عندما يصبح العقل صحراء قاحلة !

هناك أطراف  تحشر نفسها في كيانات  السلطة ,وتدعي  الدفاع عن السلطة ,   الا أنها بالواقع تلحق الضرربها  , وعلى هؤلاء يطلق عادة اسم “مرتزقة” , وهذه المرتزقة  لاتكف عن محاولة النيل من الآخر , مستخدمة من أجل ذلك ما لديها من وسائل ,  , ولما لاتملك هذه المرتزقة  الا وسائل التشويه والتهميش والشتائم والتكفير ثم التخوين , لذا ترى نفسها مرغمة على استخدام هذه الوسائل  ,وبذلك  تلحق الضرر بنفسها وبمن تريد الدفاع عنه .

لم تكن سورية يوما ما قطعة جغرافية  متشابهة , أو قطعة انسانية متجانسة ..هناك الرأي والرأي الاآخر  هناك الموقف والموقف الآخر ..هناك بشكل عام الانسان والانسان  الآخر , وفي السنين الأربعين السابقة  كان هناك نوع من القسر والأسر الفكري …لم يكن بالامكان أن تعبر عن رأيك  الخاص , ولم يكن بالامكان أن يكون لك موقف  خاص , حتى انه ليس بامكانك أن تتصرف كانسان ..انك أحد البعير في القطيع , وكل بعير  ينحاز عن الطريق  الذي يراه قائد القطيع , يجري قطع لسانه..وهكذا تربينا , ومن المرتزقة من لم يتعرف على أي اسلوب آخر  للتعامل مع الآخر .

هناك اختصاصيين في ممارسة فن الشتيمة , التي تقود دائما الى عكس مايريده الشاتم ..لقد رفع  الصحفي أبي حسن من مقام مي سكاف بشتائمه , ولا يظن نضال نعيسة انه الحق الضرر بميشيل كيلو عن طريق شتمه  , لقد الحق الضرر فقط بنضال نعيسة , كذلك الأمر بما يخص شتم  الأستاذ  برهان غليون ..لايزال استاذا محترما في جامعة السوربون , وأصبح مؤخرا عن طريق الانتخاب , الذي لايعرفه الأستاذ نضال نعيسة  , رئيسا للمجلس الوطني السوري ,  ساعات بعد  توليه رئاسة هذا المجلس , انفلت لسان  نضال نعيسة  مقرعا مشوها مخونا مهمشا ..فجأة أصبح الأستاذ  برهان غليوم  خائن أجير  اغتيالي  مجرم …

لم يقتصر الأمر على  غليون أو منى سكاف  أو ميشيل كيلو , فوابل الشتائم أصاب  أيضا وائل السواح , حيث قال نعيسة عنه انه ضابط  ارتباط أمريكي , ولا يقل عنه خيانة  لؤي حسين أو ياسين الحاج صالح …كلهم خونة متآمرون , والوطني الوحيد هو نضال نعيسة  وأبي حسن …نبتات يانعة في صحراء العقل والفكر !!

أما عن الاخوان  فحدث ولا حرج ..فالأستاذ نعيسة  يجد انهم يجلسون على قمة الخيانة والعمالة  والظلامية , السوري القومي  كذلك  والشيوعي  أسوء , أما الناصري فهو زبالة والاشتراكي قمامة , والحزب القائد للدولة والمجتمع , أي حزب البعث  فهو في نظر نعيسي قمة الشوفينية والتخلف والطائفية  وهو الذي دمر البلاد من أقصاها الى أدناها ….ومن لايصدق   ذلك  عليه  التعرف على  مقالات نعيسي بخصوص حزب البعث  , التي نشرت في سيريانو ..نظام الرئيس  ممتاز!! , .ونعيسي يتحدث عن النظام , وكأن حزب البعث غير موجود  ولا علاقة لحزب البعث بالنظام  , بل يتطرف نعيسة  للقول  ان حزب البعث هو سبب كل كوارث الوطن ..

من جهة أخرى لايرى نعيسي في  رأس النظام أي شائبة .وبالتالي يمكن القول  انه لايرى أي فائدة من  الأحزاب بما فيهم حزب البعث العربي الاشتراكي , ولا يرى أي فائدة من القوى العلمانية .. كلهم خونة ..كيلو  ..حسين ..منى سكاف ..وائل  السواح ..ياسين الحاج  صالح وبرهان غليون , ولا يرى الا التآمر من القوى الدينية …الشعب السوري طائفي باستثناء نضال نعيسة ..الشعب السوري جاهل ماعدا  نضال نعيسة !!

ألم يكن  من الأفضل لو تثقف نضال نعيسة بعض الشيئ , ثم قرأ وحاول فهم  مايكتبه  برهان غليون منذ ثلاثين عاما  ..مثلا كتاب  المسألة الطائفية ومشكلة اتلأقليات ..كتاب  نقد السياسة  : الدين والدولة  وكتاب النظام السياسي في الاسلام  بالضافة الى آلاف النصوص , التي نشرت بالعربية والفرنسية  مما جعل برهان غليون  من مرتبة هانتنغتون وفوكوياما  وغيرهم من المفكرين  من  ذوي الأهمية .

اني اتألم من أجل نضال نعيسة وأشباهه ,  انظر يا أخ نضال الى كتابات كمال أبو ديب , والى كتابات وائل السواح أو فراس السواح أو غليون أو أنطون سعادة أو ميشيل عفلق أو زكي الأسوزي أو حتى الشيخ البوطي أو علي عبد الرزاق أو حسن البنا أو سهير الأتاسي  أو حسمن عبد العظيم أو  الروائي طالب ابراهيم (ليس البوق  الدكتور طالب ابراهيم ) الى عبد الرزاق عيد  , الذي  سميته عبد الرزاق ابن تيمية ..وأدونيس وصادق جلال العظم ومئات غيرهم , سوف لن تجد كاتبا واحدا  بتلك الصفاقة وقلة الأدب , التي تمارسها بالاشتراك مع أبي حسن والدكتور طالب ابراهيم …عيب عليكم ..كفاكم  انحدارا  في هاوية البدائية والرزيلة

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *