لاأدري ما السر وراء كل هذا الضجيج الذي تصنعة جماعة الإخوان أمام عملية التحول الديمقراطي في مصر؟ لاأدري ما السر وراء هذا الاصرار الذي لامعني له في السياسة العملية علي منع الاتفاق علي المبادئ الدستورية والتلويح بالاعتصامات والمليونيات وكأن هذه المبادئ قد سقطت علي رؤؤس المصريين بالبراشوت؟ لاأدري لماذا هذا التسخين في المشهد السياسي الذي تقوم به الجماعة والسلفيون وحتي الصوفيون بدرجة رهيبة تضع أمامنا سيناريو عدم الاستقرار في مصر؟ لماذا يخيفون الناس بالحديث عن تطبيق الحدود لكن بعد حين وفي الوقت المناسب وبالحديث عن سياحة جديدة مختلفة تقطع أرزاق الناس وتمنع الملايين من الاوروبيين والاسيويين من القدوم بعملاتهم الصعبة لقضاء أيام معدودة بعيدا عن أعين المصريين علي شواطئ البحر الاحمر وفي جنوب سيناء.. أليست تلك منافع للناس في الأرض يسترزق منها ملايين المصريين.. أليس هذا إعمارا لأماكن كانت مهجورة!
لماذا يستهدفون النساء دائما بالقمع.. لافرق عندي بينهم وبين من يحكمون إيران.. هناك يضعون المرأة تحت ضغوط لاقبل لها بها.. يقبضون عليهن كالعاهرات ويودعوهن في السجون لمجرد ظهور خصلات من شعورهن اثناء سيرهن في الاماكن العامة.. هناك يقتحمون البيوت بالحرس الثوري المناضل لمجرد الابلاغ عن أسرة تحتفل بعيد ميلاد طفل أو طفلة ويودع الجميع السجون.. هكذا روت لي سيدات إيرانيات فضليات ما يحدث معهن خلال زيارتي لايران قبل شهر رمضان الماضي.
هل يريد الاخوان تطبيق ذلك في مصر؟ وهل تم حل كل مشكلات الناس في مصر: من عشوائيات وفقر وتدهور في التعليم والخدمات الصحية والمرور والسكن لكي يبدأوا بالحديث عمال علي بطال عن الخمور وكأن مصر تمتلئ بالخمارات.. وكأن العالم ينسي أو يتناسي مسألة الحريات الدينية!
ولماذا تخويف اخواننا من الاقباط ودفعهم إلي الهجرة من وطنهم الذي عاش فيه آباؤهم وأجدادهم كما عاش فيه آباؤنا وأجدادنا؟ ألن تشيع المبادئ الستورية الأمان والسلام في مصر؟لماذا لا توافقون عليها اذن؟
نقلاً عن صحيفة “الأهرام” المصرية
جمال زايدة