسالة , حتى من تصف نفسها بالجريدة المستقلة الوطن , لم تنشر هذه الرسالة المهمة جدا , عدم النشر هو رسالة واضحة الى أدونيس .. انك  أدونيس الكافر  !!

الهدف من التعليق على مقال الأستاذ الكريم  عماد يوسف ليس  شخص عماد يوسف , الذي يصف نفسه بأنه كبير ! , وكبير جدا! , وليس مقالته بالتحديد , وانما هو   محاولة لفهم  انفصامية  فئة من المواطنين السوريين ,التي  تدعي معارضة النظام  , وتؤيده في آن واحد …انه الخيار الذي لابديل له !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *