من فمك أدينك يا اسرائيل !!

المتحدث الغير رسمي باسم طائفىة ,  وزلمة السلطة السورية وكاتب المقال الذي أنشره  طيا , كتب  عن الحكم الشمولي  الفردي الأحادي  المطلق ,  وتحسر على انهيار  السلطة والأمن والدولة بهذا الشكل المحزن البائس  في ليبيا , ثم تحدث عن توظيف ثروات ليبيا  لخدمة ورفاه شخص , وعن الملاين لابل المليارات  , التي اقتنصها القذافي من أموال الشعب ..وأنا أوافق الأستاذ نضال نعيسة على معظم ماكتبه, ماعدا تحسره على القذافي , فأنا فرح جدا  لأن يؤخذ  الوحش القذافي بالسيف الذي أخذ به البشر , لايستحق مني دمعة , وأجد نهايته كنهاية صدام محقة ولا يحق للبرابرة ان يعاملوا الا بربريا , ولا يحق للحيوانات أن تعامل الا حيوانيا ..,وعندي تصور  لئيم ..فيا أيها القارئ الكريم , حاول أن تستبدل في مقال نعيسة  اسم القذافي باسم أي قبضاي من قبضايات الزعماء العرب , واسم ليبيا بأي اسم لاحدى الدول العربية البائسة المنكوبة , وستجد ان المقال ينطبق على الجميع  بدون استثناء , .

لقد كتب الأستاذ نعيسي المقال برسم الدفاع عن السلطة السورية , فهل دافع نعيسي عن السلطة ؟؟لقد فضحها  ولفت انتباه القارئ  الى أمور   ربما بقيت مجهولة  وغير واضحة ..وما قام به نعيسة يشبه الى حد بعيد ماقامت به اسرائيل  قبل ألفي عام ..لقد فضحت نفسها , وهذه الفضيحة كانت سببا لقول السيد المسيح ..من فمك أدينك يا اسرائيل , ومن فم نعيسة  اينه وأدين السلطة التي أراد الدفاع عنها …اليكم  ماقاله الأستاذ الكريم نعيسة :

(أين ثروة القذافي: حين تتحول النعمة إلى نقمة؟

على مدى أربعين عاماً من الحكم الشمولي الفردي الأحادي المطلق، الذي حدا بالقذافي لأن يعلن ذات يوم، وتعبيراً عما وصل إليه حاله من نفوذ وسلطة وهيلمان، بأنه عميد الحكام العرب، وملك ملوك إفريقيا، وإمام المليار ونصف من المسلمين، نقول على مدى هذه السنوات الطويلة راكم ثروة طائلة خرافية، لا أحد يعرف كم تبلغ، وأين هي، في بلد شاسع مترامي الأطراف، يسبح على بحر من الذهب الأسود.
وأظهرت أحداث ليبيا الدموية عن هشاشة البنية التحتية العسكرية، والتنموية، والاقتصادية، وعدم وجود جيش قوي، ولا نظام دفاعي وأمني، ولا مؤسسات وطنية وحكومية كان من الممكن أن تقف في وجه انهيار السلطة والأمن والدولة على ذاك الشكل المحزن البائس، إذ تبين أن ليبيا، وبرغم ثرائها الخرافي، بلد مهلهل، مشتت، ضعيف، لم يصمد أمام دائرة ضيقة من المتمردين استطاعت بفعل الضعف والتهتك العام ولا مبالاة القذافي المشغول بالتهريج الإيديولوجي والسفسطات والهرطقة السياسية والكلام الفارغ، أن تتسع وتتسع لتلتهم القذافي نفسه، وتبتلعه في سرت على ذاك النحو المأساوي الذي رأيناه عليه. فثروة ليبيا الهائلة، لم توظف إلا بشكل شخصي لخدمة ورفاه القائد الجماهيري الأخضر، فيما ترك الشعب الليبي وليبيا، لأقدار ورياح الأطلسي وخلايا القاعدة التي حصدته، في يوم أغبر، بلا رحمة ولا شفقة، وبدا هو ونظامه المتهالك، كريشة تتطاير في مهب ريح عاتية وأعاصير.
لقد وجدت تلك الثروة طريقها إلى البنوك الأوروبية ومنعت عن الشعب الليبي، وبلغت من القوة والتراكم والتضخم ما يهدد سحبها الاقتصاد الأوروبي نفسه. وقد رأينا كيف انصاعت سويسرا، ما غيرها، أم البنوك والمال والثراء الأسطوري، لابتزاز العقيد حين هدد بسحب أرصدته من سويسرا في الفضيحة التي ارتكبها ابنه الساعدي وزوجته في سويسرا بضرب خادمتيهما، واضطرت سويسرا معها لتقديم اعتذار رسمي مشفوعاً بزيارة استرضائية مهينة لرئيس الوزراء،أو رئيس الاتحاد السويسري، على ما أعتقد، لخطب ود العقيد القذافي، ومنعه من تهديد وعيده.
في هذه الأثناء، وعلى وقع وتداعيات الحروب الأطلسية ضد ما يسمى بالإرهاب، كان اقتصاد الغرب عموماً، يترنح، ويهدد دولاً كاليونان، والبرتغال، وإيطاليا، وإسبانيا بالإفلاس، وكانت المسيرات والاحتجاجات العنيفة التي تجتاح عواصم القارة العجوز تصم آذان مسؤولي وساسة أوروبا وتشل تفكيرهم، فيما أدت موجات الإفلاس الأمريكي إلى أن تذهب كلينتون إلى الصين لطلب الإقراض بالدولار، وتصوروا، وعدم تخفيض سعر اليوان الصيني. أوروبا والغرب في ضائقة اقتصادية قاتلة وبحاجة لمئات الملايين من اليوروهات لضخها في اقتصاد اليورو المريض لإنعاشه، والذي سينعكس بدوره، وكما يؤمل، على الاقتصاد الأوروبي، ولم يكن بحوزتهم سوى ملايير القذافي المكدسة هناك من دون عمل، وقلة قليلة من مدراء البنوك الكبرى تعرف حجمها ومكانها، فالقذافي نفسه لم يعد يعلم كم راكم منها خلال تلك السنين الظويلة والمديدة، وأين هي، فكان لا بد من التخلص منه، فوراً، والسطو على تلك المليارات من ثروة الشعب الليبي، وإعادة ضخها بشكل ما في شرايين اقتصادياتهم، كي يسدوا رمقها. وبقية القصة معروفة للجميع.
وسيظهر هذا الأمر فيما لو صح زعمنا، في مستقبل قريب، على شكل صمت وسكينة وتعاف تدريجي وبطيء، وحتى لو كان بسيطا على الاقتصاد الأوروبي. وما تصريحات القذافي وسيف الإسلام عن الرشاوى لبيرلسكوني وساركوزي إلا غيض من فيض ذاك اللغز المالي الكبير في علاقته مع الأوروبيين، والتي قصمت-اتصريحات- ظهرالبعير في علاقته معهم، وقرروا التخلص منه، نهائياً، وعدم إبقائه حياً، مهما كلف الأمر. فعبد الكريم بلحاج، الزعيم القاعدي وقائد طرابلس العسكري، أعلن في اللحظات الأولى لاعتقاله، بأنه حي يرزق وهو في قبضة الثوار ومن على منبر الجزيرة، وقد أظهرت اللقطات التالية لعملية الاعتقال صحة قوله، وما هي إلا لحظات أخرى حتى أُعـْلن عن وفاته. نفس الأمر حصل مع صدام حسين الذي هربت أمواله للبنوك أمريكية والغربية، وأمواله ذاتها التي كان يودعها في الغرب، هي التي مولت الحروب ضده، ويا للمفارقات السياسة الكبرى.
أما نحن فقراء العالم، فلا بواكي لنا، ولا اهتمام بنا، ولا طمع بثرواتنا، وأبشركم بلا حروب أطلسية قادمة ضدنا، و نشعر اليوم بأمان لا سابق له، فلن يسطو أحد على ما نملك، لأننا بكل بساطة لا نملك شيئاً، ولا يستطيع أحد إزاحتنا عن عروش الفقر والبؤس والتعتير التي تربعنا عليها بثبات وأمان وجدارة واستحقاق.
نضال نعيسة)
كم يكون سروري كبيرا لو تفضل القارئ الكريم  بادلاء رأيه حول  مقصدي” اللئيم” تجاه الأستاذ نعيسة ومقاله ..وللقارئ الكريم جزيل الشكر سلفا

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *