“مؤامرة”؟ “شو هل الحكي؟”

(انفجار عين المريسة | في 18 نيسان 1983 تعرّضت السفارة الأميركية في بيروت بمنطقة عين المريسة لهجوم انتحاري أدى إلى سقوط 63 قتيلاً أميركياً و100 جريح. اللافت أنّ من بين القتلى ثمانية ضباط من وكالة الاستخبارات الأميركية التي كانت تعقد اجتماعاً على مستوى قيادة الشرق الأوسط. وأهم هؤلاء الضباط بوب أيمز، مستشار وزير الخارجية الأميركية حينها، جورج شولتز، وهو أحد أبرز خبراء سي أي إيه في المنطقة.)

“مؤامرة”؟ “شو هل الحكي؟”

” من الغباء تفسير كل شيء حسب نظرية المؤامرة إنها إهانة للعقل وقدرته على الفعل الإنساني ولكن الغباء الأكبر عدم أخذ نظرية المؤامرة في الحسبان في كل أمور ‘الشرق الأوسط’ إذ يكفي أن المؤامرة هي من شكّل الحدود النهائية لدول المنطقة (سيكس – بيكو)  و المؤامرة (وعد بلفور) هي التي شكلت كيانا مصطنعا يخرق بوجوده كل قوانين المنطق والتاريخ والجغرافية كيانا اسمه إسرائيل.كما أن مؤامرة أسلحة الدمار الشاملة والتي تبين فيما بعد أنها أسلحة الكذب الشامل هي التي دمرت أكثر بلد عربي متقدم علميا و تعليما بعد سياسة حصار وتجويع، بلد فقد أكثر من 100 ألف قتيل و أكثر من 10 ملايين من المشردين عن بيوتهم إنه العراق الذي ما يزال ينزف من دم أبناءه حتى يومنا هذا.” د. رياض متقلون – من مقالة له بالانكليزية بعنوان :
(Unevenhandedness the Core of all Evils).

وسط ضغوط غربية وعربية وتحديدا أمريكية هائلة على سورية ونظامها ووسط  تصريحات نارية تجفل الشجعان خرجت وزيرة الخارجية الأمريكية هيليري كلنتون على نحو مفاجئ بتصريح يشذ على نحو صادم عن إيقاع  ومعاني كل التصريحات السابقة لتقول فيه “إن الأسد قدم إصلاحات لم يقدمها أي زعيم عربي أخر في المنطقة.” وفي غضون أقل من أسبوع طالبت كلنتون مع رئيسها الأسد بالتنحي ووصفته بفاقد للشرعية فما هو المنطق وراء ذلك ؟ وما هي الأسباب الكامنة من تحولات دراماتيكية مفاجئة مثل هذه؟ كل الأجوبة المنطقية فشلت في الإجابة ولكن ثمة تبرير يبدو منطقيا جرى تداوله في مواقع الانترنيت المختلفة لم يستطع أحد تصديقه أو تكذيبه بشكل نهائي وقاطع. ولكن يبدو أن خروج بعض التسريبات الصحفية الغربية أعطت شيء من المصداقية لإعادة تصديق الأمر حتى يأتي شيء أخر أما يزيد تصديقه أن ينفيه بشكل نهائي.

 “اليوم وبعد قيام دولة قطر بزحلقة السلطة الفلسطينية عن دورها في رئاسة الجامعة العربية بعد انتقال دور السلطة للرئاسة بيومين ثم مؤامرة تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية بطريقة غير ميثاقية وغير قانونية ثم الضغط على الدول العربية ترغيبا (رشوة غير مسبوقة بحجم البترودولار) أو ترهيبا (تسليط “الجزيرة” للتحريض على الأوضاع الداخلية للبلد العربي والضغط الأمريكي والفرنسي المباشر) اتضحت خيوط المؤامرة على سورية ولم تعد خيوطا بل حبالا تعمي كل عين لا تريد أن ترى حجم التآمر على سورية واللعب على حاجة سورية للإصلاح.”

من مقالة  للدكتور رياض متقلون بعنوان:”المؤامرة على سورية”

 الاستخبارات الأميركية تهرب من بيروت.

آخر فصول الحرب السريّة الدائرة بين الاستخبارات الأميركية وجهاز أمن المقاومة كشفته الصحافة الأميركية أمس، وإن بشكل جزئي. شبه اعتراف رسمي أميركي باختراق أمني كبير حقّقه حزب الله وسوريا وإيران أدى إلى إغلاق «محطة» بيروت التابعة لـ «سي آي إي» بعد كشف عدد من مخبريها

 إثر إعلان الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في حزيران الماضي، اكتشاف جهاز أمن المقاومة عملاء لإسرائيل وللاستخبارات الأميركية في صفوفه، بادرت السفارة الأميركية في بيروت إلى نفي الأمر، ووضعه في خانة الادعاءات، وهو الأمر الذي واكبته قيادات من فريق 14 آذار بالقول إن حزب الله يحاول أن يرمي بالمسؤولية على الجانب الأميركي. وأبلغ أكثر من مسؤول من هذا الفريق، أو من قوى أمنية رسمية، سائليهم، بأن «ادعاء حزب الله» لا أساس له من الصحة.

مقالات ذات صلة
مسؤول أميركي: أصبحنا كالعميان في مواجهة حزب الله

http://www.al-akhbar.com/node/26242

طبعاً، لم يكن أحد ينتظر الجانب الأميركي ليعلن أي موقف تفصيلي غير النفي الرسمي الذي صدر عن السفارة في بيروت، باعتبار أن السيد نصر الله أشار إلى أن الذين عملوا على تجنيد عناصر من الحزب هم من موظفي السفارة. لكن حقيقة الأمر، كما يرويها إعلاميون أميركيون، أنه لا أحد في الولايات المتحدة تعامل مع الأمر بجدية؛ فهم من جهة عدّوا كلام نصر الله نوعاً من الاتهامات التقليدية، وفهموا من مراجعات لبعضهم مع مسؤولين أميركيين، وخصوصاً من جهات الاستخبارات، أن ليس هناك من يدعو إلى متابعة كلام نصر الله.
لكن الذي كان يجري في هذه الاثناء تجاوز كل ما نشر، بما في ذلك ما نشر في الصحافة الأميركية أمس، وفيه «ما يشبه الاعتراف الرسمي» بوجود هذه الحقيقة؛ إذ تبين أن الاستخبارات الأميركية تواجه أزمة كبيرة منذ الربيع الماضي، عندما تبيّن لها أن بعض من جُنِّدوا لمصلحتها قد أُوقع بهم، ليس في لبنان فقط، بل في سوريا وفي إيران. ومع أن نظام العمل لا يربط بين هذه المجموعة أو تلك، إلا أن الغاية المعلوماتية والتنفيذية لعمل هذه المجموعات متصل بعضها ببعض، وتنطلق من عمل مشترك مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في مواجهة «عمليات التسلح المتعاظمة لقوى المقاومة في لبنان وفلسطين، ودور إيران وسوريا في هذه العملية»، على ما قال مصدر متابع لـ«الأخبار»، أوضح أن ردود الفعل التي صدرت أمس على ما نشر في الصحافة الأميركية أظهرت أن الأمر ربما تجاوز ما كُشف عنه.
وبحسب مصادر متابعة، فإن الشغل الأساسي للاستخبارات الأميركية استهدف في تلك الفترة الآتي:
ــــ المباشرة بإجراءات حماية مكثّفة لكل من جُنِّد في العمل الأمني، إما من خلال تهريبه إلى خارج لبنان وسوريا وإيران، أو من خلال اتخاذ احتياطات إضافية لمنع انكشافه.
ــــ المباشرة بإعفاء ضباط من الاستخبارات الأميركية من العاملين في هذه القضية من مهماتهم، وسحبهم إلى الولايات المتحدة أو نقلهم إلى ساحات أكثر أمناً.
ــــ تأليف خلية تحقيق هدفها التدقيق في الأسباب المحتملة وراء الخرق الذي أتاح لجهاز أمن المقاومة في لبنان، وللاستخبارات السورية والإيرانية، كشف هذه المجموعات. وتركز عمل هذه الخلية على درس ملف الاتصالات الهاتفية والإلكترونية للعملاء وللضباط الذين يتواصلون معهم، إضافة إلى كل ملف التواصل المباشر لناحية الأمكنة والسيارات والأشخاص الذين يعرفون بالأمر.
ــــ العمل على مراجعة المواد التي حصلوا عليها من خلال هذه الشبكات ومحاولة التثبت منها أو السعي إلى التدقيق في ما إذا كان هناك عملاء مزدوجون قد عملوا في هذه القضية، وسعياً إلى تحديد زمن حصول الانكشاف لتحديد المعلومات الحقيقية من تلك التي يمكن أن تكون قد وصلت إلى الاستخبارات الأميركية على سبيل التضليل.
وفي تموز الماضي، نشرت «الأخبار»

 تقريراً عن الحرب الأمنية  (http://www.al-akhbar.com/node/16613)

الدائرة بين الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية وبين أجهزة الأمن في لبنان وسوريا وإيران. يومها، «كشف النقاب عنه في طهران ودمشق وبيروت بين شهري نيسان وأيار الماضيين. البداية كانت في سوريا، حيث كشفت خلية من 25 شخصاً عملاء لحلف الأطلسي، اعتُقل 17 منهم، فيما فر واحد إلى دبي وثلاثة إلى لبنان عادوا والتحقوا به، بعد تهريبهم إلى الإمارات بواسطة طرف لبناني. وأعلنت وزارة الأمن الإيرانية، في 20 أيار الماضي، اعتقال شبكة تجسس إيرانية لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تضم 30 إيرانياً، وذلك بعد إجراءات أمنية واسعة النطاق قام بها رجال الأمن داخل إيران وأخرى بالتعاون مع الجهات المعنية في سوريا ولبنان، حيث كُشف عن 42 من الضباط الأمنيين التابعين لوكالة الاستخبارات في دول مختلفة».
ومع هرب الملاحقين السوريين الثلاثة إلى لبنان، طلبت الاستخبارات السورية من نظيرتها اللبنانية، وتلك الخاصة بحزب الله، المساعدة في اعتقالهم. وتضيف أن طلباً كهذا استنفر أجهزة مكافحة التجسس في لبنان. وربما كان هذا الاستنفار قد أدى دوراً في القبض على شبكة العملاء التي أعلنها حزب الله. وتؤكد هذه المصادر أن «هذه العمليات كشفت عن انتقال مركز العمل الرئيسي للأميركيين في المنطقة من السعودية ولبنان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وإلى مدينة دبي على وجه التحديد، ربطاً بمزايا هذه الإمارة الخاصة لجهة الدخول والخروج منها ونوعية الأعمال التي يمكن القيام بها كغطاء للعمل الأمني».

ابراهيم الأمين

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *